بقلم : مفلح العدوان
أعد لي الجرس، لأسرد لك أصل الحكاية، فالعيد لا يكتمل بلاي، والمناسبة ناقصة بدون قرع جرسي، ومن غير أيائلي، وصوت ضحكتي التي تبث البهجة في قلوب الأطفال مع هداياي!! *** وأنت طفل المحبة، تعرف أني "القديس نيقولا"، "أبو عيد الميلاد"، سانتا كلوز.. هبني لحظة من براءة فرحك، واقرع عني جرس الأمل والسعادة والتفاؤل بالمستقبل الأجمل، وردد ورائي ترتيلة الميلاد "أيا مؤمنون، ألا تصحبونا بناي وعود إلى بيت لحم* طفل أتانا، يريد فدانا، يريد فدانا..".. بعدها فليكن صمت.. ولسوف نسمع معا، والعالم أجمع: "المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرّة".
*** ماذا يقول بابا نويل للطفل؟ ها هو يترك كل من حوله؛ الباعة، والسوق، والهدايا، والرصيف، ويبوح بما كان: آنذاك، وقبل حدوث الميلاد، ميلاد المسيح، كان الحال هكذا: قصرت ساعات النهار، واختفى الضياء، كأنه قد تلاشى في مكان بعيد، ومعه طالت وحشة الظلمة، وزادت قتامة السواد، والعواصف زمجرت، والأعاصير هبت، والبحار ارتفع موجها، والدنيا منكوبة من شتاتها بلا دفء، ولا أمان، بينما البشرية كانت مذهولة تئن بأوزارها.. آنذاك، وعند لحظة حدوث الميلاد، ميلاد المخلص، و"لأنه هكذا أحب الله العالم.."، عمّ نور جديد، لكي تكون "الحياة الأبدية"، وحلّ الهدوء، وهبّ نسيم عليل، وتمت البشارة، فسكنت البحار، وابتسمت النجوم.. صار الكون كوخ سلام، يؤرخ بما قبل الميلاد، وما بعد الميلاد.. هذا الميلاد المجيد!!