بقلم حسن المستكاوي
** كان ينقص المشهد جمهور غفير، يطلق أناشيده وأهازيجه. وألوان ناصعة. وكاميرات أكثر تصور. وكاميرا عنكبوتية تتابع من أعلى. وكان ينقص المشهد سماعة تزين أذن الحكم. كان ينقص ذلك كى تظن أنها واحدة من مباريات كأس الأمم الأوروبية فى فرنسا.
لكنها خلت من هذا كله، وكانت تلعب فى برج العرب. إنها مباراة الأهلى والمصرى التى شهدت خمسة أهداف. وفرصا ضائعة من الفريقين. ولحظات عصيبة وإثارة عالية فى الدقائق الأخيرة خاصة بعدما أضاف الحكم جهاد جريشة 8 دقائق كوقت محتسب بدل ضائع، فخرجت انفعالات حسام حسن وإبراهيم حسن وهى تشير إلى أن المباراة التى بدأت بعد مدفع الإفطار سوف تنتهى مع مدفع الإمساك!
** تلك واحدة من المباريات التى تستمتع بها لو كنت متفرجا محايدا محبا للكرة، ترى الفريقين جيدا، وليس فريقا واحدا (أقول لو كنت؟).. اختار حسام حسن أسلوبا ذكيا ومتوقعا فى مواجهة الأهلى. واختيار الأسلوب لا يكفى، فلابد من تدريب اللاعبين عليه ولابد من لاعبين يملكون القدرة على تطبيقه.. إنه أسلوب إيطاليا، وهو بالمناسبة الأسلوب الذى لم تلعب به أمام بلجيكا.. الانكماش، والاستدراج، ثم الانقضاض.
** الأهلى يهاجم بشراسة ويمتلك الكرة، ويخطئ حسام غالى، ويسجل موسى داو هدفا مبكرا يفتح ملعب الأهلى على مصراعيه. فالفريق يتعامل مع الفوز على أنه قادم وآت لا محالة، وهو متأخر أصلا بهدف. فزاد من شراسته الهجومية. فأصابه كابوريا بالهدف الثانى. فأصبحت شراسة الأهلى الهجومية هوجاء، مخلوطة بالتهور، وبالتوتر. وخرج مهزوما بهدفين فى الشوط الأول.
** لقد ترتب على اندفاع لاعبى الأهلى بحثا عن التعادل واللحاق بالمباراة وجود مساحات خالية فى الدفاع. وترتب على وجود تلك المساحات هجمات مضادة من جانب المصرى، تنفذ بدقة إيطالية شديدة.
سواء من جهة بدء الهجمة والتمرير واختيار اللاعب المناسب، وسرعة القرار، وبراعة التحرك فى المساحة.. لاسيما محمد مسعد ورءوف. وكان من الطبيعى أن يتعرض دفاع الأهلى للضغط فى الهجمات المضادة للمصرى، إلا أن تحميل خط الظهر وحده المسئولية خطأ كبير ومعتاد، فالشريك الأول فى المسئولية وسط الملعب بواجباته الدفاعية. وبمراجعة أهداف المصرى سترون كيف أن هجمات الفريق لم تقابل بحائط صد أول فيما تعد مسئولية خط الظهر بالدرجة الأولى فى سوء التمركز وسوء الرقابة وسوء التغطية وسوء التصرف!
** الشوط الثانى كان أفضل للأهلى. خاصة بعد هدف المصرى الثالث، ولعب رمضان صبحى دورا كبيرا فى هذا التحسن بمهاراته وقوته وحماسه الذى يصل لدرجة الغضب. وشكل جبهة قوية شمالية وكان مفتاح كل الهجمات والهدفين والفرص الضائعة.. وكم كان الأمر صعبا على الفريق أن يحاول العودة بعد تأخره بثلاثة أهداف.. وقد كاد يعود لولا عارضة رمزى.. ويبقى من المباراة فوز المصرى بجدارة تكتيكية، وبأنه أصبح متميزا بشخصية كروية جماعية غابت عنه سنوات.