توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الرجاء تألق عالميًا قبل مجيء بودريقة

  مصر اليوم -

الرجاء تألق عالميًا قبل مجيء بودريقة

بقلم : مصطفى الفن

نشرنا خبرًا قصيرًا من بضعة أسطر قلنا فيه إن الرئيس السابق لفريق الرجاء البيضاوي السي محمد بودريقة "طبز لها العين" عندما أقحم بندا غريبًا في اتفاقية مع لاعب الفريق عصام الراقي.

وتكمن هذه الغرابة في كون هذا البند نص على أن يتسلم الراقي منحة بـ50 مليون سنتيم إذا ما فاز الرجاء بكأس العرش كما لو أن هذا اللاعب إسمه "ميسي" ، ويا لهذه الحكامة المالية "العشوائية" التي جاء بها بودريقة لإدارة فريق كبير من حجم الرجاء ، فما معنى أن تعطي للاعب واحد 1/5 القيمة المالية "250 مليونًا" التي منحتها جامعة الكرة إلى الرجاء مقابل الفوز بهذه الكأس؟ فهذا تسفيه واستفزاز لباقي اللاعبين الذين سيشعرون أنهم مجرد عجلات احتياطية.

إن هذه الـ50 المليون لم تعطها من مالك الخاص ، بل أعطيتها من مال أنت مستأمن عليه لكي لا يصرف إلا على الوجه السليم والشفاف ، وكم وددت لو اعترف بودريقة بهذه "العشوائية" في التسيير، التي اتت على "الفريق الأخضر" في عهده البائد، لكنه لم يفعل، بل أصر على أن يتصرف عكس ذلك تمامًا ، فماذا فعل بودريقة عندما نشرنا هذا الخبر العادي جدًا؟ لقد أطلق علينا هذا الشاب الصغير الملتحق حديثًا في حزب كبير إسمه "التجمع الوطني للأحرار" ملشياته لتكيل لنا السب والشتم بما لذ وطاب من الكلام الساقط.
ولم يكتف السي بودريقة بهذا، بل تصرف مع ما نشرناه مثل أي مراهق فاقد للأهلية النفسية قبل أن يصفني بـ"البليد" وبأني لا أعرف أي شيء كما لو أن هو سعادته حاصل على شواهد من أرقى المعاهد والمدارس العليا في التسيير الرياضي.

وفعلا، لا يمكن للإنسان إلا يقر ببلادته أمام هذا "الذكاء الخارق" لبودريقة الذي استطاع، بحركة يد غير مرئية، أن يدس منحة "الفيفا" في حساباته البنكية الشخصية دون أن تنتبه إليه أجهزة عبد اللطيف الحموشي ولا عناصر عبد الحق الخيام في مكتب التحقيقات القضائية.

ولأن بودريقة "خارق الذكاء" فقد بذل ما في وسعه لكي يحجز لنفسه مقعدًا وسط مناضلي العدالة والتنمية فقط ليرد الصاع صاعين لقادة الأصالة والمعاصرة الذين رفضوا إلحاقه بالحزب هنا في الدار البيضاء.

وليس هذا فحسب، لقد ذهب بدريقة بعيدًا وكاد أن يهدد "السلم الاجتماعي" بأكبر مدينة مغربية عندما وصف الوداد والوداديين بـ"أرانب السباق" ، بل إن بودريقة وتر الأجواء وزرع الاحتقان عندما أقحم السياسة في الرياضة ودعا، عبر مستشاره، في ظرفية صعبة، جمهور الرجاء إلى التصويت لفائدة العدالة والتنمية فقط ليقطر الشمع على غريمه سعيد الناصري رئيس الوداد الذي كان يستعد وقتها لخوض انتخابات 7 أكتوبر/تشرين الأول باسم إلبام.

وعندما فشل بودريقة في أن يكون عضوًا في الأصالة والمعاصرة ثم فشل بعد ذلك في أن يكون عضوًا بالعدالة والتنمية، فقد قلب الاتجاه نحو "موروكو مول" للارتماء بين يدي رجل الأعمال عزيز أخنوش ليس لأن السيد يؤمن بالبرنامج السياسي للتجمع الوطني للأحرار.

أبدًا وكلنا يعرف أن السي بودريقة رجل بسيط جاء به الفراغ وبعض المسؤولين القضائيين وليس له لا في العير ولا في النفير وكل همه أن يظل تحت الأضواء مهما كانت الكلفة ، وفعلًا ها نحن نرى اليوم كيف يؤدي عزيز أخنوش هذه الكلفة من سمعته ومن سمعة حزبه لأنه رضي أن يجلس جنبًا إلى جنب مع شخص خام بلا هوية وبلا قيمة مضافة وبلا تكوين سياسي وبلا ماض سياسي وبلا تأطير سياسي وبلا أي شيء في المكتب السياسي لحزب كبير كان دائمًا رقمًا صعبًا في معادلة الحياة السياسية في المغرب ، ثم إني لم أفهم كيف أن رجل أعمال محترمًا مثل السي عزيز أخنوش يقبل أن يكون معه في الأجهزة القيادية للحزب كل من هب ودب أو الذي لم يسبق له أن هب أو دب ليتدارس معه الحلول للقضايا والملفات الكبرى الشائكة للوطن.

