توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عندما سقط حسين رياض على خشبة المسرح

  مصر اليوم -

عندما سقط حسين رياض على خشبة المسرح

القاهرة - شيماء مكاوي

ولد حسين رياض  من أب مصري و أم سورية اشتهر بدور الأب، هو من اصل تركي فهو من سلالة اسرة تركية عريقة تنتهي بها شجرة العائلة الي الجدود من حكام جزيرة "كريت"، والده السيد "محمود شفيق" كان يعمل تاجر جلود وهو اول من ادخل صناعة دبغ الجلود بمصر ، وكان ابي يقيم ببيت كبير وهو بيت العائلة في حي "الحلمية"..

كان يتميز بالطيبة والكرم الزائد وإحترامه للتقاليد والعادات التي تحكم مجتمعنا الشرقي وكان يتعامل مع ابناؤه من هذا المنطق ، و ذات يوما اتصلت به عروس من طنطا ووفر لها حجرة نوم لزوجها وايضا وقف بجوار العديد من الطلاب وهذا ان دل على شئ فيدل على كرمه الزائد.

كان دائما يحرص على ممارسة الرياضة حفظا على لياقته ومظهره وكثيورن لا يعلمون انه كان يهوي رياضة حمل الاثقال ( الحديد والصاندو)، ايضا كان يهوي لعب الطاولة ، وسماع اغني "ام كلثوم" وخاصة اغنية "نهج البرده"، وكان دائما يحرص على عقد صالون ثقافي ادبي شعري بمنزله على فترات دورية ، حيث كان القاسم المشترك  في هذه الصالونات الشاعر ابراهيم ناجي ،والشاعر الاذاعي امام الصفتاوي ، والموسيقار محمد عبده صالح ،والفنانة زوزو عبده الحكيم ، والفنانة زينب صدقي ،وينضم إليهم في كل جلسة العديد من الفنانون والمطربين والادباء والاطباء وضباط ويناقشون قضايا ومواضيع مختلفة..

يعتبر من جيل الرواد الذين ضحوا بالكثير من اجل الفن في الوقت التي لم تكن النظرة للفن تحظى بالتقدير الواجب كما هي الان ،  فقد ترك دراسته بالكلية الحربية وكون هو وزملائه يوسف وهبي واحمد علام وعباس فارس ، وحسن فايق ، وغيرهم فرقة  "هواه التمثيل المسرحي"وكانوا ينفقون من مواردهم الخاصة وكان يشرف على تدريبهم إسماعيل وهبي شقيق يوسف وهبي ثم عبد الحميد حمدي ، وفي يوم دعت الفرقة الاستاذ عزيز عيد الذي كان من رواد الفن المسرحي وذلك ليشاهد عرض "فقراء باريس" وبعد انتهاء العرض دخل لهم الكواليس لتحيتهم ثم سأل حسين رياض قائلا : ناوي تعمل ايه؟ قال له ساكمل دراستي بالكلية الحربية خضوعا لرغبة الاسرة ، فاحتضنه عزيز عيد وربت على كتفه وقال له ( اسمع كلامي يوجد ألف ضابط  حتكون واحد منهم لكن لو سلكت طريق التمثيل سيكون هناك حسين رياض واحد فقط) وكانت هذه الكلمات هي كلمة القدر بالنسبة له واتجاهه كلية لفن التمثيل..

التحق بفرقة عزيز عيد وفاطمة رشدي ثم الكسار ثم اولاد عكاشة  ثم جورج ابيض واخيرا المسرح القومي ، ويذكر في هذا الصدد انه كان يؤدي دوره في مسرحية "النسر الصغير " بفرقة فاطمة رشدي و عزيز عيد سنة 1932 واصيب بحمى شديدة وسقط من الاعياء الشديد ونقلوه الي المستشفى وحاولوا اقناعه بالراحة ولكنه واصل التمثيل في اليوم التالي مباشرة ، ولما عاتبته فاطمة رشدي قال لها ان امنية الفنان ان يموت على خشبة المسرح!!

قدم 320 فيلم سينمائي ، 240 مسرحية ، و150 مسلسل وتمثيلية اذاعية من اشهرها مسلسل "القط الاسود" واستحوذ على آذان المستمعين في التمثيلية الاذاعية "الناصر صلاح الدين" ، و50 مسلسل تلفزيوني اشهرها رئيس العصابة في "الثقوب السوداء" والعمدة في "هارب من الايام"..

خاض تجربة الانتاج السينمائي حيث كون شركة انتاج سينمائي مع عمي وشقيقه الفنان فؤاد شفيق وروحية خالد لانتاج فيلم "دعاء الكروان" ثم تعثر المشروع ولم يتم..

