توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شبكة قومية للمتميزين

  مصر اليوم -

شبكة قومية للمتميزين

بقلم - د. محمد لبيب سالم

"الأمم القوية لا تدار بقرارات فردية ووقتية، فوراء كل ذي قرار حكيم عقول حكيمة خلف صانع القرار متنزهة عن كل غرض إلا العمل على نجاح القرار وتوابعه"..

الوطن كيان كبير وإدارته مسؤولية كبرى ليست باليسيرة وتحتاج إلى عقول منزهة عن كل غرض، عقول متميزة ومبدعة وتحمل علي أكتافها خبرات السنين في كل مجال.

والإدارة الحقة والقوية هى التي تستمع لهذه العقول لتعضد العقول الأخرى ، فالعقول المتميزة هى روح الوطن، فأعز ما يملكه الوطن هو أبنائه، وأعز الأبناء هم المتميزون بعلمهم وخبراتهم وحكمتهم، والأمل في بناء أي دولة يكمن في قدرات أبنائها العلمية والفنية المتميزة.

ولم تنهض اليابان وألمانيا بعد إستسلامهما في الحرب العالمية الثانية إلا بالإعتماد علي عقول أبنائها، ولم تتقدم فرنسا وإنجلترا بالرغم من فقدانهم جزء كبير من الإمبراطورية الإنجليزية والفرنسية إلا بالإعتماد على أبنائها المتميزين، ولم تقود أمريكا والإتحاد السوفيتي العالم أثناء الحرب الباردة إلا بالإعتماد على العقول المتميزة سواء المهاجرة أو المستقطبة، ولم تنهض وتقوى الهند والصين وماليزيا في العصر الحديث إلا بعقول أبنائها المتميزون، ولم تنهض دول الخليج إلا بعد إستقطاب العقول المتميزة، ولم يؤثر سلباً على مصر بقصد أو بدون قصد إلا إهمال عقولها المتميزة أو تركها تهاجر بلا رجعة، فقوة الدول لا تعتمد على إمكاناتها المادية بل على إمكانتها البشرية عموماً والمتميزة خاصة، حيث تستطيع الأخيرة تحريك وتطوير الأولى بما يؤدي إلى نهضة حقيقية ملموسة.

وبناءً على هذه القاعدة وأخذاً في الإعتبار الوضع الراهن لمصر من مطلب نهضوي بعيداً عن الأيدي المرتعشة والمقيدة بالأحكام الوظيفية الروتينية في جميع المصالح والهيئات الحكومية ، فالحل قد يكمن في تشكيل شبكة قومية من أبرز العلماء والفنيين ورجال الأعمال المتميزين تكون مهمتها الأولى هى المشاركة في صنع كل القرارات السياسية والعلمية والمالية والاجتماعية على أن تتبع هذه الشبكة رئاسة الجمهورية مباشرة، ويتم إختيار أعضاء هذه الشبكة  على مستوى كل محافظة بطريقة تطوعية إستشارية بمعزل عن كل السلطات شريطة أن تقدم لها الأخيرة المعلومات اللازمة وعلى أن يتمتع أعضاء هذه الشبكة بالحصانة حتى لا تقع تحت أي ضغوط أياً كانت.

تمثل هذه الشبكة مصنعاً عالي الجودة للإستشارات المطلوبة للتخطيط العلمي وأثناء الأزمات وصنع القرار، ومصنعاً جاهزاً لضخ قيادات قوية على جميع المستويات حتى رئاسة الوزارة، وبالتالي تمنع حالات الحيرة التي قد تحدث عند البحث عن قيادات بما فيها نواب للرئيس ولرئيس الوزراء وللوزراء وللمحافظين ولرؤساء الجامعات في وقت قصير، وبالطبع سوف يقلل ذلك من  إختيارات غير صائبة والتي تحدث في كثير من الأحيان.

ولأن الدولة في مرحلة نهضة سياسية واجتماعية ومالية وعلمية وتعليمية وأمنية وصحية فهذه الشبكة بما تجمعه من حكماء من كل التخصصات سوف تكون قادرة على  مواجهة أي معضلات حياتية سواء مقترحة منهم أو من الآخرين بحيث تخرج بتوصيات يمكن تطبيقها بعد عرضها على صانع القرار، وتستطيع هذه الشبكة القومية أن ترشح قيادات من خارجها أو من داخلها بعد فترة من إكتساب الخبرات المختلطة من نواحي التعامل مع المشكلات الوطنية المختلفة.

وفي إعتقادي أن تجمع المتميزين في شبكة قومية لها فروع في كل محافظة لا يعني العنصرية بالمرة بل يعني التخصصية ولعب أدوار وطنية لمتميزين بقدرات غير متاحة لدى الآخرين، فهو تكليف وليس تكريم وهو لصالح بقية الشعب وليس للتميز عليه، هو مجرد تفعيل الخبرات في مكانها الصحيح وللمصلحة العامة، فالعبرة هنا بالخبرات وليس الإنتخابات أو التعيينات مما يمثل ثروة قومية منظمة ومتعاونة بدلاً من بعثرتها في طول البلاد وعرضها وعدم قدرتها إلى الوصول إلى صانع القرار أو حتى السماع لأفكارها لوجودها في جزر منعزلة.

ولأن صانع القرار السياسي يعاني الكثير من الصغوط سواء عند التخطيط أو صنع القرار أو توابع القرار؛ نظراً لإعتقاد العامة أن صانع القرار يتصرف بإنعزالية عن المجتمع، فسوف تخفف هذه الشبكة الوطنية العبئ على صاحب القرار لإرتكانه إلى مشورتها وأرائها العلمية والتي بالطبع تمثل نخب المجتمع والتي بدورها تستقي مشاكلها وأفكار حلولها من المجتمع المحيط.. ونظراً لشرط التميز في أعضاء هذه الشبكة يتوقع أن تكون الإستشارات النابعة ذات طابع علمي متميز كما سوف يدعم ويقوي ويكمل المجالس الإستشارية لرئاسة الجمهورية بأعدادها وبتنوعها، ونظراً لوجودها في كل محافظة فسوف تضمن إشتراك الأقاليم في التخطيط وصنع القرار. ونظراً لتنوع أعضائها الفني فسوف تضمن رؤي مختلفة ومتكاملة قبل أخذ القرار، ونظراً لتطوعها فسوف يضمن ذلك الإخلاص والشفافية في القرار.

رؤيتي هذه نبعت من ظهور العديد من الكيانات التي تحاول بشتى الطرق الإشتراك في الإستشارات وصنع القرار على المستوى الضيق والوطني ولكن لا تفلح في أغلب الحالات في التواصل أو التأثير على صانع القرار، وتنبع رؤيتي هذه من حاجة مصر لأفكار أبناءها المتميزين في كل مجال بصورة مناسبة وفعالة ومنظمة ولو لفترة إنتقالية حتى تصل البلاد إلى بر الأمان، وبالطبع سوف تقلل هذه الشبكة الوطنية من النقد اللاذع الذي يصيب صانع القرار إذا لم يحقق آمال وطموحات وتوقعات المصريين، هذه الشبكة الوطنية سوف تمثل الوسيط العلمي والفني للمصريين عند صانع القرار من خلال رئاسة الجمهورية مباشرة.

مجرد فكرة ولكن قد تحدث تغييراً كبيراً حال تطبيقها إذا راقت لأهل التخطيط.. الدولة بالفعل تحتاج إلى كيان كبير إستشاري يساعد الكيانات الأخرى سواء المعينة أو المنتخبة في إتخاذ القرار بحكمة وخبرة المتميزين.

GMT 11:25 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

الباشوات والبهاوات في الجامعات

GMT 23:04 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

من مشكلات معلمي التعليم الفني

GMT 14:40 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

البحث العلمي والقوة الناعمة

GMT 10:38 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الإرشاد النفسي والتربوي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شبكة قومية للمتميزين شبكة قومية للمتميزين



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon