بقلم فاروق جويدة
في كل يوم نودع شهداءنا الأبرار الذين يكتبون صفحات البطولة والعطاء في تاريخ هذا الوطن هناك أناس جالسون على المقاهى ينظرون ويكتبون ويتاجرون وأيضا يتآمرون وهناك دماء تسيل وأرواح وهبت نفسها من اجل مصر واستقرارها..
ان شباب الشرطة الذين سقطوا في حلوان وخرجت مصر تودعهم بكل العرفان هذه هى النماذج التى ينبغى أن نقف عندها ونشيد بها..ليست القضية جنازة يتقدمها كبار المسئولين ولكن لابد ان نسأل عن مستقبل وحياة أبناء هؤلاء الشهداء إنهم الأحق بالرعاية والحياة الكريمة ولا يعقل ان تنتهى علاقتنا بهم على صورة في صحيفة او برنامج في التليفزيون اين آباء هؤلاء الشباب وكان منهم من يعول أبا أو أما تعيش خريف أيامها اين أبناء هؤلاء الشهداء وما هو مستقبل تعليمهم وحياتهم، هذه قضية لا بد ان تأخذ حقها من الاهتمام من كل أجهزة الدولة..أن الأمر لا يمكن ان يتوقف على إعانة أو تعويض مادى لأن أرواح هؤلاء الشهداء اغلى من كل أموال الدنيا.. أن اسرة كل شهيد كانت تتمنى ان يعيش لها حتى لو كان فقيرا معدما أن وجوده هو الحياة ورحيله هو الكارثة وعلى الدولة ان توفر لأسر الشهداء من مصادر الدخل ما يكفيها ولا يقتصر الأمر على معاش شهرى خاصة ان معظم الشهداء شباب صغير مرتباتهم ضئيلة ومشوار حياتهم كان قصيرا..سوف نبكى كثيرا على شهداءنا ولكن الأهم من الدموع كيف سيعيش أبناؤهم وما هى مصادر الدخل التى ستوفر لهم حياة كريمة..سوف يفخر أبناء الشهداء بآبائهم الذين ضحوا من اجل الوطن وسوف يكونون دائما مصدر فخر لنا ولكن حين تجف الدموع وتهدأ الأشياء ويذهب كل واحد إلى بيته ستكون هناك حجرات أظلمت ووجوه غابت وقلوب سكنتها الأحزان بعد رحيل أبنائها..أرجو من اللواء مجدى عبدالغفار وزير الداخلية ان يخصص جهازا حتى لو كان صغيرا من أجهزة وزارته لرعاية شئون هؤلاء الشهداء يسأل عن احوالهم ويتابع المريض منهم ويتابع أبناءهم فى المدارس لابد ان تشعر كل اسرة من هؤلاء اننا نقدر عطاءهم.الدماء أغلى من كل شىء.