حسن المستكاوي
** إنجاز جديد للرياضة المصرية حققه بطل الخماسى الحديث، عمرو الجزيرى، بفوزه ببطولة كأس العالم. وهى واحدة من أربع بطولات ينظمها الاتحاد الدولى، ولا تعد بالطبع بمثابة بطولة عالم، إلا أن الفوز بها على حساب المجرى آدم ماروسى يعد انتصارا حقيقيا، وهو الفائز بميدالية برونزية فى دورة لندن الأوليمبية عام 2012.
** يأتى إنجاز الجزيرى، بعد تألق فريدة عثمان فى أمريكا، حيث تدرس وتتدرب فى جامعة كاليفورنيا. وتقول مدربتها تيرى ميكفير، بأنها وصلت إلى مستويات لم تصل إليها أى سباحة مصرية قبلها علما بأن فريدة عثمان متخصصة فى سباحة الفراشة، لاسيما مسافة 50 مترا. ومن سوء الحظ أن هذا السباق ليس أوليمبيا، ولن يكون ضمن أجندة السباحة فى ريو دى جانيرو، إلا أن فريدة عثمان شاركت به فى بطولة العالم الأخيرة بروسيا، وجاءت فى المركز الخامس.
** لقد تنوعت إنجازات الرياضيين المصريين فى العامين الأخيرين، فهناك إيهاب عبدالرحمن صاحب المركز الثانى فى بطولة العالم فى الرمح، ومصطفى الجمل فى المطرقة، وأحمد أكرم رابع العالم فى سباق 1500 متر سباحة حرة. وعزمى محيلبة بطل الرماية بعد تحقيقه المركز الثالث والميدالية البرونزية فى منافسات الخرطوش فى بطولة العالم بإسبانيا، ومحمد إيهاب برونزيتين فى بطولة العالم لرفع أثقال.
ورنيم الوليلى بطلة العالم الإسكواش، وشيماء حشاد سادسة العالم فى الرماية، وهداية ملاك بطلة التايكوندو، والسباح مروان القماش. بجانب فريق كرة اليد، والأسماء كثيرة لكنها متنوعة، فلم تعد انتصارات الرياضة المصرية قاصرة على الألعاب النزالية والتقليدية، مثل المصارعة، والجودو، والتايكوندو، والملاكمة ثم رفع الأثقال. ودخلنا مرحلة جديدة وصعبة، وكانت حتى وقت قريب موصدة الأبواب ودخولها مستحيل، ومنها السباحة وألعاب القوى.
** هؤلاء وغيرهم أبطال يستحقون الاهتمام والرعاية، وإن كنت أضع سؤالا قديما وهو: من يصنع الاهتمام؟ هل يصنعه الإعلام فقط بتسليط الضوء على اللعبات الشهيدة، أم يصنع هذا الاهتمام ويفرضه الذين يصنعون البطولة والمجد؟!
** فى جميع الأحوال هؤلاء النجوم والأبطال يستحقون أن تسلط عليهم الأضواء ليكونوا قدوة للشباب الصغير. خاصة أن الأندية تعيش منذ سنوات حمى الرياضة، ويبذل أولياء الأمور كل جهدهم ووقتهم لدفع أولادهم نحو الممارسة ونحو البطولة، ولو أدركتم ماذا يقدم الأب وماذا تقدم الأم لكنا توجناهما بالنياشين.
** وبرجاء عدم وضع ضغوط على الرياضيين المصريين بتلك الأحاديث عن الميداليات الأوليمبية فى ريو دى جانيرو، وبرجاء التوقف عن أحاديث الإحباط، وهى مؤسفة حين تخرج ممن يفترض أنهم يفهمون صعوبة وقوة المنافسات الأوليمبية. أو تأثير عوامل لحظية على قدرات الرياضيين التنافسية. ومن الأسف أن يتحدث البعض فى صفحات «التقطيع الاجتماعى» عن السباحة الفذة رانيا علوانى، وكيف أنها لم تفز بميدالية، واكتفت بدخول النهائى «ب».. وأمثال هؤلاء يفسدون الرياضة ويفسدون مشاهدة الرياضة.. ففى دورة لندن الأوليمبية شارك مايقرب من عشرة آلاف لاعب ولاعبة، وفاز بالميداليات 900 تقريبا. فيما لم يفز تسعة آلاف بميداليات.!