بقلم حسن المستكاوي
** مضى حضور الجمهور لمباراة الزمالك ومولودية بجاية بسلام على الرغم من مناوشات بين اللاعبين، لم يكن لها ما يبررها، وكان واجبا على كل لاعب أن يدرك مسئولية حسن السير والسلوك أمام هذا الحشد.. الحضور ذاته لم تكن فيه مشكلة.. ولكنها كانت فى حضور هذا العدد الذى تجاوز الحد المسموح به كما قال عامر حسين رئيس لجنة المسابقات.. فمتى نحكم عملية الدخول والخروج.. متى نتحكم فيها ومتى يكون حضور مباراة عملية سلسة، بسيطة، سهلة، وليست عملية كوماندوز وصخب وزحام؟
** فوز الزمالك بهدفين يجعله قريبا من باب التأهل، يطرقه فقط، ولم يفتحه. فالفريق الجزائرى منظم. يدافع جيدا ويضيق المساحات. وهو أسلوب ليس جديدا على فرق الشمال الأفريقى التى تجيد هذا التكتيك، بعكس فرق الغرب والجنوب التى تلعب كرة القدم بالفطرة، ومن أجل الفوز خارج الأرض كما تلعب داخلها. وهى أحيانا تتعامل مع هذا التوجه بسذاجة، فلا يكفى أن تلعب لتفوز وتهاجم وإنما كيف تلعب وكيف تهاجم؟
** تحسن أداء الزمالك تنظيما وجماعيا نسبيا فى الشوط الثانى، فالفريق يمتلك طرفين من خمسة لاعبين.. فى اليمين ثلاثة، حازم إمام وعمر جابر، وأيمن حفنى. وفى الشمال محمد إبراهيم وكهربا. تحسن الأداء حين كان يتقدم إمام إلى الأمام، ويدخل عمر جابر وأيمن حفنى إلى وسط الملعب. وتحسن فعلا حين تقدم إبراهيم ودخل كهربا.. ولحظة قرار التحرك إلى المساحة الأفضل لكل لاعب فى غاية الأهمية فى حالات اللعب بجبهات ومجموعات.. إن زمن الظهير والجناح انتهى فى الكرة الجديدة، وحين تراه فأنت أمام كرة قديمة!
** مباراة العودة للزمالك ليست سهلة. ولكنها أسهل بالنسبة للأهلى قياسا على مستوى الفريقين، يانج أفريكانز ومولودية بجاية. فالفريق التنزانى لعب بخطة «اهجموا ياجماعة».. وكان هجوما سريعا وعشوائيا، ولأن العشوائية تفرز عشوائية، سجل أحمد حجازى بالخطأ هدف يان. والنتيجة كما يقول ميراثنا الكروى: طيبة.. والواقع أن فرقنا هى الطيبة، أو «كسلانة» تلعب على الحد الأدنى. ولأن الإعلام قديما كان يحتفل بالخسارة بهدف خارج الأرض، بات التعادل بهدف يستحق حفلة.. فميدانيا الأهلى أفضل بكثير من الفريق التنزانى. وعمليا رضى الأهلى بأقل ما استطاعه وليس بأكثره..
** لم يكن رمضان صبحى نشيطا وموجودا كعادته، وهذا لا يقلل من موهبته.. وكما قال د. عبدالمنعم عمارة هو ليس أسطورة. بدرى على حكاية الأسطورة. طريق الأساطير طويل وشاق للغاية.. إلا إذا كان الغرور بدأ يداعب رأسه، فيتعالى على الملعب وعلى اللعبة. وحين قلت إنى أشم رائحة الخطيب فى رمضان، فكان واضحا أنها مجرد رائحة وللمواهب رائحة مثل رائحة الورد ولكن هناك أنوفا لا تشم.. أو لا تريد أن تشم؟!
** جمهور الأهلى جلس وسط جماهير يانج أفريكانز. وهتف واحتفل بهدف فريقه وأطلق الصواريخ وأشعل الشماريخ.. ولم يلتفت إنسان واحد نحو الفرحة وأصحابها. وهكذا هى الرياضة وقيمها.. ترى ماذا لو أن جمهورا لفريق منافس يجلس باستاد القاهرة وسط جماهير أى فريق مصرى أو المنتخب وفعل ما فعله جمهور الأهلى ؟!
** أترك لكم خيال الإجابة.. بكل غير معقول فى الخيال !