بقلم حسن المستكاوي
** نام وارتاح وأخذ يحلم بما يشاء.. إنه مارتن يول صاحب تعبير المخدة التى ينام عليها، فى إشارة إلى ثقته فى الفوز ببطولة الدورى. وقد فعلها الأهلى بجدارة، فهذا فريق لا تسقطه هزيمة، ولا يسقطه هجوم، ولا يسقطه نقد. هذا فريق فاز ببطولة الدورى 38 مرة. وبأكثر من عدد من البطولات بين أندية العالم.. هذا فريق يفوز ببطولة وربع البطولة كل عام تقريبا منذ تأسيسه فى 1907.. ومع ذلك هناك من يراه الأهلى الفاشل.. مما يدفعك إلى التفكير فى تعريف الفشل فى مجمع اللغة العربية.
** مبروك البطولة.. ومبروك لابن شبرا الجدع خفيف الظل مارتن يول، الذى تعرض للهجوم لمجرد أنه صاغ تعبيرا بليغا بثقته فى فوز فريقه باللقب، وهو لم يخرج عن تصريحات العديد من المدربين الأجانب.. فأذكر أن مانويل جوزيه حين أراد انتقاد بطء قرارات اتحاد كرة القدم قال يوما: «قراراتكم مثل مركب شراعية تتهادى فوق سطح النيل».. وكان رد فعل الأميين، هو الهياج، والغضب، والهجوم، فكيف يسخر من النيل العظيم.. فهؤلاء يبتكرون تعبيرات لطيفة ليس فيها إهانات ولا تجاوزات، بينما نرى بعض مدربينا يتمسكون بلغة عفا عليها الزمن انقرضت مع عازف الربابة وزمن ألمظ وعبده الحامولى.
** زيارة أولتراس الأهلى إلى مقر التتش بعد هزيمة الفريق فى مباراتين، كان ظاهرة صحية. وهو ما مثل قوة دفع للاعبين، وهى القوة المعنوية التى جعلت الفريق يفرض كلمته وسيطرته فى الدقائق الأولى ثم الشوط الأول من مباراة الإسماعيلى، فكان قريبا من الفوز بأربعة أهداف على الأقل قبل أن يستيقظ الدراويش ويردون ببعض ما تبقى لفريقهم من شخصيته التاريخية العريقة.. وبقدر ما كانت رسالة الأولتراس قوية ومهمة، فإن هذا الزحام الذى يفوق طاقة ملعب أنشئ فى الاربعينيات من القرن الماضى كان خطرا حقيقيا وهو أمر يجب أن يداركه هؤلاء الشباب باختيار وقت ومساحة التشجيع والتأييد وحسابات الزحام التى قد تتهم كرة القدم أمام المجتمع بحادث آخر لا قدر الله.
** هذه بطولة الجميع فى الأهلى.. لاعبون وجهاز فنى وجمهور وإدارة. فلا يوجد مصنع ينتج بطولات وينسب الفضل فى هذا الإنتاج إلى لاعب وحده، أو إلى مدرب وحده، أو رئيس وحده. ولكنى أضيف جذور التاريخ وروح الفانلة الحمراء، وقواعد زرعها أجيال الرواد فى هذا النادى تجعل الناشئ يبكى حين يحصل فريقه على المركز الثانى.
** فى يوم البطولة أجريت قرعة مونديال روسيا، وتجدد الحديث عن التأهل إلى كأس العالم، فهو متجدد منذ 1990، وله روايات وحكايات فى الصالونات والمقاهى. وإختصارا وطرحا لنصيحة تبدو الأن أبدية.. من يرغب فى التأهل فى المونديال عليه أن يلعب بفلسفة الفوز على خصومه على أرضهم وعلى أرضه. الموضوع ليس غانا وحدها، وإنما عدد النقاط الذى يجمعها منتخب مصر فى مبارياته بالتصفيات. ومبدئيا نكسب الكونغو هناك وغانا هنا.
** سنيور هيكتور كوبر.. عندك مخدة «زى مخدة مارتن يول» تنام عليها أوتنوم خصومك.