بقلم فاروق جويدة
أخيرا اعترف الرئيس السابق ميخائيل جورباتشوف الرجل الذى كتب نهاية الاتحاد السوفيتى بأنه يتحمل مسئولية انهيار القوة العظمى الثانية فى عام 1991 وان الشلة التى أحاطت به كانت سببا فى ذلك..وتعتبر هذه هى المرة الأولى التى يعترف فيها جورباتشوف بهذا الخطأ التاريخي..كثيرون كانوا يعتقدون ان انهيار الاتحاد السوفيتى قد تم فى ظل مؤامرة كبرى خاصة ان الدولة العظمى كانت تتمتع بمصادر من القوة تجعل انهيارها امراً مستحيلا..قيل يومها إن أمريكا جندت من خلال أجهزة المخابرات مسئولا روسيا كبيرا فى موقع مهم وطلبت منه شيئا واحداً وهو ان يختار للمناصب الكبرى الأسوأ من المسئولين المرشحين..مرت سنوات وهذا المسئول يرشح للسلطات العليا فى الإدارة كل عام أسوأ العناصر فى المواقع القيادية وفى آخر المطاف جلس على مقاعد السلطة فى الاتحاد السوفيتى الأقل كفاءة والأكثر بلاهة وتخلفا وكانت النتيجة ان انهار الاتحاد السوفيتى بلا أسباب موضوعية غير ان هناك شخصا ما كان يختار الأسوأ ولا شك ان انهيار الاتحاد السوفيتى كان مفاجأة كبرى أمام العالم فقد كان قوة عسكرية هى الثانية فى العالم من حيث الترتيب بعد أمريكا وكان من حيث المساحة والقوة الاقتصادية فى صدارة الدول إنتاجا وتصديرا ولكن بقيت قضية الفساد هى اخطر القضايا فى سلطة القرار حتى انهارت الدولة تماما..والشيء المؤكد ان الرئيس جورباتشوف سوف يتحمل المسئولية التاريخية فى انهيار الاتحاد السوفيتى خاصة ان الرجل الذى جاء بعده وهو الرئيس يلتسين تحول إلى لعبة فى يد أمريكا وفى آخر أيامه اصبح مجرد شبح فى السلطة وساءت أحوال الدولة بعد الانقسامات التى أطاحت بها ثم كانت النهاية..سوف يبقى هناك أكثر من سر فى انهيار الاتحاد السوفيتى هل كان عملا خارجيا رهيبا شاركت فيه قوى دولية، أم كان مؤامرة داخلية اطاحت به مستغلة بعض الأزمات والانقسامات بين دول هذا الكيان الضخم ام ان الرئيس جورباتشوف نفسه صاحب هذه الكارثة حين سلم الاتحاد السوفيتي، للغرب فى صفقة لم يعرف احد أسبابها ولا الثمن الذى دفعه الغرب فيها؟!..حتى الآن مازال سقوط الاتحاد السوفيتى الدولة الكبرى سؤالا يبحث عن إجابة.