توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فشل الحكومة في التواصل مع أصحاب المشروعة والرأي العام

  مصر اليوم -

فشل الحكومة في التواصل مع أصحاب المشروعة والرأي العام

عادل عامر
الدكتور عادل عامر

شهد مجال الاتصال السياسي تطورات في الأربعين سنة الماضية ليس في مجال البحث العلمي فقط، بل امتدت لتشمل الإصدارات العلمية المتخصصة و التدريس في الجامعات و المؤسسات التعليمية و التخصص المهني و الممارسة التطبيقية في المؤسسات المتخصصة، مثل مراكز البحث و الدراسات السياسية و الإستراتيجية. ففي مجال البحوث بدأت في الخمسينات الميلادية من هذا القرن و كان الاهتمام منصبا على موضوعات ذات علاقة ذات وثيقة بالاتصال السياسي مثل تأثير التلفزيون في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1952 و تقويم الأثر المصاحب لاستخدام أساليب الدعاية و تحليل مضمون اللغة السياسية المستخدمة في الانتخابات.

و قد تنوعت موضوعات البحث في مجال الاتصال السياسي في السنوات التي تلت منتصف هذا القرن، و بلغت الذروة في اهتمام الباحثين و المتخصصين بها و بخاصة حملتي الاتصال و العلوم السياسية. ففي عام 1972 أصدرت مجموعة من أساتذة الاتصال في الولايات المتحدة الأمريكية قائمة ببلوجرافية بأسماء بعض الدراسات و البحوث التي أجريت في مجال الاتصال السياسي بلغت أكثر من ألف دراسة علمية و بعد ذلك بعامين. أي عام 1974. قام ثلاثة من الباحثين الأمريكيين المتخصصين في الاتصال السياسي بحصر البحوث و الدراسات التي تناولت الاتصال في الحملات الانتخابية السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية و بعض الدول الأخرى فكان مجموع ما استطاعوا حصره من البحوث و الدراسات يزيد عن 1500 دراسة متخصصة. هذه الدراسات و غيرها من البحوث التي تلتها و بخاصة في عقد الثمانينات الميلادية من هذا القرن لم تعد مقصورة على البحث في موضوع الاتصال السياسي كأحد المتغيرات التي تدرس العلاقة بين الحكومة و المجتمع فحسبه، بل توسعت لتشمل موضوعات متعددة و متنوعة مثل اللغة السياسية، الخطابة السياسية ، الإعلان السياسي، الدعاية السياسية، المناظرات في وسائل الإعلام.

و وسائل الاتصال التنشئة السياسية، الحملات الانتخابية، الرأي العام للدول و الحكومات، الحركات السياسية، العلاقة في الحكومة ووسائل الاتصال، و غير ذلك من الموضوعات التي تفرضها الظروف التي تمر بها المجتمعات المعاصرة فقد تنبه بعض من هذه الأخيرة على تباين أنظمتها السياسية واتجاهاتها الفكرية نتيجة كل ذلك إلى أنها قد أصبحت بحاجة إلى دعم ومساندة شعوبها لما تتخذه من قرارات وتوجهات وسياسات تنموية قائمة أو قادمة سواء كانت تلك القرارات قرارات تعالج أو تحتوي أو تسعى لتحقيق مصالح وقضايا راهنة، أو قرارات وخطط وتوجهات ذات بعد استراتيجي مستقبلي. وسواء كان ذلك على مستوى سياساتها الداخلية أو الخارجية، وما تقوم به من أعمال متنوعة في جميع الظروف والأوقات، لأنها وبدون ذلك الدعم الجماهيري من قبل مواطنيها ستبقى مهددة ومعرضة لخطر السخط والامتعاض والريبة والشك في أفكارها وتوجهاتها الراهنة أو المستقبلية، ما يمكن ان يؤدي ذلك الوضع على المستوى المتوسط أو البعيد إلى فقدانها الشرعية القائمة على الثقة، وبدون تلك الثقة تفقد الأنظمة السياسية والحكومات شرعية هي في غاية الأهمية في القرن الـ 21، ونقصد بتلك الشرعية، الشرعية الجماهيرية أو الشعبية. ينبع السلوك الخارجي للدولة من تصورها لوجود تهديد خارجي يهدد أمنها القومي أو يهدد بعض أهدافها السياسية.عندما يسيطر شعور التهديد على دولة ما يجب وجود بعض المؤشرات الواقعية التي تبرهن على وجود إمكانيات مواجهة نحو إلحاق الأذى بالطرف المستهدف بالتهديد ووجود نية مبيتة على الإيذاء.أن امتلاك الدولة مستوى معينا في إمكانيات القوة قد يشجعها على تبني أهداف ذات طبيعة تهديديه للآخرين.إن سعي الدولة إلى تنمية إمكانياتها من القوة عادة ما يكون في إطار هدف معين تحاول تحقيقيه مما يدفع الدول إلى التشكك في نوايا هذا النوع من الدول. وحتى يتحقق لها ذلك فإنها أخذت تسعى جاهدة إلى حل مشاكلهم والاستجابة لمطالبهم ورغباتهم وطموحاتهم المتنوعة من خلال مجموعة من الخطط والبرامج، وهو ما يطلق عليه بمفهوم السياسات العامة، والتي تهدف إلى تحقيق جملة من المنافع وتخفيف المعاناة عن الغالبية منهم،

