أشرف سيف
بداية حبي للفن اكتشفتها وأنا في الخامسة من عمري عندما أخذني والدي الفنان الراحل وحيد سيف إلى مسرح سيد درويش في الاسكندرية وتركني في صالة العرض وكانت هناك مسرحية بطولة الراحل أبو بكر عزت وذهب هو إلى الكواليس لكي يلتقي بأصدقائه ثم أدرك بعد مرور أكثر من ساعة أنه قد نسيني فجاء إليَّ مسرعا ليجدني صامتا وهادئا تماما أنظر للمسرح كالمسحور ، ومنذ ذلك اليوم أدركت أني أحب هذا الفن وأعشقه ، مثلت بعد هذا في مرحلة الدراسة الابتدائية والاعدادية وكنت رئيس فرق التمثيل في المدرسة ومارست أيضا الغناء في هذه الفترة وحصلت على لقب أفضل مطرب في مسابقة الجمهورية للطلائع ،و في هذه الفترة انفصل والدي وأمي وعشت مع والدتي الفنانة الكبيرة ألفت سكر التي كانت تشجعني بشدة على ممارسة هواياتي سواء في التمثيل أو الغناء بينما كان والدي النجم الكبير وحيد سيف رحمة الله عليه لايريدني في هذه الفترة أن أعمل في الفن مطلقا ، لأنه كان يرى أنه مجال صعب وغير مضمون خاصة أنني كنت طفل خجول، وكان يتمنى أن أكون مهندسا.
واستمريت في هوايتي أثناء المرحلة الثانوية في الدراسة وحصلت في الثانوية العامة على مجموع كبير أهلني لدخول كلية الهندسة وفي نفس الوقت وبتشجيع كبير من والدتي قدمت أوراقي للمعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل والاخراج دون أن يعلم والدي وحصلت على المركز الاول في الطلبة المقبولين للدراسة وكنا 20 طالبًا مقبولين من 5000 متقدم ولم يكن أحد في المعهد يعلم أنني ابن وحيد سيف لأن اسمي الحقيقي أشرف مصطفى أحمد سيف وأنا كنت أريد أن أنجح بمفردي لكي أثبت لنفسي أنني أستحق عن جدارة وكان لي ما أردت وظللت في المعهد سنة كاملة لم يعلم أحد أنني ابن وحيد سيف إلا في السنة الثانية من الدراسة.
و بعد أن دخلت المعهد بشهر كنت أسير في الردهة في مدخل المعهد عندما رآني الأستاذ مصطفى الكواوي الممثل ومدير الانتاج فناداني وسألني قائلا "انت في سنة كام يا ابني .. فقلت له في سنة أولى .. فرد قائلا : قسم ايه ؟ قلت له قسم تمثيل .. قال لي: عظيم انت اللي بأدور عليه عندك كم سنة قلت له عندي 17 سنة و8 شهور .. فقال لي قابلني ليلا في شركة أوسكار لكي يراك المخرج عبد الله الشيخ .. تعالى الساعة الثامنة ولا تتأخر " هكذا هو نص الحوار الذي دار بيننا ، و ذهبت في الميعاد وأدخلني الأستاذ مصطفى على الأستاذ عبد الله الذي نظر إليَّ نظرة فاحصة ثم قال لهم أعطوا له الدور ، وفوجئت بأن الدور الذى اعتقدت أنه سيكون مشهدًا أو اثنين بالكثير أنه دور بطولة في مسلسل 30 حلقة وكانت تلك هي البداية وكانت بداية قوية جدا.
وتوالت الأعمال الفنية السينمائية والدرامية والمسرحية بعد ذلك وأشاد والدي بموهبتي وأذكر أنه عندما جاء إلى المعهد ليشاهد مشروع تخرجي وكان مسرحية "الدخان" لميخائيل رومان بكى بشدة في نهاية العرض قائلا للمحيطين به "ابني بيمثل أحسن مني بكثير" وتخرجت في هذا العام بتقدير امتياز وكنت الأول على الدفعة .
ولكن توقفي عن التمثيل جاء بسبب أنني كنت أترشح للعديد من الأعمال الكبيرة من قبل مخرجين كبار لم أعمل معهم من قبل مثل الراحل اسماعيل عبد الحافظ والراحل عاطف الطيب وترسل لي الحلقات أو السيناريو ثم أفاجئ بالأعمال تجري بروفاتها بممثلين آخرين ،وبعد فترة أقابل المخرج كما قابلت الأستاذ إسماعيل عبد الحافظ في دبي وقال لي "أنا زعلان منك عشان اعتذرت عن العمل اللي بعتهولك ... قلت له أنا اعتذرت يا أستاذ اسماعيل ؟؟؟ والله ما حصل !! .. أنا ما حدش كلمني اساسا" أعود هنا لكلمات الراحل الكبير أحمد زكي عندما قال لي "لابد أن تكون أسدا مع الذئاب لأنهم سيحاربونك" ، هذا بالاضافة الى الشائعات المتعددة التي طالتني مثل إن أشرف سيف يتعاطى المخدرات مع انني لم أدخن على الاطلاق ،وأن أشرف سيف يتأخر دائما على التصوير مع أنني كنت دائما ملتزما بميعاد التصوير ،وأخيرا إن اشرف سيف يقول على الفن حرام مع اني على الرغم من أنني متدين جدا والحمد لله عمري ما قلت ذلك.
وهناك سبب آخر وهو انني حققت نجاحا في التليفزيون ولكن لم أدخل السينما بقوة ، حيث انه لو كانت البداية في السينما أعتقد كان الموقف قد تغير كثيرا بالنسبة لي ، لأن نجم السينما صعب اسقاطه إلا بيديه هو فقط ، بمعنى اذا قدم أعمالا دون مستوى بدايته.
ومن أسباب ابتعادي عن الفن ايضا انني لم أجد تطورا في الأدوار التي تعرض عليَّ عن البدايات الأولى ،و قدمت من أجل الاستمرار بعض الأعمال في التليفزيون وبعض الأفلام الصغيرة ، ثم رفضت الاستمرار في تمثيل أعمال لا أجد بها نفسي ولا تحقق طموحي الكبير ، فابتعدت منذ 6 سنوات تماما واتجهت إلى التجارة ، فأنا لن اعتزل الفن كما يقال منتظرا العودة القوية قريبا .