شيماء مكاوي
انطلقت أخيرًا الكثير من الجمعيات التي تضم أبناء فناني الزمن الجميل، وعندما توجهت إلى اجتماع لإحدى الجمعيات تذكرت العظماء الذين كتبوا تاريخ الفن في مصر، والذي أصبح نادرًا في وقتنا الحالي، أمثال فؤاد المهندس ومحمود المليجي وتوفيق الدقن وزينات صدقي وعبد الفتاح القصري ورشدي أباظة ونجيب الريحاني وغيرهم.
ووجدت بعض أقارب هؤلاء الفنانين يتجمعون من أجل التعارف وبناء الجمعية التي تزعم الاهتمام بالفن الأصيل، وفوجئت بأن تلك الجمعية كان غرضها أقوى وأكبر من الاهتمام بالفن الأصيل، فكان أصحابها يبحثون عن جمع التبرعات وإلزام أقارب هؤلاء الفنانين بعدم إجراء أي حوارات صحافية أو تلفزيونية إلا بعد أن تدفع لهم الجهة الإعلامية مبلغًا ماديًا نظير الحوار.
ولم أصدق إلا عندما تحدثت مع أحد أقارب هؤلاء الفنانين وفوجئت به يخبرني "إدارة الجمعية شددت علينا بعدم إجراء أي حوارات صحافية أو تلفزيونية إلا بعد دفع مبلغ نظير هذا الحوار"، ووقتها لم أتمالك أعصابي وقلت "الموضوع ليس كميراث وحياة الفنان ملك لجمهوره ومن حقه أن يعرف عنه كل شئ وليس من حق أحد أن يضع تسعيرة نظير الحوارات".
ووقتها حزنت كثيرًا على تاريخ الفنانين العظماء الذي يشوه بسبب مثل هذه الجمعيات والتي تدعي حفاظها على الفن الأصيل.
ولكن يجب أن أذكر أن هناك من يرفض أن يتقاضى أي مبالغ مادية نظير إجراء حوارات مثل ابن الفنان فؤاد المهندس وابنة الفنان عبد المنعم مدبولي وابن الفنان محمد عوض وابنة الفنان سعيد صالح وغيرهم، وهؤلاء يحافظون على السيرة الطيبة لجيل الزمن الجميل.