بقلم - فاروق جويدة
هناك قضايا نتصور أحيانا أنها حسمت ولكنها سرعان ما تطل علينا مرة أخرى، ومن أهم هذه القضايا التى يثار حولها جدل طويل سفر الآثار المصرية إلى المعارض الخارجية خاصة القطع النادرة مثل توت عنخ آمون وكان من الآثار التى شهدت معارك بين الخبراء وأساتذة الآثار.. وفى الأيام الأخيرة قررت وزارة الآثار سفر 166 قطعة أثرية من توت عنخ آمون إلى معرض لوس أنجلوس فى أمريكا ويقدر العائد من هذه الرحلة بمبلغ يترواح بين 10 و12 مليون دولار وحتى الآن مازال الرأى منقسما حول هذه القضية الصديق زاهى حواس يرى أن فى ذلك إنجاز كبيرا وانه يمثل دعاية ضرورية للسياحة فى مصر وأن القطع المسافرة توجد لها قطع مشابهة وهناك رأى آخر يرى أن فى سفر هذه القطع مغامرة كبيرة لأنها لن تسافر لمدة عام أو اقل ولكنها رحلة مفتوحة لعدة سنوات وهى لحساب شركات خاصة وليست تابعة للحكومة الأمريكية والمؤسسات الرسمية فيها كما أن العائد من الرحلة ضئيل جدا وهناك تخوفات من تقليد هذه القطع الآثرية وقيمتها لا تقدر بالمال كما أن هناك مخاطر فى عمليات النقل والتغليف والحماية وقد تعرضت الآثار المصرية للكثير من المخاطر فى رحلات خارجية أخرى وقبل هذا كله فأن سفر الآثار يعتبر من حيث المبدأ قضية عليها خلاف كبير بين علماء الآثار.. لقد أثيرت هذه القضية منذ سنوات وتصدت لها فى ذلك الوقت الراحلة الكبيرة د.نعمات أحمد فؤاد وكتبت فى ذلك عشرات المقالات وتعرضت لظلم كبير وصل إلى منع طبع كتبها فى مؤسسات الدولة، وقد كان رأيى دائما فى هذه القضية أن سفر الآثار ينبغى ألا يصل إلى القطع الفريدة ومنها توت عنخ أمون.. وفى تقديرى أن سفر الآثار بصفة عامة يحتاج إلى إعادة النظر خاصة أن العائد منها ضئيل للغاية وان لدينا الآن كثيرا من المتاحف خاصة المتحف الكبير فى الجيزة، أما قضية السياح فمن أراد أن يشاهد آثارنا فليأت إلينا، وكل الدول تحرص على بقاء آثارها فى أراضيها، ومتاحفنا أولى بآثارنا.
نقلا عن الاهرام القاهريه