بقلم حسن المستكاوي
** أهم ما فى مباراة الزمالك وبجاية الجزائرى هو الروح الرياضية وسلوك اللاعبين، وهو ما يؤثر وينعكس على جماهير الفريقين، وهم بالملايين، وكل طرف يملك القدرة على التعبير عن رأيه عبر مواقع التواصل الاجتماعى التى أصبحت فى محيطنا العربى مواقع للاشتباك الاجتماعى وليس التواصل والاتصال وتبادل الآراء والمعلومات.. ومباراة اليوم هى ليست مجرد مباراة، ولكنها رسالة تمحو آثار مرحلة أفسدت الكثير من الود والمحبة والصداقة بين جماهير الكرة المصرية والجزائرية..
** فى اليوم نفسه يستضيف المقاصة فريق النادى الرياضى القسنطينى الجزائرى فى بطولة كأس الاتحاد الإفريقى. وقسنطينة مدينة الألف جسر فى الجزائر، حيث إنها فى منطقة جبلية وترتبط شوارعها وطرقاتها بالجسور المعلقة.. وفى الفيوم على جماهير المقاصة أن تحسن استقبال الفريق الجزائرى الشقيق.. حتى تخرج الكرة المصرية والجزائرية بمكاسب تفوق حسابات الفوز والخسارة فى مباراة أو فى مباراتين..
** من الناحية الفنية، على الزمالك أن يلعب بتكتيك ليستر سيتى، إن جاز التعبير، وهو تكتيك المدرسة الإيطالية، فكيف تدافع وتبنى دفاعات قوية ثم ترد بهجوم مضاد سريع تستغل فيه المساحات فى فريق بجاية خاصة أنه سيندفع إلى الأمام بحثا عن معادلة نتيجة مباراة الذهاب التى انتهت بفوز الزمالك بهدفين.. ومن أفضل طرق الدفاع بشكل عام فى الكرة الجديدة، أن تمتلك الكرة بقدر ما تستطيع، فهذا الامتلاك يعنى حرمان منافسك من امتلاكها.. ومن الناحية الفنية أيضا يمكن للمقاصة أن يعوض فارق الخسارة بهدف، بشرط التركيز وعدم التسرع.. والواقع أن مثل تلك النصائح باتت قديمة للغاية، فأنا أشعر أنى أقول للاعب: «اغسل يديك قبل الأكل وبعده»!
** وقبل مباراة العودة بين الأهلى ويانج أفريكانز يتكرر السؤال: «كم عدد الحضور الجماهيرى المسموح به فى المباراة.. 10 أم 20 ألف مشجع؟» ومازال العدد الذى سيحضر لغزا، ومازال العدد الذى حضر لغزا.. فلا توجد مباراة يحضرها جمهور دون أن نخرج برقم حقيقى لهذا الحضور الجماهيرى.. وهى قصة قديمة لم تنته على الرغم من أنها بدأت قبل مائة عام!
** شاهدت مباراة روما وأتلانتا. وكان المعلق إنجليزيا. وتعادل الفريقان 3/3. يعنى المباراة شهدت ستة أهداف. ومع ذلك لم يصرخ المعلق ولم «يلطم خدوده فرحا أو إعجابا أو افتعالا».. ولم يطلق الصيحة الشهيرة المستوردة من أمريكا اللاتينية:« جوووووووول» كما يفعل معلقنا العربى.. ولم يصف المباراة بأنها تاريخية لأنها شهدت ستة أهداف.. ولم يعتبر روما فريقا يلعب مع محمد صلاح، ولكن محمد صلاح كان لاعبا فى فريق روما..
** كان ذلك درسا جديدا ومعادا من المعلق الإنجليزى، بينما معلقنا العربى لا يتوقف عن الكلام، ويرى صلاح قائدا وملهما لفريق روما، ويراه هو الفريق، وليس لاعبا فى الفريق..
«هو إحنا لسه بعيد قوى كده»؟!