سهير عبدالحميد
رسائل سياسية واضحة وصريحة تعبر عن واقع مصر فى آخر خمس سنوات قدمها صناع مسلسل "الوسواس" الذى يذاع الآن على قناة الحياة برغم التنويه منذ البداية ان العمل لا يرتبط بزمان او مكان فالمتابع لـ"الوسواس" جيدا سيجد نفسه امام صورة مصغرة لمصر وما مرت به من احداث غيرت التاريخ فسقطت فيها اقنعه كثيرة.
فمع الحلقة الاولى نجد نظام مبارك بكل جبروته وسطوته وتوريث الحكم المتمثل فى حسانين همام وحفيده همام ايضا المنافق وتاجر الدين الذي يسير مع الموجه ويحاول ركوبها والخواجه الذي يدير كل شيء من وراء الستار ومصر التورته التي يتصارع عليها كل الأطراف.
ربما فكرة "الوسواس" ورسائله تأخرت عامين وأصبح الشارع مليء بالجديد بعد ظهور حقائق كثيرة حتى عندما قررت قناة الحياة الافراج عنه اختارت له اوقاتا ميتة فالعرض الأول في الخامسه مساءا والإعادة فى الثانيه صباحا.
هذا جعلنا نقول ان "الوسواس" هو العمل الصح فى الوقت الخطأ وربما ينصفه إعادة العرض في الفترة المقبلة ، وايضا لا نستطيع ان نغفل حق صناعه بداية من الكاتب محمد ذوالفقار الذي رسم شخصياته بإتقان شديد ولم يشعرنا انها تحربته الاولى، نفس الامر للمخرج حسني صالح الذي اختار الفنان المناسب للدور المناسب.
اما ابطال المسلسل فكانت مباراة قوية بين اطراف الصراع تيم حسن الذي يمثل نظام مبارك بكل جبروته وطغيانه ورغبته أن يظل كاتم على نفس الشعب إلى اجل غير مسمى ، تيم استطاع بحرفية شديدة تقديم الشخصية بجبروتها وتلونه مع كل المحيطين به كما تغلب على اللهجه بشكل جيد ولم تشعر معه انه سوري وانما مصري ابن بلد والطرف الثاني هو نضال الشافعي ويمثل الجماعة التي انخدع فيها الشعب المصري فقد اخفى وراء تدينه حقيقته وحيلته واستخدام الدين لمصالحه.
أيضا رمانة الميزان وقمة الهرم الفنانة سوسن بدر التي قدمت شخصية العمياء باقتدار وتأتي بعدهم زينة التي تمثل شريحة الغلابة الموجودين تحت خط الفقر ومن الممكن ان يبيعوا أي شيء حتى يعيشوا وعلاء مرسي القدير المتميز في شخصية عصفور وهبة مجدي التي تمثل مصر ببرائتها، ويتبقى الغائب الحاضر بأشعاره الخال عبدالرحمن الابنودى الذي افتقدناه لكنه دائما معنا بكلامه، فروحه حاضرة فى صوت علي الحجار وألحان امير عبدالمجيد.