بقلم حسن المستكاوي
- ميلودراما الأهلى والزمالك وغيرهما
** أولا : «الميلودراما هى ذلك النوع من التمثيليات التى تزخر بالحوادث المثيرة وتتسم بالمبالغة فى كل شىء فالممثلون يبالغون فى التعبير عن العواطف والانفعالات، كما يبالغون فى الحركات التمثيلية، لكى يؤثروا فى المتفرجين.. وشخصية الرجل الشرير فى الرواية مبالغ فيها كما أن البطل دائما كريم الخلق جميل الصورة، والبطلة دائما حسناء طيبة طاهرة النفس.. وتقع فى الرواية حوادث ومغامرات غير معقولة ومع ذلك تنتهى دائما نهاية سعيدة»..
** هذا بالتحديد وبدون «مبالغة» ما حدث فى مباريات الفرق المصرية الأربعة فى بطولتى إفريقيا. فالأهلى كان فى طريقه إلى ضربات الجزاء، ومن وسط كومة اليأس والقلق، خرج عبدالله السعيد من كهفه، وأطلق قنبلة ذكية برأسه ليشتعل الملعب بالفرحة.
وفى ولاية بجاية الجزائرية، ووسط هجمات شرسة للغاية من فريق مولودية، بمساندة وتشجيع جماهيرى صاخب، تقدم «حمودى فاردى» بطريقة مهاجم ليستر سيتى، وسجل هدف التعادل فى نهاية المباراة، مصدرا صوت الصمت إلى مدرجات ظلت مشتعلة بالحماس والتشجيع طوال الوقت.
** الفريقان الآخران.. إنبى والمقاصة، كانا مثل ممثلين مساعدين للبطلين فى أسبوع الفيلم الإفريقى وكان لهما نصيبهما من الميلودراما.. فتقدم إنبى بهدف وانتظر طويلا من أجل الهدف الثانى. وسجله ولعب ضربات الجزاء مع فريق مونانا الجابونى. ولكنه خسر ولم يكتب نهاية سعيدة. هكذا كرة القدم، تظل كل نتيجة محل شك حتى إسدال الستار. أما المقاصة، فقد تقدم بهدفين، واقترب من التأهل، ثم ابتعد حين سجل قسنطينة هدفه الوحيد لتصبح النتيجة 2/1. ووسط صخب دفوف وطبول جمهور المقاصة، كأنها حفلة زار تستدعى شمهورش، سجل ميدو جابر هدف الصعود فى الدقائق الأخيرة.. أليست كل هذه الصور ميلودراما.. راجع الفقرة الأولى؟!
** لم أتحدث عن المستوى.. وهو دون المستوى. وأدرك تماما أن الزمالك لعب أمام فريق شرس هجوميا، إلا أن تلك الشراسة كان السبب الأول فيها الزمالك نفسه الذى عجز عن السيطرة على الكرة، وتراجع مدافعا طوال الوقت وسمح لوسط بجاية ببناء الهجمات.
ثم إن الفريق أيضا أهدر كل الفرص السهلة للتهديف. أما الأهلى فلعب بثقة وتعال وغرور واستهتار، وتصور أن نتيجة الذهاب كانت دليلا ومؤشرا على نتيجة العودة. فيما كانت المفاجأة أن يانج أفريكانز لعب فى برج العرب أفضل مما لعب على أرضه. وسبق أن أشرت عشرات المرات إلى أن فرق القارة السمراء لا تعرف الخوف والتنظيم الدفاعى خارج أرضها. وتلعب بفطرتها وسجيتها، وتخسر لذلك العديد من فرص التأهل والاستمرار..
** أنتهى بما قرأته منسوبا إلى مارتن يول، وهو «أنه علم بأن عماد متعب يسجل فى الدقائق الأخيرة فدفع به أمام يانج أفريكانز».. وهذا كلام لا يدخل الرأس. يعنى إيه عماد متعب يسجل فى الدقائق الأخيرة؟ يعنى عماد متعب لا يسجل فى الدقائق الأولى؟ وهل هذا معناه أن عبدالله السعيد سيكون احتياطيا المباراة القادمة ليلعب فى اللحظات الأخيرة لأنه سجل هدفه فى الوقت بدل الضائع..
أعتقد أن مارتن يول الذى لا يؤمن بالسحر فى كرة القدم، لا يمكن أن يتفاءل بلاعبين يسجلون فى توقيتات معينة، ولا يمكن أن يلعب بنظرية «بلاها سوزى هاتوا نادية».
** لو كان.. فتلك ميلودراما هندية؟!