وشعار "أغراس أغراس" يحتاج إلى الكفاءات والخبراء والأطر من ذوي المعرفة والتكوين العالي، وهم بالتأكيد كثيرون داخل حزب السي عصمان، ولا يحتاج إلى أولئك الذين بهم "طيش" ولا يتحدثون مع غيرهم من الناس إلا بكلام آخر الليل وكلام ما تحت الحزام.

ولست في حاجة أن أذكر هنا بأن اختيار بودريقة للأحرار لم يكن بهدف تعزيز صفوف هذا الحزب والنضال من داخل مؤسساته، بل كان الهدف ربما هو الاختباء وراء عزيز أخنوش للإفلات من "العقاب" ومن الأسئلة المحرجة للفرقة الوطنية للشرطة القضائية في الكثير من الملفات الغامضة.

وليس سرًا أن تاريخ بودريقة مع الرجاء البيضاوي هو تاريخ فضائحي بامتياز لأن الرجل حول ناديًا عريقًا إلى "ورشة بناء" بحساب بنكي واحد يتقاضى منه اللاعبون أجورهم وتعويضاتهم المالية في شكل شقق وهمية لازالت لم تتحقق على الأرض. وهذا التاريخ "الفضائحي" لبودريقة تحدث عنه أهله من الداخل مثل أمين الرباطي الذي كشف جزءً فقط من المستور ، بل تحدث عنه أيضًا حتى الأجانب مثل المدرب فوزي البنزرتي الذي اعترف ذات يوم أنه لم يعرف فريق الرجاء في المباراة ضد أولمبيك آسفي.
وطبعا، نتذكر أن ألسنة السوء تحدثت وقتها عن فرضية صفقة قد يكون بودريقة هندسها مع السي عبد المالك عبرون ليفوز المغرب التطواني في بطولة ذلك الموسم ، صحيح أني لست ذا معرفة وخبرة في الرياضة والرياضيين، لكن يبدو لي والله أعلم أن الرجاء هي أكبر من أمثال بودريقة لأن هذا الفريق الكبير أعطى لهذا المنعش العقاري الجاه والنجومية وشبكة علاقات واسعة وأعطاه أيضًا امتيازات كثيرة لعل أعلاها هو امتياز الاستقبال الملكي.

 لكن ماذا أعطى سعادة بودريقة للفريق الأخضر؟ لا شيء سوى أنه "غرق له الشقف" ب17 مليار سنتيم من الديون ، بل إنه مسؤول عن هذا النفق الذي دخله الرجاء ومسؤول أيضًا عن تشريد عشرات الأسر واللاعبين كما لو أن الرجاء بلا تاريخ عظيم وبلا رجاويين عظماء مستعدين أن يفدوه بأموالهم وحياتهم ليظل الفريق متألقًا كما كان منذ أن رأي النور قبل قرابة 70 عام ، وليس صحيحًا أن فريق الرجاء لم يصل إلى العالمية عام 2013 إلا أن هناك شابًا إسمه بودريقة جاء إلى رئاسته.

تألق الرجاء عالميًا قبل هذا التاريخ وقبل مجيء بودريقة وتحديدًا في عهد رؤساء كبار ولاعبين عظام لازالت أسماؤهم محفورة في الذاكرة الجماعية للمغاربة وللرجاويين ، ولن تنسى الجماهير الرجاوية وغير الرجاوية مسيرين من العيار الثقيل من أمثال المعطي بوعبيد وعبد العزيز المسيوي وعبد الواحد معاش وعبد اللطيف السملالي وأوزال وغلام وحنات وعمور الذين لم يذكر التاريخ أنهم باعوا الوهم للاعبين أو سوقوا الوعود الكاذبة لربح الوقت ولو على حساب مصلحة الرجاء.

وهذا التألق العالمي لهذا الفريق الأخضر ساهم فيه أيضًا جمهور عريض ومعطاء من الرجاويين الأوفياء والغيورين والداعمين لفريقهم في السراء والضراء وما وهنوا وما استكانوا يومًا ما ، بمعنى أن العالمية جاءت مع كل هؤلاء ومع لاعبين نجوم أمثال ظلمي والحداوي وصلاح الدين بصير ومستودع وعبد الرحيم ورضا الرياحي وجريندو والمباركي والشادلي وعزمي وياسين الصالحي وحسن الطير واللائحة طويلة بطول تلك الألقاب الوطنية والقارية المهمة التي سجلها الرجاء البيضاوي في تاريخه الذهبي المشرف للمغرب والمغاربة ديما راجا.

GMT 09:52 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

صدق الحضري

GMT 11:09 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

جيل لن يخذلنا

GMT 11:21 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياضة للمتعة والترويح .. فلا للتعصب

GMT 10:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

هل يعود المعلم ؟ نتمنى أن يكون صالحاً وصادقاً

GMT 11:20 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

صور روسيا 2018

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرجاء تألق عالميًا قبل مجيء بودريقة الرجاء تألق عالميًا قبل مجيء بودريقة



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon