حسين شعبان
تحول الصراع والتنافس بين القطبين الكبيرين الأهلي والزمالك ، من أرض الملعب ، الي عدة معارك ومشاحنات أشعلت نيران التعصب والفتنة بين الجماهير الحمراء والبيضاء، وكانت سبباً في تأجج الأوضاع من جديد. وشعرت بـ"اشمئزاز" ، عندما سمعت ورأيت ، من يدعون الفضيلة ، عندما تخرج كلماتهم عبر الشاشات والراديو ومحاربتهم ورفضهم للفتنة الكروية ، وسرعان ما تغير وجهم الي اللون الحقيقي ، وتبادلوا الضرب تحت الحزام ، والسباب والقذف ، بداعي الشرف وهم امر محل نقاش !
فتارة اسامة نبيه وحسام غالي ، واخري شوبير والطيب ، والفتنة القاتلة بين الناديين الكبيرين . فالجميع تكلموا واخرجوا ما في جعبتهم عن صراع الأحمدين شوبير والطيب ، ولن اخوض فيه ، لسبب ان الفتنة والشرارة الاولي انبعثت من اسامة نبيه المدرب العام للمنتخب ، الذي يحمل اسمه صفه النباهة، وهو عكسها تماما فأسامة ليس ( نبيه ) ، في تعامله مع القضية وتحول المنتخب الوطني الي فريق يمثله لاعبون من الزمالك والاهلي ، فنبيه اصطدم بحسام "الغالي" علي قلوب الجماهير الاحمر ، خاصة وانه كابتن الاهلي ، وكان من الضروري احتواء الموقف وتصفية الأجواء بين الطرفين ، بدلا من نبذ الفتنة داخل المنتخب ، خاصة واننا مقبلون علي المرحلة الاخيرة في تصفيات بطولتي امم افريقيا وكاس العالم .
فنبيه الذي اصبح ضروريا ضمن تشكيلات الجهاز الفني للمنتخب ، لما لا وقد كان مدربا عاما في جهاز شوقي غريب "الفاشل" ، الذي لم يحقق أي شىء مع الفراعنة ، ليتم مكافآته وتعينه مع الارجنتيني هيكتور كوبر ، نظرا لمجهوداته العظيم التي لم نراها حتي الأن ! فبمجرد اقالته مع شوقي غريب ، تحول الي مديرا فنيا لفريق الانتاج الحربي الذي كان يشارك في القسم الثاني أئنذاك .
فنبيه اصبح نصيرا لجماهير الزمالك التي تسانده ضد حسام غالي الاهلاوي ، وانفرجت اساريرها ، باستبعاد كابتن الاهلي من المنتخب والاخير تأزره جماهيره الكبيرة ضد المدرب العام ، خاصة وانهم يسمعون عن وجود معاملة سيئة لهم من قبل نبيه ، ويرفعون شعار إقالة نبيه من منصبه بداعي اضطهاده لنجوم الفريق الأحمر ، ومن هنا تحول الصراع خارج الملعب لفتنة تهدد الكرة المصرية بالتراجع سنوات .
وبدلا من ان يقف الجميع للازمة المشتعلة ، ويحاولون اخمادها موقتا ، تحولوا الي النقيض وسكبوا البنزين علي النيران ، وانتصروا لنبيه ، الذي ادعي عدم وجود ازمة ، وانما استبعاد غالي لأسباب فنية ! فكان الأولى ، ضم اللاعب الي المنتخب ، حتي لو من المستبعد مشاركته كأساسي ، خاصة وانه لم يكن كذلك في جميع مباريات كوبر ، بجانب اضفاء أي اشعال للفتن ، لكن الذين يدعون العلم بمواطنين المنتخب ، رضخوا وامثلوا للحاكم الامر الناهي في الجهاز ، وتم استبعاد حسام غالي
وضم لاعبين اخريين لم يشاركوا مع انديتهم ، فالي متي العند ؟ الفتنة قادمة وبقوة وارجو الجميع ان ينتبه لها ، خاصة وان الصراع تحول بين مدرب ولاعب ، واخر بين اعلامي مخضرم ومعلق شهير ، والجماهير تقف وتراه وتنتظر الاشارة من بعض الاشخاص الكارهين للبلد من الخارج ، وفي حال تدخلهم في الموقف ، عندئذ اخشي ما اخشاه من مذبحة جديدة علي شاكله بورسعيد ، بل اكثر ، خاصة وانها ستكون بين جماهير اكبر ناديين في مصر والعرب وافريقيا .