توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أحدث شعارات التنمية الاقتصادية

  مصر اليوم -

أحدث شعارات التنمية الاقتصادية

بقلم-أحمد جلال

يخرج المجتمع الدولى علينا من وقت لآخر بشعار تنموى جديد، أحدثها شعار «التنمية المستدامة». قبل ذلك ظهرت شعارات أخرى، مثل مقياس التنمية البشرية، والنمو الاحتوائى، وأهداف التنمية الألفية. القاسم المشترك بين كل هذه الشعارات هو عدم الرضى عن معدل النمو الاقتصادى كمؤشر أوحد لقياس تقدم الدول. هذا لا يعنى أن التنمية المستدامة ممكنة دون معدلات نمو اقتصادى مرتفعة، لكن طموحات الشعوب تتعدى ذلك لتشمل الشعور بعدالة توزيع عوائد النمو، دون الإضرار بالبيئة.

مناسبة الحديث عن «التنمية المستدامة» أننى شرفت مؤخرا بالمشاركة فى ندوة تحت هذا العنوان، بناء على دعوة كريمة من الدكتور سعيد المصرى، رئيس المجلس الأعلى للثقافة، ومنظمة التعاون الإسلامى. الندوة انعقدت فى مقر المجلس بدار الأوبرا يوم 6 فبراير الجارى، وكانت مداخلتى فى الموضوع، بحكم التخصص، من منظور اقتصادى، وقدم الدكتور أحمد زايد، أستاذ العلوم الاجتماعية بجامعة القاهرة، مداخلته من منظور اجتماعى وثقافى.

من جانبى، حاولت الإجابة على ثلاثة أسئلة، أولا: ما هى أوجه قصور معدل النمو الاقتصادى كمؤشر للتقدم؟ ثانيا: إلى أى حد نجحت منطقتنا العربية، ومصر تحديدا، فى سعيها نحو تحقيق التنمية المستدامة؟ وأخيرا، ماذا يعنى كل هذا فيما هو آت؟

فيما يتعلق بأوجه قصور النمو الاقتصادى، أولا، من الممكن أن تكون معدلات النمو مرتفعة لكنها لا تتسم بالاستدامة إذا كانت تعتمد على التراكم الرأسمالى والبشرى، دون تحسن يذكر فى الإنتاجية التى تتولد عن تبنى أساليب ابتكارية فى توظيف عناصر الإنتاج. ثانيا: من الممكن أن تكون معدلات النمو مرتفعة لكنها تترجم إلى تحسن حقيقى فى الأحوال المعيشية لمعظم المواطنين، كما أنها قد تحابى الأجيال الحالية على حساب لأجيال القادمة إذا كانت ناتجة، على سبيل المثال، عن استنزاف موارد طبيعية فى طريقها للنضوب، مثل البترول والغاز الطبيعى، فى الاستهلاك وليس الاستثمار فى أصول ذات عوائد مستقبلية.

ثالثا: من الممكن أن تكون معدلات النمو عالية لكن على حساب الاستدامة البيئية، وهذا ما حدث فى القرن العشرين. ما نشهده اليوم من تغير مناخى نتيجة الاحتباس الحرارى، وذوبان الثلوج، وارتفاع مستويات المياه بشكل يهدد سلامة بعض الدول، ومنها دلتا مصر، كان نتيجة الاندفاع نحو تحقيق معدلات نمو باهرة دون الحفاظ على البيئة، خاصة فى الدول المتقدمة.

فى منطقتنا العربية، وفى مصر تحديدا، هناك الكثير من الشواهد الدالة على أننا لا نسير بخطى ثابتة نحو تحقيق التنمية المستدامة. تفيد الدراسات المتتالية بأن معدلات النمو لدينا تعتمد بدرجة كبيرة على تراكم عناصر الإنتاج (رأس المال والعمل) وليس على تحسن الإنتاجية، وتذبذب فى معدلات النمو نتيجة تقلبات أسعار البترول والغاز الطبيعى عالميا. بالنسبة لمسألة العدالة الاجتماعية، تفيد الدراسات الحديثة أن منطقتنا تتسم بتفاوت شديد فى توزيع الثروة، ويزيد الأمور سوءا أن هذا التفاوت ليس ناتجا فى معظم الأحيان عن فروق فى الجد والاجتهاد. وأخيرا، قد لا تكون منطقتنا مسؤولة عن التدهور البيئى عالميا، بحكم أننا لا ننتمى للعالم المتقدم بعد، لكننا لا نعير البيئة ما تستحق من الاهتمام محليا، بدليل تلوث الماء والهواء، وتراكم القمامة، وضعف رعاية المحميات فى كثير من البقاع.

ماذا عن المستقبل؟ التنمية المستدامة ليست بعيدة المنال، لكن بشروط، أهمها توافر الإرادة السياسية، والانفتاح على الاستفادة من التراكم المعرفى، وتضافر جهود أصحاب المصالح المختلفة. تحسين الإنتاجية يتطلب نقلة نوعية فى السياسات الاقتصادية والأطر المؤسسية لحث الأفراد والشركات على الابتكار والكفاءة. السعى لتحقيق العدالة الاجتماعية يستوجب، على الأقل، طفرة فيما يقدم من خدمات تعليمية وصحية وبنية أساسية لجموع المواطنين، وعدم الاكتفاء ببرامج الحماية الاجتماعية. حماية البيئة تتطلب جهودا حثيثة على المستويين المحلى والعالمى. ما يدعو للقلق أن التنمية المستدامة بهذا المعنى تحظى بالكثير من الحديث عنها وقليلا من الفعل، وليس أدل على ذلك من استمرار الاحتفاء بالنمو الاقتصادى محليا، وانسحاب أمريكا من اتفاق باريس لحماية البيئية بعد تولى ترامب الرئاسة على المستوى العالمى.

للتأكيد، ما جاء فى هذا المقال ليس دعوة للإقلاع عن السعى لرفع معدلات النمو الاقتصادى. على العكس، إنها دعوة للتأكد من استمراريته، وتوزيع عوائده بعدالة دون تثبيط للهمم، والحفاظ على البيئة التى تحتضننا جميعًا.

GMT 16:26 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

كيفية اصلاح منظومة الاجور في مصر

GMT 13:34 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

الدولار إلى أين في سباقه مع الجنيه المصري؟

GMT 11:41 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

التنمية الاستراتيجية للصعيد

GMT 14:57 2019 الجمعة ,08 آذار/ مارس

ماهي الاثار السلبية لتجارة الدواجن الحية؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحدث شعارات التنمية الاقتصادية أحدث شعارات التنمية الاقتصادية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon