بقلم - محمد الراعي
لم يقدم لاعبو الأهلي والزمالك أي فنون في كرة القدم خلال المباراة رقم 116 بينهما بالدوري، ولم يقدموا أى شيئ يستحق أن نطلق عليه قمة، باستثناء بعض اللكمات، والعنف المتعمد، والتجاوزات الأخلاقية التي تستحق أن نطلق عليها "قمة العصبية وقلة الأدب"، وفشل التحكيم المصري فى أن يقدم نفسه أمام الجماهير العربية، ولايستحق أن يدير أي مباراة بين الأهلي والزمالك، ولا بديل عن الحكم الأجنبي لإدارة القمة، ولا أتهم الحكم محمد الحنفي بالفشل، أو تعمد ظلم أي من الفريقين ولكنه كان يريد عمل توازن لإرضاء اللاعبين وكاد يُفسد المباراة ويتسبب في كارثة بعدما تحولت المباراة إلى حالة من الفوضى بسبب الاشباكات والخناقات المتكررة من لاعبي الفريقين.
أيا كانت نتيجة المباراة فهي غير مؤثرة ولن تقدم ولن تؤخر في ترتيب الفريقين بجدول الدوري، ولكن فوجئنا بحالة تشنج وعصبية وتجاوزات أخلاقية غير عادية من بداية المباراة سواء من اللاعبين أو الجماهير القليلة في المدرجات بطريقة أساءت للقطبين، والنتيجة جاءت خسارة الفريقين.
وشهدت القمة 116 أحداثا لا يمكن تجاهلها: محمد الحنفي من الحكام المميزين ولكنه تأثر بالحملة الإعلامية ضده في مجلة الأهلي واتهامه بالحكم الملاكي، وتغاضي عن احتكاكات وعنف وتجاوزات، وجاءت بعض قراراته عكسة لعمل توازنات لإرضاء اللاعبين بطريقة كادت تفسد المباراة، وبعد هذا المشهد المؤسف أصبح لا بديل عن الحكم الأجنبي لإدارة مباريات القمة حتى لا يحدث هذا الهرج.
حسام البدري أخطأ في التشكيل خاصة في مشاركة كريم نيدفيد من البداية ولم يقدم صانع لعب مميزا يملك مهارات خاصة أو حلولا فردية للربط بين الوسط والهجوم، وافتقد الأهلي الكرة الجماعية وكان الأداء فرديا عشوائيا، ولم يستطع البدري أن يحافظ على طريقة الأهلي بسبب تغييراته في التشكيل خلال المباريات الأخيرة والدفع بالبدلاء، ولم يقدم المفاجأة في التشكيل التي تستطيع أن تربك حسابات مدرب الزمالك.
خالد خلال نجح في إعداد لاعبيه نفسيا فاستخرج أفضل ما لديهم، ولعب بتشكيل متوازن لتأمين نص الملعب وعدم المغامرة الهجومية، وركز على إغلاق مفاتيح لعب الأهلي، واعتمد على سرعة كاسنجو وقوة أوباما ومهارة حفني لإرهاق دفاعات الأهلي ونجح في مهمته بجدارة، ولعبت الأهداف المبكرة دورا في حسم المباراة وإعطاء ثقة للاعبي الأبيض وتوتر لاعبي الأحمر دون داع.
عبدالله السعيد "الغائب الحاضر في القمة" ولا يوجد له بديل في الأهلي ولا بد أن يبحث البدري عن بديل بنفس الكفاءة والخبرة، وانكشف الفريق في اول احتكاك قوي أمام فريق له خبرات جيدة مثل الزمالك، وظهر الأهلي فاقد توازنه ولا يوجد العقل المفكر ولا يوجد صانع الألعاب الذي يستطيع أن يصنع الفارق ويعطي الثقة للفريق، وسيظهر غياب السعيد جيدا في مباراة الأهلي القادمة أمام الترجي بالبطولة الإفريقية.
لاعبو الزمالك كان لديهم الإصرار والعزيمة للفوز بـ"البطولة الخاصة" ولعبوا بعزيمة ورجولة وكانوا في حالة تركيز شديدة لتعويض "موسم الفشل" وخروجهم من كل البطولات، عكس لاعبى الأهلي الذين كانوا في غير حالتهم وظهروا بشكل متفكك وفي حالة عدم تركيز، ووضح عليهم العصبية والتوتر، وتفرغوا للاعتراض على الحكم والاحتكاك العنيف بشكل جعل الفريق يخسر جهود "آجاي" في مباراة الأسيوطي القادمة بكأس مصر بحصوله على الإنذار الثالث.
باختصار مباراة الأهلي والزمالك 116 بالدوري جاءت قمة في العصبية والتجاوزات الأخلاقية، وأثبتت الحاجة للتحكيم الأجنبي الذي يتقبل الجميع قراراته. القمة تحتاج إلى حكم أجنبي حتي لا نظلم التحكيم المصري، وحتى يتفرغ اللاعبون للكرة وليس للعنف والتجاوزات.