بقلم حسن المستكاوي
** هل كان فريق صنداونز الجنوب أفريقى قويا أم أن الزمالك كان ضعيفا؟ والسؤال نفسه يسير على الأهلى والوداد المغربى؟!
** الإجابة: كل مباراة لكرة القدم يخوضها فريقان، وكلاهما يلعب كى يهزم الآخر. وكل مباراة تشهد هذا الصراع، طرف يضغط ويملك المبادرة وطرف يرد بضغط مماثل ومحاولة للإمساك بالمبادرة. ويحسم هذا الصراع المهارات والأداء الجماعى، واللياقة البدنية والسرعات، والقوة الجسدية، والتكتيك. وفى هذا السياق تفوق الوداد المغربى على الأهلى تماما، وتفوق صنداونز الجنوب أفريقى على الزمالك.
** هناك هبوط فى مستوى لاعبى الأهلى، ولا أُحمّل المدرب وحده مسئولية هذا الهبوط، خاصة أنه عند تسلم مارتن يول للمهمة تغير الأداء، ولعب الفريق مباريات جيدة، وتحول تحضيره على سبيل المثال من التحضير العرضى السلبى، الذى يشبه العجين، إلى تحضير أمامى سريع، ينقل هجمة الفريق بسرعة إلى مرمى المنافس، وساعد على ذلك تحركات اللاعبين. فبدون الحركة بعد التمريرة، لاحتلال المساحة، لن تكون للتمريرة فائدة. وهذا كلام نردده منذ ظهر تعبير الكرة الحديثة قبل 40 عاما ومازلنا نردده، إلا أن الفرق المصرية تتعامل مع هذا المفهوم الحديث للعبة على فترات،
وفى مناسبات، وفى بعض البطولات والمباريات. وهو فارق جوهرى بين لاعبنا ولاعب العالم الآخر.
** الزمالك بدوره ارتبك بشدة أمام ضغط صنداونز المميز فى المقدمة. وهذا أسلوب مرهق للخصم، ويحرمه من بناء الهجمات كما يريد، وينهكه أيضا إذا كان بالأصل مرهقا. ومع السرعات التى يملكها لاعبو الفريق الجنوب أفريقى تحول أداء الزمالك بمضى الوقت إلى رد فعل يطارد فعل صنداونز. خاصة أن هذا الفريق لعب بتوازن مميز دفاعيا وهجوميا لأنه كان يعرف ماذا يريد وكيف يحققه، بينما الزمالك يعرف ماذا يريد ولا يعرف كيف يحققه. هل لاحظتم الفارق بين هذا وبين ذاك؟
** الزمالك خسر بهدفين وكان يمكن أن يخسر بعدد أكبر. والأهلى بمعايير الأداء والفرص نجا من الهزيمة أمام الوداد. وهم اللاعبون أنفسهم الذين قدموا عروضا مميزة فور تولى مارتن يول المهمة. وهذا التراجع يرتبط بعقلية اللاعب المصرى، فهو لا يستطيع أن يعمل بأقصى جهد وأعلى طاقة كل مباراة وطوال الموسم ومع تعدد المنافسات والبطولات. ولا يمكن أن أصف مارتن يول بأنه مدرب دون المستوى، ولا يمكن أن أنسى ما كتب وما قيل عن محمد حلمى بعد الفوز فى المباراة الأولى وكيف أن الأداء كان قويا ورائعا، ولم أفهم كيف كان كذلك؟
** أذكركم بما قلته هنا نصا: «لا يمكن تحليل اللقاء فنيا، ولا يمكن الحديث عن واجبات اللاعبين ومراكزهم وتماسكهم، وسرعاتهم، وتحركاتهم. وإنما هناك روح قتالية من جانب لاعبى الزمالك. هم ينقضون على الكرة، وينقضون على اللاعب المنافس، لدرجة الارتماء. وعلى الرغم من صعوبة الحركة والجرى فوق سطح الماء تراهم يجرون، ويحاولون ويتحركون. وكان يمكنهم جميعا التقليل من الجهد، فالعذر جاهز. إنها مباراة كرة ماء وليست كرة قدم».
** هذه الروح لم تغب عن الزمالك فى مباراته أمام صنداونز وإنما الذى غاب هو الجماعية والتحركات والتماسك، وكيفية التخلص من ضغط الخصم. وهذا أيضا ما غاب عن الأهلى، فالقصة ليست إيفونا ورمضان صبحى واعتزال أبوتريكة وبركات. إذًا غابت كرة القدم فكيف يفوز فريق فى لعبة لا يلعبها؟!