محمد عادل فتحي
نقاش طويل دار بيني وبين عدد من الأصدقاء ونحن نتابع إحدى المباريات على "كافيه" يغلب عليه الطابع الرياضي، بمتابعة كل الأحداث الرياضية. وأسعدني أن يكون محور الحديث من جانب الأصدقاء موضوع المقال السابق، والذي تحدث عن الاستثمار الرياضي و"البيزنس" في كرة القدم، حيث بادرني أحد الأصدقاء بسؤال عن مدى إمكانية تطبيق الأفكار الاستثمارية التي أتحدث عنها دائمًا في مقالاتي، وكيف يمكن أن فريق بحجم الأهلي لا يستطيع حتى الآن حماية قميصه، وسألني عن المانع في ذلك، وكانت اجابتي صادمة بالنسبة له، وقلت إن الشكل الذي يدار به كرة القدم والأندية لا ينبئ بتطبيق أي فكرة، للأسف، وأن الفكرة البسيطة بحماية القميص وتسويقه بالصورة المناسبة لا تحتاج إلى قوانين بقدر ما تحتاج لاحتراف وإدارة واعية.
واستشهدت بقناة "بي إن سبورت" التي تحافظ على حقوقها في مصر، مستغلة القوانين الموجودة بالفعل، وبالمثل توجد قوانين لحماية العلامة التجارية، سواء للنادي أو غيره، وهنا تطرقنا لحديث آخر حول تشكيل شركات تجارية للأندية، وبإدارات محترفة، تسعى خلف هذه الحقوق، وتُعظم الموارد، ولابد من الاستماع لما ذكرته أكثر من مرة بأن تكون مجالس الإدارات محترفة، وتحصل على مقابل مادي، فلن يجد التطوع نفعًا مستقبلاً، ولن يفيد الرياضة المصرية في كل المجالات، وعلينا إدارك ذلك سريعًا، حتى نصل إلى الدرجة الأدنى من الفكر الاستثماري. ولا يوجد ما يعيب الأندية والاتحادات إذا استعانت بخبرات أجنبية في مجال التسويق والاستثمار.
ملاحظات على القمة
أقدم خالص التهنئة لفريق الزمالك، الذي حقق لقب كاس مصر، وأثبت أن صاحب الإرادة والقتال في الملعب هو من يفوز في النهاية، وعلى عكس ما يؤكد البعض أن هذه البطولة أقل بكثير من بطولة الدوري، أؤكد أنها ربما تفوق فرحتها فرحة الدوري، فالفريق يواجه محطات صعبة حتى وصوله لمنصة التتويج، كما أن فكرة الفوز والتتويج في نفس المباراة تعطي الجماهير فرحة أكبر من أي مسابقة أخرى.
مدرب الاهلي الهولندي مارتن يول لم أرَ له أي بصمة فنية منذ قدومه إلى القاهرة، بل على العكس، في المباريات المهمة التي تحتاج تدخل وعمل فني من المدرب، نجده بعيدًا عن مستوى الحدث، وتكون تدخلاته سلبية على فريقه، وهو ما شاهدناه في أكثر من مباراة، واعتقد أنه لن يتطور.
ما حدث بعد المباراة سقطة لبعض اللاعبين، الذين تسببوا في إفساد الشكل العام في نهاية المباراة، فمتى نتعلم تقبل الهزيمة، مثلما شاهدنا مباراة السوبر الأوروبي بين ريال مدريد وإشبيلية، وكيف قلب ريال مدريد النتيجة في الثواني الأخيرة، وحقق الفوز في الوقت الإضافي، ومع ذلك لم نجد أي مشاحنات أو اعتراضات.
حراسة المرمى في الأهلي أزمة بالفعل، وهنا لابد أن ألوم المدير الفني على ذبحه لشريف إكرامي، الذي أجده أفضل حارس في الأهلي، رغم اخطائه، وما فعله معه المدير الفني عملية ذبح، لابد من الوقوف عندها، وبذكر الحراس لا ينبغي أن يتحمل نجل أحمد شوبير وزر الهزيمة الثقيلة لمنتخب مصر، فالمنتخب بالكامل دون المستوى، ولكنهم في سن يحتاجون فيه للمؤازرة وليس الذبح.