توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العوائد الاقتصادية من مؤتمر الشباب

  مصر اليوم -

العوائد الاقتصادية من مؤتمر الشباب

بقلم - عادل عامر

أن هناك إقبالاً كبيراً على الفعاليات الشبابية؛ لكونها أصبحت من العوامل الاقتصادية التي تستفيد منها المجتمعات المحلية، ولما تحمله من فوائد للمناطق والمحافظات، حيث تتسم بتأثيرها المباشر في اقتصاديات المناطق والمواطنين الناتجة عن زيادة الحركة السياحية المحلية والطلب على الخدمات التي تقدم للسياح، بالإضافة إلى مساهمتها في تسويق المنتجات التراثية والزراعية والترويج للأنشطة والحرف والصناعات اليدوية، وتوفير فرص العمل لقطاع عريض من سكان المناطق التي تقام بها المهرجانات والفعاليات وخاصة فئة الشباب.

أن الهدف الرئيسي من هذا المنتدى ليس اقتصاديًا، وإنما لعقد لقاءات بين الشباب المصريين مع شباب من مختلف بلدان العالم، للتعرف على كيفية بناء الدول، وحجم المعاناة التي عانتها شعوب تلك الدول من أجل التقدم والرقي، بالإضافة إلى سماع تجارب نجاح شخصية.

أن الشباب في الدول المتقدمة ليسوا مرفهين كما يشيع البعض، لكنهم يعملون لساعات طويلة، كما أن الهجرة شرعية كانت أو غير شرعية، ليست المناص، ولا هي بالأمر الهين، ويستطيع الشباب المصري من خلال هذه المنتديات التأكد من أنهم يستطيعون النجاح في بلدهم، أكثر من غيرها.

أن الفجوة بين الدول المتقدمة والدول العربية من ناحية التطور الاقتصادي كبيرة، الأمر الذي يجعل التركيز على نقاط القوة في كل اقتصاد على حدة، أولوية للتمكّن من ترسيخ الأساسيات والبناء عليها. يمثل هذا النوع من السياحة نمطا هاما، وأتاح موقع مصر الجغرافي ومكانتها السياسية فرصة كبيرة لاستضافة عشرات المؤتمرات الدولية سنويا في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والطبية والمهنية، وتتمتع مصر بسياحة مؤتمرات متميزة تتركز في القاهرة والإسكندرية وشرم الشيخ والغردقة والإسماعيلية.

وتمثل سياحة المؤتمرات والمعارض نمطا سياحيا هاما ينطوي على إنفاق سياحي كبير وفرصة أكبر لتسليط الضوء على المقصد السياحي المصري خلال كل تواجدٍ دولي، ويعتبر مركز القاهرة الدولي للمؤتمرات الواجهة الحضارية الرئيسية لهذا النمط السياحي لما يتوافر به من إمكانيات فنية وتكنولوجية، وتجهيزات حديثة من أجهزة سمعية وترجمة فورية بمختلف اللغات.

وقد لا يدرك كثيرون أهمية إقامة المؤتمرات والمعارض الدولية؛ فهذه الصناعة تستقطب أكثر من 400 مليون زائر حول العالم سنويا وتدعم اقتصادات دول وتحرك قطاعات واسعة في مجال السياحة والفندقة والصناعة وتجارة التجزئة والمواصلات وغيرها.

ومن هنا يجب أن يتم استثمار سياحة المعارض والمؤتمرات لكونها مصدر دخل جيد لاقتصاد الدولة فسائح المعارض والمؤتمرات ينفق 8 أضعاف السائح العادي إضافة إلى أن هذا النوع من السياحة يوفر فرص عمل للكثيرين.

أن المؤتمرات ساهمت في تدشين حالة تواصل دائمة بين القيادة السياسية والشباب لكونها لم تقتصر فقط على العاصمة، وإنما امتدت أيضًا لتثير حراكا سياسيا واسعا في كل قطاعات الجمهورية التي انعقدت فيها مؤتمرات الشباب الدولي.

أن المحتوى المرئي بشتى أصنافه وطرق عرضه، هو انعكاس وتطور للمحتوى البسيط النابع من الفكرة، لكنه في عالم اليوم أصبح قوة اقتصادية وسياسية ودبلوماسية، يؤثر في شعوب العالم ويستخدم لمصلحة الدول وقضاياها. ما أحوجنا نحن اليوم إلى مثل هذا للتعبير عن قضايانا والدفاع عنها وطرحها أمام العالم أجمع بشكل متميز ومنظم ومنهجي، في ظل الهجمات التي تشوه كل جميل ارتبط بالعروبة والإسلام.

أن المؤتمرات الشبابية تخطت الهياكل المعهودة في التواصل بين الحكومة والشعب، وعوضت ضعف الأداء الحزبي، ورسخت آلية حوار دائم بين الرئيس والحكومة والشعب بمختلف شرائحه وفى مقدمته الشباب، لهذا يمكن اعتبار المؤتمرات الشباب آلية حوار مجتمعي تخطت الشأن السياسي وامتدت لمناقشة مستقبل المجتمع وتحدياته.

