توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المسافر(1)

  مصر اليوم -

المسافر1

السيناريست / أحمد صبحي

كان القرار منذ فتره طويله ولكن لعدم توافر الوقت وللانشغال بالاعمال تم تاجيل السفر اكثر من مره .. فى الحقيقة لم تكن تلك هى المره الاولى التى اسافر فيها تلك الرحله التى تعبر النيل من الاقصر عبر المحافظات المحيطة بالمنطقة الى ان تصل اسوان ولم تكن هى المره الاولى التى ازور فيها اسوان تلك المدينه اللغز .. انها جميله رغم قدمها شامخه رغم عدم الاهتمام بها .. اهلها طيبون ولكن ليست تلك الطيبه التى يطلق عليها السذاجه .. هم يحبون الحياة .. اغلب اهل اسوان يعملون بالسياحة اما ببيع المنتجات للسائحين او العمل على المراكب الشراعيه او نقل السائحين الى  المناطق السياحيه بمراكبهم الخاصه او بسيارتهم الخاصه وكل شخص فى اسوان لديه الكثير من المعلومات الخاصه بالفراعنه حتى ان كل منهم يعتقد فى نفسه القدره على ان يكون مرشدا  ..
المساء 
القطار سينطلق من محطة الجيزة متجه الى مدينه الاقصر ليصل فى تماما (11)صباحا ومن المفترض اننا نكون على المركب فى حوالى الساعه (12)  ويتم التسكين ثم تنطلق المركب فى اليوم التالى بعد ان تتم الزيارات التى حدتها الشركه التى تم الحجز من خلالها لتمر بمراكز ومناطق سياحيه اخرى .. تلك المره لم اسافر وحيدا بل كان يرافقنى صديق (ابراهيم حسن ) العلاقه بيننا ليست صداقه فقط والرحله لم تكن رحله للاستمتاع فقط بل للعمل ايضا .. هناك العديد من الاشياء تشغل عقل كل منا .. وكثير من الاسرار نتمنى ان نزيح عنها الستار .. لدينا نحن الاثنان هوس بكل شئ فى مصر .. الانسان .. الارض .. الحضارة .. الاديان .. الهواء والماء السماء الطيور .. كل منا يرى مصر كانها لغز كبير محير لم يستطيع احد حتى الان ان يفك رموزة ..
وصلنا محطة القطار قبل الموعد بنصف ساعه حيث لم نحدد المعاد الذى سنركب فيه القطار بشكل دقيقة مما جعلنا نصل فى معاد متقدم عن موعد انطلاق القطار وجلسنا ننتظره .. محطة الجيزة محطة صغيره يعلوها مترو الانفاق .. كان هناك بعض القلق بسبب الاحداث الجاريه وتم التفتيش بشكل سريع حتى اننا انتقدنا الطريقه التى تم التفتيش بها فمن يريد ان يهرب شئ او يدخل بشئ مخالف يستطيع ذلك بكل بساطه .. على الرصيف لم يكن هناك الكثير من الاجانب عدد قليل جدا واعتقد ان اغلبهم سيركب قطار النوم ولذلك القطارات الاخرى لا يركبها الا المصريين وخصوصا اننا كنا قد حجزنا تذاكرنا فى القطار الاسبانى درجه ثانيه مكيفه اولا لاننا ليس معنا اطفال او نساء كما اننا نستمتع بالطريق اكثر وتعودنا ان نستقل القطار الاسبانى منذ زمن  (حيث عشنا فتره فى منطقة ابوسمبل ) وهى تبعد عن اسوان بحوالى (266 كيلو متر ) جنوب اسوان
اشترينا مخبوزات لتسد الجوع كما اشترينا زجاجات مياه معدنيه وبعض البسكوت .. جلسنا على محطه القطار فى انتظار ان ياتى القطار الذى سوف نستقله على المحطة كان هناك العديد من الركاب المصريين ..اغلبهم من الصعيد يبدو ان بعضهم يعمل فى القاهره ويعود الى اهله والاخر انهى بعض المصالح الخاصه به ويعود الى بلاده وبعضهم يبدو انه فشل فى اشياء كان يسعى اليها فى القاهره مثل الحصول على عمل البعض نائم والبعض جالس على الارض عامل النظافه كان يقوم بعمله بدقه وهذا ما جعلنا نستغرب الامر حيث تعودنا ان نرى المصريين لا يتقنون اعمالهم الا القليل منهم .. بائع الجرائد يبدو معزول لا احد يتجه اليه او يشترى منه وكان الناس لم تعد تريد ان تعرف الاخبار.. بائع الشاى قليل من يتجه اليه ويطلب منه .. الاكشاك اصحابها تجلس فى حاله من الصمت .. ويبدو ان حركه السياحه القليله من اثر الاحداث الجاريه جعلت الامر ممل والاشخاص فاقدى الامل وصل قطار  الطبقة الشعبيه او قطار الغلابة فى الحقيقة بمجرد النظر اليه تشعر ان العالم غير عادل وان الدنيا بها الكثير من الظلم .. تهافت عليه الكثير من الرجال والنساء رغم زحامه وعدم وجود مكان لاى شخص .. النوافذ مهشمه الابواب لا تغلق الباعه الجائلين يعتمدون على من هم على شاكلتهم ليشترو منهم وقف القطار قليل من الوقت ثم تحرك .. يتحرك هذا القطار وكانه السلحفاه ويصدر صوتا مزعجا .. وكانه يئن من الالم ويتمنى ان يرحمه المسئولين عن قطاع السكك الحديديه ويحيلوه الى الانعاش ويحل مكانه قطار اكثر شبابا وقوة .. ومر الوقت وجاء نداء المحطة ان القطار المتجه الى الاقصر على وشك الوصول .. نظرنا الى التذاكر التى تؤكد اننا يجب ان نركب العربه السادسه ونظرنا الى المحطة حتى نعلم مكانها وبالفعل وقفنا تحت اليافطة التى تؤكد ان القطار حين يقف ستكون العربه رقم (6) فى هذا المكان ولكن حين توقف القطار واتجهنا الى العربه وجدنا الوضع مختلف لقد اتجهنا الاتجاه الخاطئ انها فى الخلف سرنا من الداخل كان المكان شديد الازدحام .. وهناك من ينام ويجلس على الارضيه التى تقابل الباب .. وحين تطلب من اى شخص ان يعطى لك مساحه للسير يبدو وكانك تطلب منه قطعه من جسده يزوم ويبدو فى حاله من الضيق الشديد الى ان ممرنا الى داخل العربه وسرنا الى منتصفها ووصلنا الى ارقام الكراسى الخاصه بنا وجدنا اشخاص تجلس وطلبنا منهم  ترك المكان لاننا قد حجزناه من قبل ولكن كل منهم اصر تذاكرهم بها  نفس الارقام وان المكان لهم وحين سالنا وجدنا اننا فى عربه غير العربه وان من دلنا اخطا واننا كان يجب ان نسال اكثر من شخص لنتاكد من المعلومه وفى الحقيقة الخطا ليس خطا من دلنا فكان يجب علينا ان نعلم ان هناك الكثير من الاشخاص يعطون المعلومات دون علم حتى لا يقال عنهم انهم لا يعرفون هم يعطون المعلومه خاطئه افضل عندهم من ان يقر بعدم المعرفة .. المهم .. انتقلنا الى عربه اخرى بصعوبه حيث اننا اطررنا ان ننزل من القطار ونجرى بسرعه ونركب العربه الخاصه بنا والقطار قد بدا يتحرك ووصلنا الى الكراسى الخاصه بنا ووجدنا ايضا اشخاص يجلسون مكاننا ولكن فى تلك المره ليس معهم اى تذاكر وهذا ما جعلهم يتركون المكان فى هدوء وضعنها الحقائب فى مكانها وجلسنا انا بجانب الشباك وابراهيم فى الكرسى القريب من الطرقة وكان هناك عدد كبير من الركاب يقف واخر فى الطرقة حتى ان من يحاول ان يقوم من مكانه سيكون فى حاله حرب حتى يصل الى مكان اخر او الى الحمام ولذلك عليه ان يتحمل اى شئ ولا يترك مكانه الا حين يصل الى المحطة الخاصه بة .. جاء مفتش القطار وطلب التذاكر فى اول الامر  اخرجت انا التذاكر حيث كنت احتفظ بها فى ظرف صغير مع تذاكر المركب التى سوف نستقلها من الاقصر .. نظر اليها المفتش ثم تركنا وهو يحدث الرجل الذى فى الجانب الاخر حيث كان يتحدث قائلا (زعلان ليه طالما مش قاطع تذاكر.. يعنى عايز يركب ببلاش وبعدين ده قانون طالما مسافر من غير حجز يدفع التذكره والغرامه )
ساله ابراهيم : الغرامه كام
المفتش :سته جنيه على التذكره
ابراهيم : طب هو ذنبه ايه يدفع يعنى هو لاقى وسيله توصله ومركبهاش
المفتش : وانا ذنبى ايه برضو وبعدين هو ايه اللى خلاه ميحجزش قبل السفر
قلت : بصراحه هو المفتش عنده حق طالما هو مش حاجز يبقى لازم يدفع ويدفع غرامه كمان
ابراهيم : هو لو لقى وسيله مناسبه مكنش خالف القانون
قلت : لو الغرامه كبيره وفى عقاب كبير مكنش خالف القانون مش معنى انه مش لاقى مكان يبقى يركب من غير حجز
ثم تحرك المفتش ووضعت السماعات فى اذنى لاسمع صوره الكهف فانا احبها بشده واشعر بالراحه لسماعها فى حين نظر ابراهيم الى المكان وكانه يستنبط كل شئ فيه
تحرك القطار وراح كل منا فى النوم

 

GMT 21:29 2016 الخميس ,31 آذار/ مارس

تشوية الاجنة

GMT 00:39 2016 الجمعة ,25 آذار/ مارس

المسافر 7

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسافر1 المسافر1



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon