د.طارق الأدور
فوز الأهلي بدرع الدوري بعد غياب موسم واحد انتقل فيه إلى الزمالك كان متوقعاً بالنسبة لي شخصياً منذ مطلع الموسم الحالي.. بل وكتبت في هذا المكان والزمالك متقدم على الأهلي بالنقاط في مطلع الدوري تحت عنوان "لهذه الأسباب لن يفوز الزمالك بالدوري" العناصر التي رأيتها سبباً في فقدان الزمالك للقب بعد موسم رائع جمع خلاله بين الدوري والكأس.
والحقيقة أن فوز الزمالك بدوري الموسم الماضي هو العامل الذي أعطى الأهلي حلاوة المكسب لأنني تابعت آخر انتصارات الأهلي بالدرع عام 2014. بعد الدورة المجمعة النهائية. التي ضمت الأهلي والزمالك وسموحة وبتروجت. ولم يكن هناك أي نوع من الاحتفالات بعد أن حقق الفريق اللقب الثامن على التوالي. ولم يعد هناك شعور لدى الجماهير بالفرحة.
والحقيقة أن فوز الزمالك بدوري الموسم الماضي أعاد التوازن للكرة المصرية. وجعل المعسكر الأهلاوي يشعر بحلاوة الفوز بالدوري. واستعادته مرة أخرى باعتبارها البطولة التي لو فقدها الفريق يعتبر نفسه فقد كل شيء.
والحقيقة أن هناك حالة من العشق تجمع بين الأهلي وبطولة الدوري بشكل خاص. ولو فاز الأحمر بكل الألقاب المتاحة. وفقد الدوري لن تشعر الإدارة أو الجماهير بالسعادة. وهو الأمر الذي تحقق في مطلع القرن الحالي. عندما حضر مانويل جوزيه في ولايته الأولى وفاز الأهلي بدوري أبطال أفريقيا والسوبر الأفريقي وبعدها بكأس مصر والسوبر المصري في السنوات التالية. ورغم ذلك تعتبر الفترة من 2001 إلى 2004 هي واحدة من أسوأ فترات الأهلي التاريخية لأنه فقد خلالها الدوري 4 سنوات متتالية.
والدليل الأكبر على العشق بين الأهلي والدرع هو حصوله على ثلثي العدد الإجمالي للألقاب. "38 لقباً مقابل 19 لباقي الأندية مجتمعة". وهي نسبة لم يحققها أي ناد آخر في العالم. وأسباب فوز الأهلي بالدوري عديدة وأهمها سد ثغرات التشكيل بصفقات جديدة كان لها أكبر الأثر على عودة الأهلي للانتصارات بعد عام الرمادة الماضي. والعنصر الثاني هو ابتعاد إدارة النادي تماماً عن الفريق وجهازه وتركت كل الأمور في يد الجهاز الفني سواء الراحل بيسيرو حتى ترك الفريق بمحض إرادته أو عبدالعزيز عبدالشافي بعده. ثم مارتن يول الهولندي بعد توليه للمهمة وكانت تلك النقطة أساسية لاستقرار الفريق.
أهم إنجازات مارتن يول أنه أعاد المعدلات البدنية للاعبين إلى أقصي درجاتها. فتفوق الأهلي بدنياً على كل فرق الدوري. حتى التي فازت عليه. والعنصر الثاني أنه زاد من القوة الهجومية ومعدلات خلق الفرص. فكان الأهلي يصل إلى مرمي المنافس بفرص محققة من 10 إلى 12 مرة في كل مباراة. وإن بقيت أكبر سلبية هي ضياع الفرص السهلة. العنصر المهم لفوز الأهلي بالدوري أيضاً هو تألق العديد من العناصر التي قدمت أفضل مواسمها وعلى رأسهم عبدالله السعيد ورمضان صبحي وأحمد فتحي العائد لمستواه وإيفونا وحسام غالي وحجازي وربيعة وإن بقيت نقاط الضعف قائمة في الدفاع والحارس.
أما عن الأسباب التي وضعتها لفقدان الزمالك للقب من البداية فهي معروفة ومازالت قائمة حتى الآن.. تدخل الإدارة ورحيل فيريرا الذي كان الوحيد القادر على التعامل مع فريق مدجج بالنجوم.. وتغييرات المدربين التي وصلت إلى 7 أجهزة هذا الموسم فقط.. وتراجع مستوى الدفاع عن الحالة الرائعة التي كان عليها الموسم الماضي وتراجع القوة الهجومية بشكل ملحوظ رغم الإضافات. التدخل مازال مستمراً للإدارة وانظروا لتفاصيل المؤتمر الصحفي بالزمالك أمس.