بقلم - جمال اسطيفي
بالقدر الذي سعدت لفوز الريال باللقب 13 لعصبة الأبطال، بالقدر نفسه آلمتني إصابة الخلوق محمد صلاح وعدم تمكنه من إكمال المباراة، مع إمكانية تأثير الإصابة على مشاركته في المونديال، لكن المؤلم أكثر هو تلك التعاليق العاطفية والانفعالية، المغلفة بالجدية، فهناك من يصف رونالدو بالعاهة، مع أن هذا "العاهة" بحسبهم حطم كل الأرقام، وفاز بكل شيء، إذ لا ينقص سجله إلا لقب كأس العالم، وهناك من اعتبر راموس مجرما، ويستحق السجن، لأن التحامه مع صلاح تسبب في إصابة الأخير، وهكذا وجدنا أن هناك من يحاكم النوايا، علما أن إعادة مشاهدة اللقطة بهدوء ستكشف أشياء أخرى..
لقدتابعنا كيف انتهت معركة كييف بروح رياضية عالية، وشاهدنا جمهور ليفربول وهو يصفق لفريقه ويتفاعل مع دموع حارسه الذي أخطأ مرتين، في وقت ظل فيه أنصار الريال يحتفلون..
هناك يكتبون التاريخ وينتصرون للقيم، وهنا مازال البعض يفتعل معارك ويلعب دور البطولة خلف الحواسيب.
بعض الأحداث الكروية تظل راسخة في الذاكرة، واذا كانت واقعة إصابة محمد صلاح في نهائي عصبة الأبطال أمام الريال طبعت مشهد النهاية، وتركت أثرها السلبي خصوصا على عشاق المنتخب المصري الذي يتأهب للمشاركة في المونديال بعد غياب 28 سنة، فإننا في المغرب عشنا واقعة أشد إيلاما كان ضحيتها الساحر محمد التيمومي في إياب نصف نهائي كأس إفريقيا للأندية البطلة أمام الزمالك، إذ تعرض التيمومي لإصابة مع سبق إصرار وترصد، فقد كانت مهمة لاعب زملكاوي اسمه عبد الله جمال، هي إلحاق الأذى بالتيمومي وحرمانه من إكمال المباراة، وهو ما حصل بالفعل حيث أصيب التيمومي بكسر مزدوج كاد أن يحرمه من المشاركة في مونديال مكسيكو 1986..في الوقت الذي قام فيه مدرب الزمالك بتغيير الجزار عبد الله جمال مباشرة بعد أن أنجز مهمته القذرة.
كان الزمالك قد فاز ذهابا بالقاهرة بهدف لصفر من ضربة جزاء خيالية، لكن الجيش نجح في الفوز إيابا بالنتيجة نفسها، قبل أن يحسم المباراة بالضربات الترجيحية التي برع فيها الحارس صلاح الدين احمييد ويعبر الى النهائي الذي توج به على حساب فريق بيليما.
وإذا كان التيمومي تجاوز الإصابة وتوج بلقب أحسن لاعب إفريقي في السنة نفسها، ويعد أحد أساطير كرة القدم الإفريقية، فإن عبد الله جمال الذي لا يذكره التاريخ إلا بهذه الواقعة المؤلمة، صار أستاذا لكرة القدم في كلية التربية البدنية بالقاهرة..