وبالتالي يمكن تعريف مفهوم السياسات العامة بأنها: مجموعة البرامج والخطط التي تقوم بها الحكومة بهدف حل مشاكل أو للاستجابة لمطالب معينة لمواطنيها. عدم كفاءة قنوات الاتصال : فالبنى الاتصالية الأساسية تشكو من النقص في معظم الأقطار العربية في الاحتياجات التكنولوجية و المعدات الضرورية من حيث الإنتاج والصيانة... و ما زالت وسائل الاتصال المتوفرة متمركزة في العواصم و تغطي في إرسالها المناطق المكتظة و لا تولي اهتماما كافيا لسكان المناطق الصحراوية... و لم تتطور بعد عملية الانتشار لوسائل الاتصال بظهور الصحافة الريفية و الوحدات الطباعية زهيدة التكاليف في المناطق غير المديونية و البث التلفزي القوي و الصناعة السينمائية القومية و الإذاعات المحلية و الجهوية.  

إن الدول العربية لم تصل إلى درجة التشغيل الذاتي لوسائل الاتصال دون الاعتماد على وسائل الإعلام الدولية لاسيما في التقاط الأخبار و جمع المعلومات و تغطية العالم على امتداد الكرة الأرضية، و من شأنها الاعتماد على الدول الصناعية في عملية التشغيل هذه أنها أي الدول العربية "ستكون معرضة للضغوط السياسية و استخدام إنتاجها الإعلامي الذي تفرضه الاحتكارات الإعلامية الدولية.

وما (يميز السياسات العامة هو شمولية نتائجها لشرائح واسعة من أبناء المجتمع ان لم يكن المجتمع كله، مما يحتم الاهتمام بصياغتها أو رسمها بشكل يؤدي إلى زيادة فرص نجاحها وتحقيق المنافع المتوقعة عند تنفيذها، وتقليل احتمالات فشلها إلى أقل نسبة ممكنة، فالسياسات العامة التي تصاغ بشكل دقيق بالاعتماد على معلومات ومعطيات صادقة وصحيحة، ومن خلال شخوص مناسبين ومتخصصين ولديهم ملكات الإبداع والتفكير المستقبلي ـ وبمشاركة من قبل المواطنين ومؤسسات المجتمع المدني وجل طوائف المجتمع ـ تجنب المجتمع الكثير من التضحيات والآلام والإحباط والسخط الذي يمكن ان يصاحب تنفيذ السياسات العامة الفاشلة أو المرسومة بشكل غير صحيح). وتعد مراكز استطلاع الرأي واحدة من أهم الوسائل الحديثة لتحقيق أهداف وتوجهات السياسات العامة بشكل سليم وطريقة تزيد من فرص نجاحها وتحقيق المنافع المتوقعة عند تنفيذها، وتقليل احتمالات فشلها إلى أقل نسبة ممكنة على مختلف المستويات من خلال المشاركة الجماهيرية أو المشاركة السياسية،

 و(يعتبر قياس الرأي العام المجتمعي إحدى أهم القنوات المهمة في المجتمعات التي تحاول كشف توجهات ورؤى المواطنين حيال القضايا المختلفة، والتي تكون بحاجة إلى التطوير أو إلى إصدار نظام يقنن توجهها أو يعالج القصور الذي أصاب وظائفها بهدف تصحيحها) كما تمثل (استطلاعات الرأي العام ابتكاراً اجتماعيًّا لا يمكن فصله عن النسيج المؤسساتي، ويعد وسيلة للتأكد من عادات وأولويات وميول الأفراد والجماعات الاجتماعية المختلفة، وأصبح هذا الابتكار يحتل مكانة مهمة في الدول الصناعية والمتقدمة، بل يعتبره البعض مؤشرا أساسيا على اتجاهات السياسات العامة في الدولة والمجتمع).

شهد مجال الاتصال السياسي تطورات في الأربعين سنة الماضية ليس في مجال البحث العلمي فقط، بل امتدت لتشمل الإصدارات العلمية المتخصصة و التدريس في الجامعات و المؤسسات التعليمية و التخصص المهني و الممارسة التطبيقية في المؤسسات المتخصصة، مثل مراكز البحث و الدراسات السياسية و الإستراتيجية. ففي مجال البحوث بدأت في الخمسينات الميلادية من هذا القرن و كان الاهتمام منصبا على موضوعات ذات علاقة ذات وثيقة بالاتصال السياسي مثل تأثير التلفزيون في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1952 و تقويم الأثر المصاحب لاستخدام أساليب الدعاية و تحليل مضمون اللغة السياسية المستخدمة في الانتخابات.

كاتب المقال دكتور في الحقوق وخبير في القانون العام ومستشار تحكيم دولي وخبير في جرائم امن المعلومات ومدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية.

GMT 10:17 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاهمية الاقتصادية لطريق الحرير

GMT 11:30 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

العلاقة بين رأس المال البشرى والنمو الاقتصادي

GMT 10:37 2019 الجمعة ,05 إبريل / نيسان

تنظيم مصر لكأس الأمم وتداعياته الاقتصادية

GMT 16:26 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

كيفية اصلاح منظومة الاجور في مصر

GMT 13:37 2019 الخميس ,28 آذار/ مارس

مظاهر الغش والخداع في المنتجات الغذائية

GMT 12:44 2019 الجمعة ,22 آذار/ مارس

مظاهر الغش والخداع في المنتجات الغذائية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فشل الحكومة في التواصل مع أصحاب المشروعة والرأي العام فشل الحكومة في التواصل مع أصحاب المشروعة والرأي العام



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon