توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المسافر 7

  مصر اليوم -

المسافر 7

السيناريست / أحمد صبحي

كان أبو عمر يقود السيارة متجه إلى معبد الرامسيوم ... كانت عيني معلقه على الطريق وتذكرت كل شيء عن حياتي الان انا ابلغ من العمر (40) سنة ماذا تركت ؟ ما هي الأشياء التي يمكن أن أتحدث عنها ؟ ما هي أفعالي التي أفتخر بها ؟ ما معنى رحلتي في الحياة بعد كل تلك السنوات

أشياء كثيره مرت علي وأنا أنظر إلى الطريق وكأن الطريق عباره عن سنوات عمرى أنظر اليها وأتاملها

الإنسان ليس بالسنوات التي يعيشها ولكن بما يقدمه للبشر ولكن ماذا يستطيع الانسان ان يقدم الى العالم ما هي الاشياء التي يمكن لشخص بسيط مثلي ان يقدمه إلى عالم مترامي الأطراف

تذكرت حديث دار بيني وبين ابراهيم حين كنا نخطط للرحلة

إبراهيم : المفروض انك تعيش صح جايز تكون نموذج لناس تانية وانت مش واخد بالك

قلت : مش عارف بس حاسس ان كلامك فيه شيء من الصحة لكن لازم يكون في حاجه الواحد بيعملها ويحس انه بيقدمها وان ليه قيمه

ابراهيم : زي ايه

قلت : فكرة .. علم ...

إبراهيم : لو سلوك .. انت عارف ان لو قدرنا نكون اصحاب طريقه في الحياة ده معناه انك بتقدم شيء مهم جدا لغيرك .. احنا فى مصر عشنا سنين طويله جدا من غير أي دليل والدليل هنا مش معناه شخص يمسك ايدك ويعبر بيك الطريق لا دليل يعنى خطة للحياة

قلت : فعلا عندك حق .. احنا في المجتمعات العربية بنعيش زي ما الدنيا عايزة مش زي ما احنا عايزين يعنى بندخل المدرسة ولو حد سألنا انت عايز تبقى ايه نقول معرفش انا كل اللي يهمني اني ادخل الجامعة ودخول الجامعة مش عشان انت عايز ابقى متعلم لا عشان محدش يقول عليك فاشل وبعد الخروج من الجامعة عايز تشتغل والشغل مش عشان انت بتحب الشغل اللى هتشتغله لا عشان محدش يقول عليك عاطل دايما بنعمل كل حاجه عشان حاجه تانية مش عشان احنا عايزين كده

ولكن لماذا استطاعت الاثار ان تحافظ على تواجدها لسنوات طويله بل وتحارب الطبيعة وتحارب الاشخاص والافكار واستطاعت ان تظل شامخه لأنها فكرة والفكرة لا تموت .. لم يكن المصري القديم مجرد انسان يعيش ليأكل او يشرب ومن المؤكد انه لم يكن يعمل بالسخرة السخرة لا تقيم مجد او حضارة ولم يكن فارغ العقل بل كان محب للحياة فنان يعشق ان ينقل تفاصيل الحياة والفكرة بشكل جمالي تلك الاعمدة التي يقيم عليها معابده وقصوره تؤكد شموخه

وفجاه خرجنا من الصمت حين سال ابراهيم ابو عمر : لقب ابو عمر ده جالك منين بقى

ضحك وقال : اصل انا لما إتجوزت كان نفسى اخلف ولد واسميه عمر

إبراهيم : انت لسه عايز تخلف ولد

أبو عمر : تصدق بالله .. انا زينة عندي احسن من مليون ولد معرفتش ده الا لما شلتها

سألته : بصراحه كده انتم بتتعملوا مع الاجانب عشان هما زباين وبتكسبوا منهم فلوس ولا

قاطعني ابو عمر : زمان قبل ما اشتغل معاهم كان عندي فكرة وحشة قوي عنهم .. وكان كل اللي يهمني هو انى اشتغل وبس .. وكنت بشتغل عشان هي دي الشغلانة المتاحة .. لكن بعد الشغل معاهم اكتشفت ان في حاجات كتير قوي اتعلمتها كانت كدب

ابراهيم : زي

ابو عمر : زي انهم معندهمش حلال وحرام زي انهم فاسدين معندهمش اخلاق او انهم خونه

ابراهيم : ولقيت ايه

ابو عمر : لقتهم زينا عاديين فيهم اللي نحبه واللي نكرهه بس الميزة عندهم انهم بيحترموا اللي بيتعامل معاهم فلو في حاجه بتتعمل بضايقنا ما بيعملوهاش

إبراهيم : يعنى تحب تتعامل مع الاجانب اكتر ولا العرب اكتر

صمت ابو عمر لم يجيب وكانه لا يحب ان يكون هناك تمييز او كانه لا يرغب في ان يعبر عن رايه في تلك المسئله

وعلى البعد ظهر معبد الرامسيوم .. معبد صغير .. معبد جنائزي .. كان يخضع لعمليات الترميم

توقفت السيارة وفجأة قال ابو عمر : لو عرفنا ان ربنا خلقنا عشان نعيش مع بعض وان كل الجنسيات وكل البشر ربنا وهبهم حق الحياه وان الكويس النهارده بكره يبقى وحش والوحش ممكن يبقى كويس هنعيش مرتاحين

ثم تركنا امام المعبد وهو يشير الى ساعة يده

أبو عمر : قدامك ساعه تلف براحتك عشان بعد كده هنتغذَّى وتروح وادي الملوك وبعدين الدير البحري عشان نلحق نروح المركب

إتجه إلى الحارس الخاص في المعبد وجلس إلى جانبه يبدو أن بينهم صداقه أعطى الحارس سيجاره لأبو عمر الذى جلس ينظر الى الفراغ  وتمنيت للحظه أن أكون رسام او مصور محترف لالتقط صوره حيث بدا ابو عمر بهيئته وملامحه كانه جزء لا يتجزأ من المكان

GMT 21:29 2016 الخميس ,31 آذار/ مارس

تشوية الاجنة

GMT 23:42 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

المسافر(1)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسافر 7 المسافر 7



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon