بقلم : حسن المستكاوي
** على مدى أيام ومنذ انتهاء مباراة الذهاب بين الأهلى والترجى غردت طيور الظلام بأناشيد شيطانية على مواقع التواصل الاجتماعى، فى محاولة لإثارة الفتن، وإشعال مباراة العودة، استنادا على قرارات اتخذها الحكم، بينما سبق وخرج الأهلى أمام الترجى نفسه بسبب أخطاء ساطعة لحكام وهذا ليس وقت تكرار تلك الأخطاء..!
** لم يركب الإعلام الرسمى والخاص فى مصر على موجة طيور الظلام التى تحيا على الفتن والكراهية، تقديرا للمسئولية الرياضية والسياسية، وحتى لا تتكرر قصة مباراة الجزائر، بينما خرج بعض الإعلاميين فى تونس عن النص، وعن الروح الرياضية، وأساء أحدهم لرئيس نادى الزمالك المستشار مرتضى منصور، ولم يتدخل مسئول واحد فى الإعلام التونسى لمحاسبة هذا الشخص الذى ظن أنه خفيف الظل للأسف..!
** نحن أمام مباراة رياضية فى كرة القدم، ويجب أن نتعامل جميعا معها على هذا النحو. ويخوض الأهلى اللقاء وهو متقدم فى الشوط الأول بثلاثة أهداف مقابل هدف.. وهى نتيجة كبيرة فى اللعبة. وهناك عدة سيناريوهات فنية متوقعة..
** السيناريو الأول تقليدى: يلعب الأهلى بطريقة 4/ 5 /1.. استنادا على نتيجة مباراة الذهاب. ويتسلح بالهدوء، ويحكم وسط الملعب دفاعيا لأنه خط الدفاع الأول. وقلنا ونكرر أن الضغط على المنافس لابد أن يكون قويا وحقيقيا وليس شكليا، فإذا دافع الأهلى جيدا سوف يهاجم بصورة جيدة، مستغلا اندفاع لاعبى الترجى. إلا أن وقت الهجوم المضاد يمكن أن يؤجل قليلا حتى الانتهاء من حمى البداية الخطيرة.
** غياب فرانك كوم، وشمس الدين الذوادى مع احتمال غياب المدافع أيمن بن محمد والمهاجم هيثم الجوينى سيؤثر على قدرات الترجى، إلا أن الفريق يضم أيضا مجموعة مميزة من اللاعبين مثل طه ياسين الخنيسى وسعد بقير، والشعلالى والجزائرى يوسف البلايلى والإيفوارى فوسينى كوليبالى وخليل شمام، بالإضافة لأنيس البدرى، وسوف يمارس الترجى الضغط القوى على لاعبى الأهلى عند فقد الكرة لحرمان بطل مصر من شن غارات مضادة.
** السيناريو الثانى نصف تقليدى: تقسم المباراة إلى مراحل ومرحلتها الأولى مدتها 10 أو 15 دقيقة فيلعب الأهلى على امتلاك الكرة واستهلاك الوقت بالتمرير، وهو ما ينعكس إيجابا على الفريق، وسلبا على الترجى وعلى جماهيره.. والتعبير القديم لما سبق، هو «امتصاص حماس المنافس».. فمن المؤكد أن الفريق التونسى سيبدأ مهاجما وبشراسة.. وهنا يجب أن يراعى الأهلى عدم فقد الكرة بإرسالها طويلة لدفاع الترجى مرة أخرى.. إلا فى حالة محاولة صناعة فرصة مبكرة لوليد أو حمودى أو مروان محسن أو صلاح محسن. والمرحلة الثانية، أن يبدأ الأهلى الهجوم الحذر، أملا فى خطف هدف من كرة مرتدة، فى مساحات خالية بدفاع الترجى حين يكون الفريق فى حالة اندفاع هجومى.
** السيناريو الثالث غير تقليدى: جرىء، وفيه مغامرة. ولكل مغامرة وجه مثمر، ووجه مؤسف.. وهذا السيناريو يقوم على مبادرة الأهلى بالهجوم ومبادلة الترجى ومقابلته من نصف الملعب، بمهام دفاعية للرباعى حمودى ووليد ومحارب أو ميدو جابر ومروان محسن، ويليهم خط مساند مكون من الثنائى عاشور والسولية. على أن يرد الأهلى بهجوم مضاد سريع.. وهذا السيناريو يحتاج للكثير من اللياقة، والكثير من الجرأة، والكثير من الجرى، والكثير من السرعة، والكثير من الحركة.. والكثير من التوفيق، والكثير من كل شىء.
نقلا عن الشروق