توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإعصار "ساندي" وظاهرة الاحتباس الحراري!

  مصر اليوم -

الإعصار ساندي وظاهرة الاحتباس الحراري

أنور عقل ضو

مفارقة غريبة ألا تتحدث وسائل الاعلام الأميركية ومراكز الأبحاث العلمية عن أسباب محتملة للاعصار "ساندي" لا يمكن إسقاطها كفرضية على صلة بالتغيرات المناخية التي يشهدها العالم، فيما جل نتائج الابحاث العلمية تؤكد أن كوكب الأرض بات أسير ظاهرة الاحتباس الحراري، ما يدحض فرضيات بعض المشككين بحقيقة هذه الظاهرة، لتستقر جميع الدراسات عند ثابت مؤكد بأن الاحتباس الحراري هو المسؤول المباشر عن التقلبات المناخية المتطرفة، وثمة أمثلة كثيرة لا يتسع المجال للوقوف عندها، وتفترض بحثا خاصا كي لا نبتعد عن سياق الحدث النيويوركي بشكل خاص والأميركي بشكل عام، الناجم عن اعصار "ساندي" الكارثي. ما يدعو للاستغراب بداهةً، أن صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أكدت في دراسة نشرت سنة 2010 أن "التغير المناخي الذي تشهده الولايات المتحدة من موجات حر شديدة وعواصف ثلجية غير معتادة تمثل أكبر رد على المشككين بمسألة الاحتباس الحراري"، بينما اكتفت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية الأميركية أول أمس بالقول "إن الإعصار (ساندي) هو أكبر اعصار تشهده الولايات المتحدة من حيث المساحة التي امتدت اليها الرياح وتسبب في ارتفاع منسوب البحار نحو 4.2 متر في وسط مانهاتن مقارنة مع الرقم القياسي السابق الذي بلغ ثلاثة أمتار خلال الإعصار (دونا) عام 1960". صحيح أن هيئة الارصاد غير معنية بما هو أبعد من رصد الاعاصير والكوارث الطبيعية الناجمة عن تقلبات المناخ والتحذير منها، لكن لم نسمع صوتا من قبل مراكز الابحاث يقدم تفسيرا علميا لهذا الاعصار المدمر غير البعيد عن ظواهر لا يمكن فصلها عما شهدته الولايات المتحدة قبل أشهر عدة على مستوى موجة الجفاف التي ضربت العديد من الولايات الاميركية، وقد وصفها الرئيس باراك أوباما بأنها "أشد موجة جفاف تضرب الولايات المتحدة منذ نصف قرن وتتسبب في تقلص انتاج المحاصيل والماشية في البلاد"، وقد دعا الكونغرس يومها لإقرار مشروع قانون زراعي يسمح بإرسال مساعدات لمزيد من المزارعين ومربي الماشية لمواجهة الكارثة، وهي تعدت بنتائجها الولايات المتحدة وسط الحديث عن أزمة غذاء عالمية. ما يثير الاهتمام أن الولايات المتحدة لم توافق في مؤتمر "دوربان" للمناخ العام الماضي (2011) على محادثات كان من شأنها أن تؤدي إلى اتفاقية جديدة اوسع نطاقا، وملزمة قانونا، من اجل تقليص الانبعاثات الكربونية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، ولم يكن موقفها مفاجئا وهي التي تنصلت من كل الاتفاقيات الدولية بشأن المناخ منذ مؤتمر الريو الاول عام 1992 الذي عرف بـ "قمة الارض". وقد بات واضحاً أن الولايات المتحدة تنظر إلى التغيرات المناخية بعين مصالحها الآنية متجاهلة ما ورد في تقارير صدرت تباعا عن الامم المتحدة، ومن بينها تقرير حمل تحذيرا من أن ارتفاع مستوى البحر يمكن أن يغمر حي مانهاتن في نيويورك بالماء حتى شارع وول ستريت. ما يؤكد أن الولايات المتحدة وهي أكبر مسبب لانبعاثات ثاني أوكسيد الكربون الناتجة عن الإنسان وتليها الصين ودول الاقتصادات الناشئة ومنها الهند، وهي في الآن عينه الاكثر تضررا من نتائج انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. ولم يعد خافيا حجم الضغوط التي يتعرض لها الساسة الاميركيون وهم أسرى "الكارتيلات" المالية الضخمة ومن يمثلها من أصحاب شركات النفط وأقطاب صناعة السيارات ومحطات توليد الطاقة... إلخ، وهؤلاء ليسوا على استعداد لتبني خطوات تحد من الانبعاثات الكربونية والتخلي نسبيا عن نمط الانتاج الجشع مستفيدين من هامش الحرية الذي يتيحه لهم الاقتصاد الحر. والمشكلة أن الولايات المتحدة تدفع الفاتورة الاكبر من خلال النتائج المباشرة للتغير المناخي، وبالنسبة إلى إعصار "ساندي" ذكرت إحدى شركات تقييم حجم الكوارث ان هذا الاعصار تسبب في خسائر مؤمن عليها بلغت 15 مليار دولار، وإذا ما أخذنا حجم الخسائر الناجمة عن موجة الجفاف التي ضربت المواسم الزراعية في بعض الولايات المحورية في وسط الغرب الأميركي نصل إلى أرقام خيالية. بالتأكيد لا يمكن إغفال الدول الصناعية الناشئة ودورها في زيادة نسب التلوث وبث الغازات الدفيئة في الجو على نحو كارثي أيضا، كما أن فشل مؤتمر "ريو+20" الاخير (2012) الذي انعقد تحت عنوان رئيسي "الاقتصاد الأخضر" سببه عدم التطرق الى معالجة بنية الاقتصاد العالمي المسيطر والمسؤول عن الأزمات العالمية المتلاحقة. من هنا، ستكون الولايات المتحدة مرغمة تحت وطأة الكوارث الطبيعية على تعديل برامجها الاقتصادية، لكن لا يبدو أن ثمة ما هو إيجابي في المدى المنظور، ما يعني المزيد من كوارث المناخ إلى أن تتشكل قوى وأحزاب "خضراء" تكون قادرة على تكريس حضورها وتكون لاعبا مهما على مسرح السياسة الاميركية (ألمانيا نموذجا)، لتتمكن من عقلنة الاقتصاد وتغليب المعايير الاخلاقية في حركة الانتاج وتقديم مستقبل الكوكب على مصالح الشركات والافراد.

GMT 02:32 2016 الأربعاء ,03 آب / أغسطس

الأزهار لكل لون معنى

GMT 14:21 2012 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فلنتعلم من الطبيعة

GMT 11:20 2012 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

الوعي البيئي

GMT 23:11 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

البيئة النظيفة.. من حقوق المواطنة

GMT 00:08 2012 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

البـيئة النقية مصدر الجمال

GMT 15:34 2012 الإثنين ,13 آب / أغسطس

ألنفايات الخطرة في المنطقة العربية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعصار ساندي وظاهرة الاحتباس الحراري الإعصار ساندي وظاهرة الاحتباس الحراري



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon