القاهرة - إسلام خيري
في الآونة الأخيرة لاحظت ظاهرة غريبة للغاية وهي ظاهرة " عدم التخصص" فالفنان أصبح إعلامي والمطرب أصبح فنان والإعلامي أصبح فنان والمطرب أصبح إعلامي والصحفي أصبح مذيع ولا أحد يتخصص في مهنته وتساءلت ما هو السبب وراء هذا ؟
هل هو البحث على لقمة العيش ؟ أم اكتساب الخبرات ولكن عدم التخصص له عيوبه وله مميزاته .
عيوبه إن لا يوجد أحد متخصص في مهنته وإن كثيرون أصبحوا يمتهنون مهن لا علاقة لهم بها مما يعرضهم إلي الفشل .
فالإعلامي الغير موهوب لا يمكنه أن يمثل وكذلك الممثل الذي ليس لديه قدره على أن يكون إعلاميا لا يمكن أن ينجح وهكذا .
أما مميزاته هي فقط اكتساب بعض الخبرات في العديد من المجالات فضلا على الحصول على دخل زيادة خاصة مع انهيار الإنتاج الفني وانهيار الإنتاج الموسيقي فأصبح المطرب والممثل يتجهون للإعلام حتى يحصلون على دخل إضافي لهم .
أيضا في مجال الطرب أصبح المطرب ملحن وموزع وشاعر وأصبح هو من يلحن لنفسه وهو من يوزع لنفسه وهو من يكتب كلمات أغانيه .
ومن هنا أرى إن التخصص مهم جدا ومطلوب حتى يستطيع صاحب المهنة أن ينجح في تخصصه ولكن عدم التخصص ومحاولة التغلب على القواعد والثوابت التي نعرفها يعرضنا للانهيار في كافة المجالات .
فعلى سبيل المثال لا يمكن للمهندس أن يعالج إنسان ويتحول إلي طبيب وكذلك الطبيب لا يمكنه أن يبني منزل أو يؤسسه لذا على كل شخص أن يتمسك بمهنته ويجود بها حتى يحصل على النتيجة المرجوة بدلا من التنقل بين العديد من المهن دون أي جدوى وأي فائدة والخسارة في النهاية تقع على المشاهد الذي لا ذنب له في أن يشاهد إعلامي غير محترف أو يشاهد فنان يمثل دور إعلامي أو مطرب يمثل دور فنان .