أحمد محمدي
على مدى أسبوع كامل شاركت بالتغطية الإعلامية لمؤتمر الشباب الدولي للسلام الذي استضافته لبنان مؤخرًا، بمشاركة 300 شاب وفتاة من 30 دولة عربية وأوروبية وجدت خلاله مدي التقصير الذي تعانيه مصر وبالأخص وزارة السياحة في إدارة ملف أزمة الركود السياحي والتعامل معها في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد وكون السياحة مصدرًا مهمًا من مصادر توفير العملة الأجنبية.
ما لفت انتباهي بالمقارنة على ما فعلته لبنان من استضافة هذا المؤتمر أن وزارة السياحة في مصر تتعامل مع الأمر على طريقة تعالوا زرونا دون وضع خطة أو استراتيجية للتعامل مع دول العالم لجذبهم مجددًا إلى العودة لزيارة مصر، وكل المجهودات التي تتم في هذا الشأن فردية تخاطب من في الداخل فقط بعيدًا عن مخاطبة العالم.
لبنان التي تعاني من خلافات طائفية استطاعت جذب أنظار العالم إليها، لأن الجميع نحى خلافاته جانبًا من أجل المصلحة العليا، ونجح مؤتمر الشباب الدولي للسلام الذي نظمه نادي الشرق لحوار الحضارات بالتعاون مع الجامعة اللبنانية في وضع لبنان مجددًا على الخريطة السياحية العالمية واستغلت المؤتمر على أكمل وجه، فلم يكتف المنظمون بالتطبيق النظري فقط من خلال الندوات وورش العمل ومحاضرات الضيوف بل كان الجزء الأكبر من المؤتمر يعتمد على الجولات السياحية للشباب المشارك إلى كل أرجاء لبنان شمالاً وجنوبًا لزيارة جميع المعالم السياحية وهو الأمر الذي نال استحسان الوفود لما حبى به الله لبنان من جمال الطبيعة.
واستطاعت وزارة الشباب والرياضة برئاسة المهندس خالد عبد العزيز في تشكيل وفد من شباب مصر المؤهل علميًا وثقافيًا ويضم 10 أفراد، نهال علي، ياسمين الباز، شاهندة محمد، ياسمين شعير، مصطفى محمد، إبراهيم أحمد، أيمن عبد الغفار، أحمد طارق، أحمد تاج، عمرو عبد البديع للمشاركة في المؤتمر ولكن دون وضع رؤية أو استرتيجية واضحة لهولاء الشباب للعمل كفريق واحد، ولكنهم نجحوا على المستوي الفردي فمنهم بقدراته الخاصة وإن كانت هناك بعض السلبيات ليس هذا هو المجال للحديث عنها.
نجح شبابنا في مخاطبة نظائرهم من بلدان العالم لزيارة مصر ومعالمها السياحية وأتى الحوار ثماره خصوصًا مع الوفود الروسية والبلجيكية والكرواتية رغم صعوبة ذلك لما وصل لهولاء الشباب عن مصر من صورة سلبية ولكن لغة الحوار على أرض الواقع نجحت حيث لم يقتصر الأمر على الوفود الأوربية فقط بل شمل الوفود العربية أيضًا اليمنية والبنانية والعراقية.
علينا استغلال قدرات الشباب المصري الواعي المثقف مع توجيهم من الهيئات والوزرات المعنية كي تعود السياحة المصرية إلى سابق عهدها، فنجاح وزارة الشباب والرياضة في المشاركة في هذا المؤتمر بوفد شبابي كان له مردود إيجابي عن مصر ونقل صورة مغايرة لما يصل ويسمعه شباب العالم عن مصر.
أطالب وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة بالدعوة لتجمع شبابي عالمي على أرض مصر حتى تصل الرسالة إلى الخارج دون أن نجلس نتحدث مع بعضنا البعض في الغرف المغلقة .
وفي الختام، تجاهل السفير المصري لدى لبنان الدكتور محمد بدرالدين زايد للوفد المصري المشارك في مؤتمر الشباب الدولي للسلام ورفضه للجلوس معهم أمر يستحق المحاسبة من قبل وزارة الخارجية .