وأبرز ما قدمته المؤتمرات للرأي العام، التعريف بالمشكلات الحقيقية والتحديات التي تواجه الدولة والمجتمع، وكذلك خطة الدولة لمواجهة هذه التحديات وعلى رأسها الإرهاب واستحقاق الإصلاح الاقتصادي، وعملية التنمية المستدامة، وكيفية الحفاظ على الهوية المصرية. كما أسهمت بشكل كبير في خلق نخب جديدة بكل المجالات، وجعلت لأول مرة هذه النخب في حالة تواصل مستمر على السلطة التنفيذية، ما أسهم بشكل كبير في تحرر الشباب من الأفكار المعلبة، ومعالجتهم للواقع وجعل نظرتهم أكثر واقعية وموضوعية تجاه مشاكل مصر وكيفية حلها. مبدئيا، تنبؤنا القطاعات الاقتصادية التي خبرنا أن الأموال ستتدفق إليها بأمرين: أولا: أنها كثيفة رأس المال، أي تحتاج إلى كم وفير من الأموال لخلق عدد ضئيل من فرص العمل.

وهو نقيض ما نحتاجه في مصر والني تعاني نقصا في الأموال ووفرة في الأيدي العاملة. وهكذا من ناحية، سيستمر نفس نمط توزيع الدخل. أي تذهب عوائد المشروعات في شكل أرباح مما يعزز من شأن أصحاب رأس المال على حساب أصحاب الأجور. ومن ناحية أخرى، لن تنخفض البطالة بين القاعدة العريضة من الشباب المتعلم الحانق الثائر. لأن المعروض من الوظائف -رغم المبالغ الضخمة المتدفقة-أقل من أن يستوعب تلك الملايين من خريجي الجامعات والمعاهد العليا الفنية والصناعية والزراعية. وحتى من يجد عملا، فلن ينجو من فقره. حيث تفترض طبيعة تلك المشروعات أن يكون الطلب على العمل معظمه في شكل وظائف مؤقتة، وتتركز أساسا في أعمال البناء.

المعيار الاول لتحقيق أهداف المؤتمر: هو رفع قدرة مصر الاقتصادية على النمو المتواصل، وهو ما يأتي بزيادة الإنتاج من السلع القابلة للتجارة إما لزيادة التصدير أو تخفيض الواردات أو كليهما. فالتصدير ضرورة لتأمين تدفقات مستقرة من النقد الأجنبي، لتمويل وارداتنا الغذائية واحتياجاتنا الصناعية، بدلا من الاعتماد على عائدات السياحة أو الاستثمارات الاجنبية.

لا شك أن العوائد الاقتصادية لتنظيم الفعاليات كبيرة جداً، وهو ما يدفعنا لتطوير وتنمية عملنا في هذا المجال، حيث يتمثل هذا الأثر في العديد من الجوانب وينعش الاقتصاد المحلي وينعكس ذلك قطعاً على الاقتصاد الوطني.

وتشير المؤشرات إلى أهمية هذا القطاع؛ ففي أميركا تساهم صناعة المعارض بـ 30 % من الناتج المحلي وتوفر مليونا ونصف المليون وظيفة في هذا القطاع وتدخل لخزينة الدولة نحو 250 مليار دولار سنويا كعوائد من هذا القطاع وفي كندا تصل عوائد هذا القطاع إلى 32 مليار دولار سنويا وتوفر نحو نصف مليون فرصة عمل. أما في أستراليا فتصل عوائد قطاع المؤتمرات والمعارض إلى 17 مليار دولار سنويا ويوفر ما يقارب 200 ألف فرصة عمل بالمقابل لا تتجاوز حصة الدول العربية من هذا القطاع 2 مليار دولار سنويا.

أن إقبال أكثر من 120 ألف شاب من 194 دولة على التسجيل لحضور منتدى شباب العالم بشرم الشيخ، في حد ذاته تأكيد على أمن وأمان مصر، وهو ما يؤهلها لتكون قبلة الاستثمار العالمي خلال المرحلة القادمة، فيمكن انتهاز فرصة انعقاد المؤتمر والترويج لمختلف السياسات الإصلاحية الاقتصادية التي انتهجتها مصر، وتسير فيها قدماً، بالإضافة إلى الترويج لتقدم مصر في مؤشرات التنافسية والتصنيف الائتماني وإشادة عدد من التقارير الدولية الاقتصادية بجدية بالإصلاحات الاقتصادية المصرية، مع التركيز على القطاعات التي ننشد تنميتها، واستعراض التقدم في مجال البنية التحتية وتوفر الطاقة اللازمة، والتيسير على المستثمرين.

يمكن استغلال الحضور العالمي في الترويج المجاني للسياحة المصرية، من خلال تشجيع الحضور على التحدث عبر وسائل تواصلهم الاجتماعي عن الترحاب والأماكن السياحية الفريدة التي تتميز بها مصر، وحثهم على نشر صورهم في تلك الأماكن، من خلال إنشاء موقع على الفيس بوك يضم مختلف المشاركين في المنتدى، ويتم عمل مشاركات لصورهم بأسمائهم، وبالتالي تجوب صور المنتدى، وصور الاماكن السياحية مختلف دول العالم دون عناء، مع التحدث عن الأنشطة الاقتصادية التي تركز عليها مصر، والمميزات الاقتصادية التي سيتمتع بها المستثمر القادم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العوائد الاقتصادية من مؤتمر الشباب العوائد الاقتصادية من مؤتمر الشباب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon