توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إعلام العار "3"

  مصر اليوم -

إعلام العار 3

بقلم: د.طارق الأدور

تعلمنا في بلاط صاحبة الجلالة على يد أساتذتنا العظام، منذ ثلاثة عقود مضت، أن كلّ خبر تكتبه لا بد أن يكون له مصدر للتحقق من صحته قبل الكتابة. لم يكن هناك هواتف محمولة أو مواقع الكترونيّة كما هو حادث الآن، وإنما كانت كلّ معلومات الصحافي وقتها مستقاة من وجوده داخل الحدث، وإلا فلن يكتب شيئًا ولن يجد ما يسطّره بقلمه.

ربما لن يدرك أصدقاء المهنة الآن من الشباب الصغير، وبخاصة من هم في أوائل العشرينيات، كيف كانت الحياة الصحافيّة من دون الالكترونيّات التي ولدوا وهي بين أيديهم.

كان الإعلاميّ يحضر التدريبات داخل النادي ثم يطير إلى جريدته "بالمواصلات"، وأركّز هنا على الجريدة، لأنه لم يكن هناك صحافي رياضيّ إلا في الصحف، في وقت لم تكن هناك أي مواقع الكترونيّة أو وسيلة إعلاميّة أخرى أو تليفون محمول، يمكنك أن تتابع فيه مع المصدر، الأخبار والأحداث داخل النادي.

بعد أن يقوم الصحافي بالكتابة كان عليه أن يعود إلى النادي مرة أخرى ليلاً للتعرف على كلّ الكواليس ولقاء الشخصيّات الكبرى من مجلس إدارة وأجهزة فنيّة، وخلافه ليكون لديه النواة الصحافيّة للكتابة في اليوم التالي.

في الماضي كان الصحافيّ يكتب بعيدًا عن انتمائه الشخصيّ وقد يكون أهلاويًا ولكنه ينتقد الأهلي نقدًا لاذعًا ولكن من خلال معلومة صحيحة وخبر سليم ورؤية شخصيّة، وقد يكون زملكاويًا أيضًا، ويوجه نقده للنادي ويتقبل الجميع.

لم يكن هناك ما يجري الآن من شرط أن يكون الصحافي زملكاويًا حتى النخاع ليقوم بتغطية الزمالك، أو أن يكون أهلاويًا متعصبًا حتى يغطي أخبار الأهلي. فقد كنت أعرف عشرات الزملاء ممن لا ينتمون عاطفيًا مع النادي، الذي يقوم بتغطية أخباره لأن الحكم الأول والأخير كان المهنيّة التي يؤدي بها الصحافي عمله وقدرته على إلقاء انتمائه تمامًا خارج الكلمات التي يكتبها.

في المقابل، كان المسؤولون في الأندية وعلى رأسهم رؤساء مجلس الإدارة، يقرأون كلّ خبر يكتب ويتفاعلون معه بإيجابيّة بإصلاح العيوب التي تتناولها الأخبار، أو مجازاة المتسبب في الخطأ، وقد شاهدت بعيني كثيرًا تفاعل رئيس الأهلي التاريخيّ صالح سليم مع مثل هذه الأخبار، من دون أن يقدم مرة واحدة على القيام بأيّ تفاعل مع كاتب الخبر، لأنه كان يدرك تمامًا قيمة الرسالة الإعلاميًة.

تابعت أيضًا كيف كان رؤساء الزمالك المتتابعين مثل محمد حسن حلمي وحسن عامر ونور الدالي وجلال إبرهيم يستقبلون الإعلاميين الذين يكتبون أخبارًا حول سلبيّات النادي أو فريق الكرة للوقوف على الحلول.

يبدو أن هذا المنطق القديم لم يعد ليرضي المسئولين حاليًا في الأندية، فإما أن تكتب الإيجابيات فقط أو ستجد اسمك في اليوم التالي ضمن قائمة الممنوعين من دخول النادي، أما التغطية الإعلاميّة المهنيّة فإلى الجحيم.

وزيادة في السيطرة على الآلة الإعلاميّة، ابتدعت كل الأندية الكبيرة والصغيرة، تكوين لجان إعلاميّة، ربما كان الغرض منها في البداية حميدًا بأن تكون هناك جهة داخل النادي منوطة بالتصريحات الرسميّة أو التعامل مع الإعلام، ولكن في باطنها كانت أكثر خبثًا من السرطان.

هذه اللجان الإعلاميّة أصبحت للأسف وسيلة لجذب الإعلاميين لأنها تمنحهم أجرًا بشكل شهريً، فكيف بالصحافي الذي يعمل في هذه اللجان ويتقاضى أجرًا من النادي أن يكتب أيّ خبر سلبي؟؟؟
الصحافيّ الذي يعمل في اللجان الإعلاميّة للنادي يخضع أيضًا لاختبارات ولاء من نوع خاص، فيجب أن يكون متعصبًا للنادي أكثر من الألتراس، ويجب أن تربطه برئيس النادي ومجلس الإدارة علاقة صداقة وطيدة، وإلا لن يحصل على مليم من النادي، ويجب أيضًا ألا يكتب كلمة ضدّ النادي حتى لو رأى أيّ منكر أمامه وإلا..
أمّا مهنيّة الصحافة وقيمها.. فإلى الجحيم!! ولهذا الموضوع بقيّة.

GMT 04:24 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

"الفار المكار"..

GMT 15:17 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

إختيارات المنتخب بين الواقعية والمجاملة

GMT 00:27 2019 السبت ,11 أيار / مايو

تدخل الاتحاد التونسي في قرارات الكاف

GMT 01:56 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

كأس المدربين وليس كأس الأبطال..

GMT 15:27 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تذاكر كأس الأمم !!

GMT 16:10 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

لماذا يكذب الزيات؟

GMT 16:17 2019 الخميس ,18 إبريل / نيسان

عشق مصر ...في عيون السعدي وأبوظبي الرياضية

GMT 15:12 2019 الأحد ,07 إبريل / نيسان

الوداد والأهلي و"دونور"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعلام العار 3 إعلام العار 3



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon