خالد علي
اختاروا إسماً آخر لتطلقوه على عماد متعب.. لا تسموه القناص ولا تنادوه بالأسطورة ولا تلقبوه بالمتعب، فما يحدث معه في الأهلي لا يرضي عدو ولا حبيب.. سأقترح عليكم اسماً أخر.. ما رأيكم بالأشقر أو اليعسوب أو الأحزم؟! الأشقر واليعسوب والأحزم هي أشهر الأسماء التي أٌطلقت على الخيول، فالخيول في مصر تلتحق للعمل في الحكومة وتكون مثل "الرهوان" وتحمل القادة والعساكر وتقضي لهم مرادهم، والمكافئة في النهاية القتل.
لما تقتلون متعب، لماذا تحجبون شمسه بالأكاذيب وتدسون له السم في العسل، وتتوارون خلف مباديء الأهلي، وهي في الأصل بريئة منكم ومن أفعالكم. عماد متعب يُهان.. نعم بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وما معنى عدم مشاركته في ودية روما الإيطالي، لا سيما أنها قد تكون المباراة العالمية الأخيرة لمتعب، لأنه حدث قلما يجود الزمان علينا بمثله.
أعزائي المسؤولين في الأهلي.. هل شاهدتم مباراة دوري أبطال أوروبا بين ريال مدريد وروما، هل تتذكرون ماذا فعل سباليتي المدير الفني للذئاب مع الأسطورة توتي؟!.. المباراة تقترب من النهاية، والنهاية السوداء والحتمية لروما هي الخروج أمام ريال مدريد، وهنا قرر سباليتي مشاركة توتي في الدقيقة 74، كنوع من أنواع التكريم له، لأنها قد تكون أخر مشاركة في دوري أبطال أوروبا.
عماد متعب هو توتي المصري، كلاهما أسطورة وكلاهما يسجل في الوقت القاتل، وكلاهما يُحارب من أجل إعلان اعتزاله. عدم مشاركة متعب في ودية روما جريمة بشعة لا تختلف عن تلك الجريمة التي كانت في العشرينات من القرن الماضي، والتي اشتهرت بإسم ريا وسكينة، كان الثنائي يستقطبان الضحية إلى المنزل للنزهة وشراء الأغراض والأمتعة، وفي الوقت المناسب تُقتل.
ريا كانت التي تفكر وتدبر، وتساعدها سكينة في التنفيذ، وفي الأهلي زيزو يفكر ويدبر ومارتن يول ينفذ بكل دقة وحرفية، زيزو الذي منح مارتن يول تعليمات بضرورة إشراك جون أنطوي من أجل تسويقه خاصة أن محاولات الأهلي لتسويقه أسفرت عن عرض مقابل 150 ألف دولار فقط، بسبب تجميده، ولابد من مشاركته حتى يزيد سعره ويعوض الأهلي مبلغ المليون دولار الذي اشتراه به من الشباب السعودي.
زيزو أيضاً ولا أخفي على أحد سراً هو من يحارب عماد متعب ويرغب في إجباره على الإعتزال، لأنه من الآخر ما بيحبوش، ايوه ما بيحبوش.. فمدير قطاع الكرة في الأهلي يحب ويكره ويميز بين اللاعب والآخر، ويظهر ذلك من خلال الإجتماعات التي يعقدها معهم أو عندما يزور الفريق فيتحدث مبتسماً مع لاعب، والأخر يكتفي بمصافحته.
سأقولها الأن كما أقولها كل مرة.. متعب سيظل متعب، وستبقى أسطورته خالدة حتى لو حاربها الهواة والمحسوبين على الأهلي و "الزياطين"، عماد هو أفضل مهاجم في تاريخ الكرة المصرية مع الأسطورة حسام حسن، ولكن البعض يمتلك ذاكرة السمك.