بقلم : سحر السلاموني
كلما ازدادت سرعة دوران الحياة كلما تجلت للوضوح الآفات التي أصابت مجتمعنا المصري، في صميم أخلاقه فكلنا يشعر بتدني الأخلاق وكلنا نتحدث فقط ولكن لا أحد يحاول أن يبدأ بنفسه، ويتغير أو حتي يفكر كيف يداوي أسرته، ودعونا في سلسله من المقالات نلقي الضوء علي بعض الأمراض التي أصابتنا لعلنا نجد سوياً العلاج الشافي، الذي يعود بالنفع في عودة القيًم وصحوة الضمير فأن استطعنا أن نؤثر في شخص واحد فقد غيرنا أسرة كاملة وإن لم نستطع فيكفيني شرف المواجهه.
نبدأ بالحديث عن الآفه الاولي وهي" الأنانية" بعضنا يتحدث عن يوم القيامة، ويردد الآيه قال تعالي " يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه " سوره عبس ويقول نفسي .. نفسي ومن كثرة مارددناها بدون أدنى وعي ترسب في عقلنا الباطن أن نفسي .. نفسي لم نأخذها بإيجابيه فيخاف كلاً منا علي نفسه حين تبقي وحيده في القبر لا تنفعها شفاعه ولا عزوه ولا مال ولا جاه ولكن بدأنا نمارسها بالفعل ونتصرف نفسي .. نفسي ففي المدرسه تري الطفل لايري سوي مايريده فقط ولا يبالي بغيره من الاطفال وسلوكه تجاههم وكذلك في البيت الاخ والاخت حتي الاب اصبح يقول ألا نفسي وماتهوي حتي الام اصبحت لاتري سوي نفسها في عيون جاراتها واقاربها وصديقاتها ولا تهتم من اين ياتي الزوج بالمال لاشباع رغباتها ورغبات ابنائها وحين تخرج الي الشارع وتقود سيارتك لا يهمك من هم حولك المهم انت وماتريد وهكذا تتسع دائرة الأنا حتي تصل الي العمل فصاحب العمل لايري سوي مصلحته حتي وإن كان ممن يطلق عليه خيًر فهو يري ان ما يعطيه لعماله يكفل له ولائهم ويلبي له رغباته في إنجاز العمل، والعامل لا يكترث الا بما ياخذ فإن إخذ عمل وان لم ياخذ لا يعمل ويردد "علي قد فلوسهم" .. وتتسع الدائره اكثر فاكثر "إلا مارحم ربي " حتي تراها في كل شيء حولك وتطغي الانانيه علي كل سلوك إنساني وتجرده من رقيه .. هذا هو ما يحدث في المجتمع منذ سنوات فماذا تنتظرون ؟ ألم يحن الوقت بعد للتخلي عن" الأنا "واستبدالها " بنحن " علي الاقل نطبق الحديث "حب لأخيك ما تحب لنفسك "فالانانيه سلوك غير حضاري ولا انساني ..فهل تلقي كلماتي صدي ؟