توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

4 من تشرين الثاني قصة عيد الحب المصري

  مصر اليوم -

4 من تشرين الثاني قصة عيد الحب المصري

نوران عارف

يحتفل المصريون في الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني بعيد الحب المصري، بتبادل الهدايا والزهور بين الأزواج والمرتبطين، في ظاهرة تحولت من التعبير عن الحب إلى مجرد تبادل الأشياء البلاستيكية، ليس هذا فقط فلم يكتف المصريين بتبادل الكلمات الرقيقة إلا أنهم مازالوا بعادتهم يسخرون من عيد الحب المصري جهرًا على مواقع التواصل الاجتماعي.

في ماذا كان يفكر مصطفى أمين؟

"افتح قلبك لحب الناس، فالحب هو إكسير الحياة، إنه يطيل العمر ويمسح تجاعيد الوجه ومتاعب القلب"، هكذا كان يرى الكاتب الصحافي مصطفى أمين الحب، فهو لا يعترف بالحب الأفلاطوني أو الحب العذري وحدهما وإنما يرى الحب لكل الناس فالمحبة بين الزوج والأم والأبن والوطن وكثير من أنواع الحب التي علينا أن نحتفل بها، وربما كان هذا السبب الذي دفعه لاختيار يوم الحب.
.
الموت والحب أسطورة غريبة طرحها أمين!

في يوم الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني، صادف مصطفى أمين أثناء وجوده فى حي السيدة زينب في القاهرة، مرور جنازة لرجل لا يسير خلفه سوى ثلاثة أفراج فقط، وهو ما أدهش أمين، وبالطبع إذَّا عرف السبب بطل العجب، وعندما سأل الكاتب الصحافي قيل له إنَّ العجوز لم يكن يحب أحدًا فلم يبادله أحد الحب.

ولأن الحب هو الحياة، فكر مصطفى أمين مع أخيه علّي، وهما أصحاب مؤسسة "أخبار اليوم" في تخصيص يومًا للحب كما خصصا من قبل يومًا للأم في الـ21 من مارس/ آذار، وكتبا الاثنان حينها للقراء يعرضان عليهما الأمر وبعد استطلاع آرائهما اختير اليوم الرابع من نوفمبر/  تشرين الثاني.

وتقول صفية أمين ابنة الكاتب مصطفى أمين إنَّ عيد الحب يمثل لأبيها يوم الحادي عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني وهو يوم إصدار "أخبار اليوم" لكنه نزولًا على رغبة القراء الذين استّطلعهم اختار اليوم الرابع.

عيد الحب بين التحريم والقبول.

وكعادة أيَّ فكرة فلا بدَّ من أن يخالفها البعض، وبعد أنّْ نزل أمين إلى رغبة بعض القراء في عموده الشهير "فكرة" الذي نشر في 4 نوفمبر 1988، وهو يوم عيد الحب المصري وبعدما اختار الأخوين هذا اليوم من ضمن عدة تواريخ اقترحها لهم اعتقادا منهم أن نوفمبر هو شهر الحب.

تصدى المحافظين وقتها لهذه الفكرة، مُهاجمون مصطفى آمين ودعوته بشدة لأن أغلب الناس اعتقدوا أنه يطالب بعيد للعشق والغرام وتوابعهما. ولم تلقى الفكرة قبول أو حماس. وبعد مرور أكثر من ربع قرن على الفكرة وما لاقته من رفض وهجوم إلا أنها أصبحت حدث ينتظره كثير من المصريين خاصة في أوساط الشباب.

فتاوى الحب.

ولأنّنا مجتمع متدين بطبعه كما ذكر جمال حمدان في موسوعته الشهيرة،" شخصية مصر: دراسة في عبقرية المكان"، فظهرت العديد من الفتاوي على مدار السنوات الماضية التي رفضت وبشدة بل وحرمت عيد الحب على اعتبار إنّه بدعة وشيء دخيل على الدين الإسلامي والبعض الأخر رفضه لاعتبار أنَّ الأديان السماوية الثلاث على الأراضي العربية ليست في حاجة إلى يوم للحب، خصوصًا أنّ الهدف الرئيسي من الأديان كان نشر الحب بين الناس، لمحو الشرور من نفوسهم، وسيطرة السلام على مجتمعاتنا.

واعتمد الرافضون لعيد الحب على ما جاء من تحذير من بعض الصحابة رضوان الله عليهم من ذلك أن عمر رضي الله عنه كان قد شرط ـ واتفق الصحابة على ذلك ـ على أهل الذمة بعدم إظهار أعيادهم في دار الإسلام، وقال: "إياكم ورطانة الأعاجم، وأن تدخلوا على المشركين في يوم عيدهم في كنائسهم"، رواه عبدالرزاق.

وفي المقابل شرع العديد من علماء الأزهر في الآونة الأخيرة الاحتفال بعيد الحب لأنَّه يترك في النفوس آثار البهجة والمحبة، فقال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة في جامعة الأزهر: إنَّ هناك فروق بين اصطلاحات العيد والموسم والمناسبة، فالعيد بمعناه الحقيقي ينصرف إلى عيد الفطر وعيد النحر، وهما يتعلقان بعبادات، فالأول انتهاء الصيام والآخر مناسك الحج والأضحية.

وهناك مواسم كتاسوعاء وعاشوراء، وهناك مناسبات دينية في السيرة النبوية مثل الهجرة والإسراء والمعراج، والمولد النبوي، وتحويل القبلة؛ وهناك مناسبات اجتماعية تخص الشعوب والدول وقد أبقى عليها الإسلام، كشم النسيم المعبر عنه في القرآن بيوم الزينة في سورة "طه"، وسوق عكاظ الأدب الشعري، والجنادرية في السعودية حاليًا، وهذه المناسبات الاجتماعية الأصل فيها الإباحة، ولا يقال بتحريم شيء إلا بدليل معتبر، وعيد الحب هنا ينتمي للفئة الأخيرة فهو مناسبة اجتماعية مباح الاحتفال بها".

وقد وافقه الدكتور عبد الغفار هلال، أستاذ في جامعة الأزهر، في الرأي، موضحًا أنَّه لا عيب في الاحتفال بعيد الحب، كونه يوم يذكر الناس بالمودة وينسيهم التعب ويقربهم بعضهم من بعض، ويدفعهم لحب الحياة والقيام بأعمالهم بفرح وسرور ومحبة ، فهو سنة حسنة؛ وقد قال الرسول: "من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة".

أما آخر تصريحات اليوم كانت للدكتور منصور الرفاعي، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، والذي قال إنَّ “مسمى عيد الحب جميل؛ لأن الحب معناه أن نحب بعضنا كبشر ونتعاون، كي تحدث الألفة بيننا، فالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال، لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا، وبالتالي لن ندخل الجنة حتى نحب”.

وأضاف الرفاعي، مفهوم الحب في الإسلام أن نحب الله ـ جل جلاله ـ أولاً، ثم الأهل والإخوة  والناس جمعياً.

وأوضح وكيل الأوقاف الأسبق: قول الله تعالى “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا”؛ فالتعارف أساس الحب، والرسول (ص) قال تهادوا تحابوا، ويمكن تقديم المال للفقراء والمساكين، بدلا من إنفاقه على الورود، والحب أساسه تقديم هدايا حتى ولو كانت دعوة.

السخرية والسعادة والمزاح في عيد الحب المصري

وبعيدًا عن الجدل الدائم حول التحريم والتصريح بعيد الحب، أو يوم الحب، فالمصريون احتفلوا بطريقتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي:

فتغزل عبد الله باسم الجوهري في هاشتاج "#عيد_الحب" على "الفيسبوك" في حبيبته المنتظرة، موجهًا لها سؤال أين أنت لقد تأخرتِ كثيرًا، خاتمًا كلامه، بتصريح معلن عن حبه لها.

أما حنان الإمام فتسألت لماذا لا يجعلوا عيد الحب طوال العام.

وفي المقابل سخرت بعض الصفحات الأكثر انتشارًا من الأشخاص غير المرتبطين، قائلة:" للمعلومة 4 نوفمبر يسمي بـ ‫#‏عيد_الحب المصري، وده ومالناش دعوه بيه، أما 14 فبراير فهو ده الـ ‪#‎valentine ، وده بردو مالناش دعوه بيه".

على تويتر وهاشتاج: #عيد_الحب_المصري، هنأت ريم الباهيدي المصريين بعيد الحب قائلة: "كل حب وأنتِ طيبة .. ده حب للكل مش المتجوزين بس، بين المصريين كلهم".

وعند البعض حمل اليوم طابعًا السياسيًا  فكتب مغرد آخر، "في حب السيسي وجيش مصر والشرطة المصرية وكل شهيد دفع حياته علشان البلد دي تعيش".

GMT 21:32 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

عالم الأمومة المفخخ

GMT 21:48 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

أجيال

GMT 11:32 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

الطفولة العربية والمستقبل

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 17:53 2018 السبت ,28 إبريل / نيسان

​هذه الدنيا

GMT 18:25 2018 الجمعة ,09 آذار/ مارس

الجنة تحت أقدام النساء

GMT 18:12 2018 الجمعة ,09 آذار/ مارس

سيّدتي لا تصدّقينا

GMT 11:19 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

الصداقة، سعادة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

4 من تشرين الثاني قصة عيد الحب المصري 4 من تشرين الثاني قصة عيد الحب المصري



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon