حسن المستكاوي
** يقول الألمان: «سبقنا الدورى الإنجليزى بعشر سنوات، ونسعى لأن يكون البوندزليجا من الدوريات التى تحظى بنسب مشاهدة عالمية كبيرة».. ويتساءل الإنجليز بدورهم: «كيف سبقنا الألمان وجعلونا خلفهم بسنوات؟ كيف أصبح منتخبهم الوطنى قويا لهذه الدرجة، بينما بات منتخب الأسود الثلاثة رمزا للبكاء والألم كلما شارك فى كأس العالم؟!
** التساؤلات جديرة بالبحث والإجابة فيما بعد، لأن فيها دروسا وعبرا، لكن يا ترى هل نطرح نحن مثل تلك الأسئلة، ونفكر وندرس الإجابات، أم أن القافلة تسير، ويكفى أنها تسير، فلا يهم أن تهرول أو تجرى أو تسبق غيرها من القوافل؟
** يكسر الدورى الإنجليزى قاعدة قديمة، تقول: «الدورى القوى يفرز منتخبا قويا». فالبريميير ليج لم يفرز هذا المنتخب القوى، وثبت أن تلك القاعدة من القواعد التى ولدت فى زمن النصيحة القديمة أيضا: «ابتسم عند الهزيمة»، وكانت تطلق للتدليل على الروح الرياضية، فخسرت فرق ومنتخبات كثيرا وماتت شعوب من الضحك.. ومن أسف أن العالم تغير، ولم تتغير بعض الأفكار.
** فى عام 1966 استخدم الفريق القومى الانجليزى أسلوبا هجوميا عنيفا جعله يفوز بكأس العالم 1966. ومن بعدها حقق منتخب الأسود نتائج ضعيفة. أو على وجه الدقة لم يحقق شيئا، وقد لخص أحد الكتاب أداء الفريق الإنجليزى خلال العقود التالية على ذلك بقوله «40 عاما من الهراء ظل خلالها الفريق يلحق الألم بملايين الانجليز الذين لم يروا فريقهم يحقق أية نجاحات أخيرا».
** لكن هذا الفشل لم يثن الانجليز ــ الذين اخترعوا لعبة كرة القدم ــ عن اعتبار النصر حقا ومصيرا بالنسبة إليهم.. ويكفى أن تتابع الصحف الإنجليزية قبل أى بطولة أوروبية أو المونديال، فسوف تقرأ فى الصفحات والسطور أن الإنجليز توجوا باللقب. لكن انجلترا، البلد الجزيرة، غالبا ما تلعب كما لو كانت معزولة عن التطورات التى تحدث فى هذه الرياضة. وما يزال لدى الفريق الكثير الذى ينقصه على حساب الأساليب الحديثة فى اللعب. ويصف الكاتب بريان جلانفيل أداء الفريق بقوله «إنها قصة تفوق جرى التضحية به بفعل الغباء وقصر النظر والانعزال. إنها قصة المواهب الضائعة وخداع النفس اللانهائى».
** ويفتقر اللاعبون الانجليز إلى الفطنة التكتيكية، على الرغم من أن البريميير ليج هو الأغنى فى العالم من حيث كفاءة اللاعبين. لكن معظم النجوم هم من الأجانب، وهناك جنسيات من مائة دولة يلعبون فى المسابقة.
وتساءل تقرير صادر عام 2003 عن رابطة كرة القدم الانجليزية حول الفشل المتواصل للفريق «لماذا ندخل دائما المسابقات ونحن نعتقد أننا سوف نربح، ثم يبدأ أداؤنا فى التراجع عندما نصل إلى الدور ربع النهائى؟ إن قيام صحف الصن والديلى ميرور بتضخيم الأنا لدى الفريق لا يفيد، بل إنه يضع المزيد من الضغوط على اللاعبين»..
** هذا فى إنجلترا، فماذا عن منتخب مصر وعلاقته بالإعلام الرياضى، فهل نضخم من الأنا لدى لاعبينا أم أن العكس هو الصحيح، حيث يقتل الإعلام الثقة فى لاعبينا ويزرع الشك والشوك فى طريق الفريق كلما خاض تصفيات أو بطولة؟!
** أعتقد أن الإعلام يقدم مزيجا مذهلا، فيضخم الأنا، بالنفخ فى انتصارات لا تستحق، ويقتل الثقة ويزرع الشك بالمبالغات فى حالات الهزيمة والفوز..!