بقلم : جمال اسطيفي
تابعت الكثير من النقاشات في الإعلام المصري حول مباراة نهائي عصبة الأبطال الأفريقية التي منحت اللقب للوداد على حساب الأهلي المصري.
معظم التدخلات في القنوات التلفزيونية صبت في اتجاه توجيه انتقادات لاذعة لحكم المباراة بكاري غاساما، واعتبار الأهلي الأحق بالبطولة.
لقد كان هناك ردح إعلامي، و شوفينية في التعامل مع فوز الوداد، وعدم تقبل الخسارة، كما يتم تقبل الانتصارات، ووصل الأمر إلى قلة الأدب وعدم احترام الوداد كفريق كبير ينافس على الألقاب.
لقد حمل حسام البدري الحكم مسؤولية الخسارة، مع أن خبراء التحكيم وبينهم السوري جمال الشريف أكدوا أن الحكم كان في المستوى وقاد المباراة بامتياز، وارتكب أخطاء صغيرة لم يكن لها تأثير على نتيجة المباراة.
ذهب الهيجان بحسام البدري إلى حد لم يعد قادرا فيه على ضبط أعصابه وكلماته، خصوصا عندما أصر على استفزاز الصحافيين المغاربة الذين صفقوا له لحظة دخولة قاعة الندوة الصحافية.
لم ينتبه البدري إلى أنه سبب مباشر لخسارة فريقه، لأنه ركز على الحكام وظل يدخل معهم في شنآن، وشتت تركيز لاعبيه الذين شحنهم أكثر من اللازم، بدل أن يركز مع فريقه ومنافسه، فكانت المحصلة النهائية سلوك غير رياضي من طرف عماد متعب ضد الحكام.
ما يجب أن يعلمه هؤلاء هو أن الوداد يشكل عقدة للأهلي في هذه المسابقة القارية، فقد التقيا في سنة 2011 وخرج الأهلي من دور المجموعات بعد تعادل بثلاثة أهداف لمثلها في ملعب الكلية الحربية بالقاهرة، وتعادل بهدف لمثله بالدار البيضاء، كما ضمتهما نفس المجموعة في السنة الماضية وخرج الأهلي مرة أخرى من دور المجموعات، علما أن مباراة الذهاب بالاسكندرية انتهت متعادلة دون اهداف، في وقت فاز الأهلي ايابا بالرباط بهدف لصفر، لكنه فوز لم يحجب الاقصاء عن الأهلي.
والتقيا هذه السنة أيضا، وفاز الأهلي ذهابا بهدفين لصفر، قبل أن يرد الوداد إيابا بالنتيجة نفسها، ثم تواجها في النهائي وعادت الغلبة للوداد بتعادل بهدف لمثله في الاسكندرية وفوز في البيضاء بهدف لصفر.
وبما أن المناسبة شرط، لابد أن نذكر هؤلاء ايضا أن المغرب التطواني في أول مشاركة قارية له أقصى الأهلي ومنعه من التأهل إلى دور المجموعات، وأن الرجاء في دورة 1999 هزم الأهلي بالقاهرة بهدف لصفر، وتعادل معه إيابا في البيضاء، وأقصي الأهلي واكمل الرجاء طريقه نحو اللقب، كما ان الرجاء في دورة 2002 التي لعب نهايتها أمام الزمالك تغلب على الأهلي في البيضاء بهدفين لواحد وتعادل معه إيابا بالقاهرة بثلاثة أهداف لمثلها.