كان يتمنى تجسيد شخصية محمد علي مؤسس النهضة الحديثة بمصر ، وهو اول ممثل يعرض عليه تجسيد هذه الشخصية ايام حكم الملك فاروق حيث عرضت عليه السرايا تجسيد هذه الشخصية لامكاناته الفنية وللتقارب الشديد في الملامح وكان يقوم بدور الوسيط في المباحثات الفنان سليمان بك نجيب لقربة من السرايا في ذلك الوقت وقد صرح له ان السرايا ستنعم عليه بلقب الباكوية بعد انتهاء الفيلم ولكن لاسباب مختلفة وبعضها سياسي تعثر الموضوع...

قام بالتمثيل الغنائي في العديد من الاوبرتات واشهرها "الارملة الطروب" مع رتيبة الحفني ، و "شهرزاد" ، "الباروكة"، و"العشرة الطيبة .

ايضا غنى للاطفال العديد من الاغنيات مثل اغنية "جدو يا جدو " او "الثعلب فات" تلحين محمد ضياء الدين ، حيث تعد هذه الاغنية من الاغنيات المميزة للاطفال والتي لاقت نجاحا كبيرا ولا تزال تذاع بالاذاعة حتى الان.

صاحب مدرسة فنية خاصة به تقوم على تجسيد الصراع الخفي الداخلي والملموس والمحسوس في نفس الوقت بطريقة هادئة تلقائية دون اللجوء للشخصية المبالغ فيها من صوت جهوري  او لهجة خطابية او تشنجات خطابية ، ايضا من اقوى سماته الفنية التركيز على التعبير بنظرات العين وحركات الايدي وقد جمع النقاد في هذه السمه بينه وبين النجمين العالميين ( انتوني هوبكنز) و ( بيتر اوستينوف) كما نشرت مقارنة بينه وبين النجم العالمي (تشارلزلوتن) الذي قام بدور السجين في النسخة الاجنبية لفيلم "امير الانتقام"وكتب ان حسين رياض تفوق عليه ويستحق الاوسكار عن هذا الدور.

كان يهتم بشجيع المواهب الشابة ومن تلاميذه الذي كان يعتبرهم ابنائه .. فاتن حمامة وحسن يوسف وعمر الحريري وصلاح قابيل وزبيده ثروت وعبد الحليم حافظ وكان يعتني جدا بالفنانة هند رستم ووردة وماجدة الصباحي ومن المواقف المشهورة عنه انه كاد يقدم استقالته من المسرح القومي اذا لم يتم تعيين الفنان حسن يوسف وتم تعينه بالفعل..

كان يعيش بكل وجدانه مع الشخصية التي يؤديها حيث انه اثناء تأديته لدور الزوج المشلول في فيلم " الاسطى حسن" اصيب بالشلل فعلا وتم علاجه وشفاؤه.

حصل على العديد من التكريمات في حياته وبعد رحيله ، ففي حياته اهداه الزعيم جمال عبد الناصر وسام العلوم والفنون من الطبقة الاولى في احتفال عيد العلم عام 1963 ، وحصل على العديد من شهادات التقدير من وزارة الثقافة والارشاد القومي في ذلك الوقت عن افلام "موعد مع الحياة" و"حياة او موت " و"رد قلبي", "الملاك الصغير" ، وبعد وفاته اطلق اسمه على احدى شوارع النزهة الجديدة وكرمته الهيئة القومية للبريد بإصدار طابع بريد خاص به ومؤخرا قامت جمعية فن السينما بتكريمة في مهرجان اوسكار السينما المصرية في الدورة الواحد والثلاثين وتم تسليم درع المهرجان للفنان حسين رياض.

بدأت اصابته بمبادئ الذبحة الصدرية اثناء تسجيلة لبرنامج "تمم" للإعلامية ليلى رستم وكان يذاع على الهواء بالتلفزيون ، وطلب منه الطبيب المعالج الراحة التامة بالفراش ولكنه كان يردد ( الموت اهون من الرقاد) و( امنية الفنان ان يموت على المسرح) وهو ما حدث فعلا ، حيث نزل الي المسرح بعد وقت قصير وقال كل من  شاهده انه كان يتحرك على المسرح في حيوية رجل في العشرين من عمره ، وبعدها بسته ايام سقط على خشبة المسرح فاقد الوعي اذ عاودته الذبحة وكانت النهاية لتصعد روحه الي بارئها ومات كالجندي في الميدان ليبقى في ذاكرة السينما وتاريخها رمزا عظيما ..

GMT 11:40 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

كمال الشناوي

GMT 02:01 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

كرسي هوكينغ وأكاديمية زويل

GMT 07:57 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار.. على ظهر حمار!!

GMT 20:49 2018 الجمعة ,19 تشرين الأول / أكتوبر

عبد الفتاح القصري مشوار حياة ومأساة

GMT 19:10 2018 الجمعة ,19 تشرين الأول / أكتوبر

كيف تحوَّلت مي عمر مِن مُخرجة لفنانة صف أوَّل؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما سقط حسين رياض على خشبة المسرح عندما سقط حسين رياض على خشبة المسرح



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon