محمد كمال مرتضى
ماذا يعني أن يتحول اختلاف وجهات النظر ونقد الأداء الإعلامي لشخص ما إلى التطرق لمشاكل شخصية بدأت بالكشف عن أسرار ربما لا يعلمها الكثيرون، مرورًا بالنيل من سمعة الطرف الأخر، نهاية بمعايرته" بطلب سابق للعمل في أحد دول الخليج !!
هذا ما فعله الأحمدان "شوبير والطيب" على مرأى ومسمع من الإعلامي وائل الإبراشي، الذي نظر للمعركة بين كلاهما على أنها أمر لا يعنيه بالمرة، وتركهم في شجار يندى له الجبين شاهده القاصي والداني في مصر والدول العربية، ومن يدري فربما تكون الفضيحة عالمية !! .
لدينا قدرة عجيبة على التطور السلبي السريع، فمن مرحلة الأسفاف الكروي التي نمر بها منذ فترة ليست بالقصيرة، وصلنا إلى مرحلة الاتهامات المتبادلة وأسلوب "قصف الجبهات" مرورًا بإشعال الفتن الكروية والتشكيك في نية الخصوم وقدراتهم، وصولًا إلى الركلات واللكمات على الهواء مباشرة، ولا أعتقد أن هناك أسوء من ذلك.
إذاً فأن أمر عودة الجماهير إلى المدرجات أصبح حلمًا بعيد المنال، لأن الأشخاص ذاتهم الذين يتباكون على الهواء ويطلبون من الجماهير الالتزام والانضباط في المناسبات الأفريقية لنادي الأهلي والزمالك، هم أنفسهم الذين تورطوا في شجار "شوارع " ولولا انقطاع البث عن قناة "دريم" لشاهدنا التفاصيل الكاملة لليلة الأبطال في المصارعة الحرة مجانًا !! .
المشكلة في اعتقادي ليست في تلك المعركة التليفزيونية المشينة فقط، بل ستكون في توابعها، حيث سيتحول الأمر إلى ملاكمة أهلاوية – زمالكاوية وبالطبع ستكون قنواتنا حاضرة في الموعد من أجل جذب المشاهدين بالملايين.
أنه أمر يتخطى الكارثة بكثير، إذا كان ذلك هو الخلاف في كرة القدم بين فريقين يتشاركان نفس الوطن وكلاهما له دور كبير في رفعة الرياضة المصرية على مر السنين تحت لواء واحد، فكيف سيكون الأمر اذا كان الاختلاف بين الأهلي والزمالك سياسيًا وقوميًا مثل برشلونة وريال مدريد أو دينيًا بين سيلتك جلاسجو ورينجرز في اسكتلندا، ومع ذلك لم نري يومًا ما فلورنتينو بيريز يرفع الحذاء في وجه بارتوميو، أو اربيلوا يؤكد أن بيكيه طلب منه أن تعمل شاكيرا كموظفة في ريال مدريد حاجة تكسف !!