توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من شيوخنا تعلمنا الأدب

  مصر اليوم -

من شيوخنا تعلمنا الأدب

بقلم - خالد الإتربي

لاحظ طفل صغير أداء والده الصلاة بسرعة فائقة، لاتتعدى ثلاث دقائق، ففكر مليًا كيف يلفت انتباهه، خوفًا عليه، فلم يجد مفر إلا اختلاق قصة أفضل كثيرًا من الحديث المباشر معه، حتى لا يشعر أي من الطرفين بحرج موقفه.
وبعد أدائه صلاة العشاء بوقت طويل، حانت الفرصة للطفل لسرد قصته المنسوجة في خياله، وسط مشاعر قلق من إحساس والده بأنه بطل قصة طفله الوهمية.

بدأ الطفل حديثه قائلاً "أخبرنا خطيب الجمعة بنهي ديننا عن الهرولة في الصلاة، فهي غير مقبولة، وأفعل ذلك احيانًا، حينما اسمع الأولاد يلعبون في الشارع، فأسرع في أدائها، حتى لايفوتني جانب من اللعب"، فارتسمت على وجه الأب ملامح الاندهاش، ممزوجة بالتعجب، وعينه ترقص من الفرحة بالطفل الذي لم يعد طفلاً، ويبحث عن مخرج مهذب في تنبيه والده، فقال: "الله وحده، صاحب الحق في تحديد قبول العبادة من عبده أو عدم قبولها، فهو سبحانه أعلم بالنوايا، لكن في النهاية لابد فعلاً من التأني في الصلاة، وبالمناسبة أشكرك على النصيحة".

لم يكن في مخيلة الطفل أن تؤت قصته المختلقة ثمارها بهذه الطريقة، فصار الأب يتأنى في صلاته حتى لقي ربه، ليشعر صغيره أنه أدى رسالته، التي لم يسع لها، وسيق إليها قدرًا على الرغم من حداثة سنه، وتشكل قصته طريق حياته إلى الآن، في طريقة توجيه النصحية إلى من يكبره، لإيمانه الفطري بأن للكبير احترام، وللأكبر وقار، وللشيخ هيبة وإجلال.

اخترت القصة كعامل مساعد في توجيه رسالة إلى من علمونا الادب بمفهوميه الأخلاقي والنقدي، لأنني أشعر بالضيق والألم حينما يكتبون في مقالاتهم عن مقارنة بين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، أو كيف تغلب جوزيه مورينيو على بيب غوارديولا، والعكس، والحديث عن كل ماهو أوروبي، ونسيان قضايانا الشائكة، المتكررة ، التي لا تأخد منهم إلا فتات كلامهم.
أستاتذتي الكرام، انصرافكم عن الحديث في أصل الرسالة تأثرت به كل عناصر الرياضة، فالنقاد تحزبوا، منهم من يدافع عن فريق بعينه، ويعلن عن انتمائه علانية، ومنهم من يدافع عن لاعب، وقد يهاجم الجهاز الفني للمنتخب، في حالة استبعاد لاعبه المفضل، ومنهم من يهاجم زملائه بسبب علاقته بمسؤول في نادٍ أو اتحاد.

الجماهير تحزبت، فتهاجم النادي من أجل لاعب، أو الادارة لحساب إدارة سابقة أو لاحقة، والأخطر من ذلك الإعلان وبفخر عن الانتماء للنادي أكثر من المنتخب، وتجد منهم من يتمنى خسارة المنتخب لوجود مسؤول من نادٍ منافس ضمن الجهاز الفني للمنتخب، أو عدم وجود عدد كاف من لاعبي فريقه.

أما المسؤول فالمصيبة كبيرة، فاتحاد الكرة مثلاً بات بعيدًا عن النقد الحقيقي، لامتلاكه أكبر المنصات الإعلامية، والأهلي اتخذ طريقَا معروفا في السيطرة الإعلامية، سيشعره الجميع في الأيام القليلة المقبلة، بنظام "الترضية"، أما الزمالك فدرعه وسيفه هو لسان رئيسه، الذي يخشاه الغالبية العظمى، وليس الجميع.

ولا ننسى الجمعيات العمومية للأندية، وباقي اتحادات كل اللعبات، فطريقهم سهل ومعروف، ناهيكم عن الأمن واستسهاله في التعامل مع الجماهير بالمنع حينما يريد، والسماح حينما يرغب.

لا أعتقد أن "ميسي" و"رونالدو"  أو "غوارديولا" و"مورينيو" ينتظرون ماتكتبونه عنهم، مهما كانت قيمته، فلن يذهبوا للترجمة من "غوغل"، ويترجموه من العربية إلى اللغة التي يفهمونها.
نحن من ننتظر مقالاتكم، نحن من نعرف تأثيركم على المخطئين والغافلين و"الفاسدين" حينما تنتقدوهم، نحن من نعرف مهاتفتهم لكم لمحاولة تحييدكم، نحن من نؤمن بكم، نحن من نحزن لاستجابتكم لهم، نحن من ننتظركم، فهل تجيبونا؟

GMT 21:22 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

الكعبي على خطى عويطة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من شيوخنا تعلمنا الأدب من شيوخنا تعلمنا الأدب



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon