توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السوبر الإسباني وسيلة لا غاية

  مصر اليوم -

السوبر الإسباني وسيلة لا غاية

بقلم - بدر الدين الادريسي

ليس ترفًا رياضيًا، ولا تلميعًا للصورة، رغبة في الإستئثار بأضواء الإعلام، أن تطلب الجامعة الملكية المغربية القدم من نظيرتها الإسبانية نقل السوبر الإسباني لأول مرة في تاريخه خارج إسبانيا، لإقامته بمدينة طنجة التي يشهد تاريخها، على أنها كانت مهدا لكثير من التحالفات السياسية والثقافية وحتى الإقتصادية بين المغرب والجارة إسبانيا.


وليس تحت وطأة الإغراءات المالية ستقبل الجامعة الإسبانية لكرة القدم وعصبتها الإحترافية وكل مكونات عائلة كرة القدم الإيبيرية، بأن يرحل السوبر الإسباني بين الكبير والعملاق برشلونة وبين فارس الكرة الأندلسية اشبيلية، صوب المغرب. هي صفقة مبرمة باحترام كامل لخصوصيات كرة القدم الحديثة، يحضر فيها الجانب التجاري بالطبع، ولكن هذا الجانب التجاري القائم على سياسة رابح رابح، لا يمكن أن يلغي جوانب أخرى ذات الأهمية الإستراتيجية، منها ما هو قائم على المنفعة الرياضية ومنها ما هو محرك للمياه الراكدة ومنها ما هو بناء لمنظومة علاقات جديدة ومحينة بين الكرتين المغربية والإسبانية، فكما قال السيد لويس روبياليس رئيس الجامعة الإسبانية لكرة القدم في كلمة رد بها على زميله فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، من غير المعقول أن تظل كرة القدم والرياضة على الوجه القبلي بمنأى عن التربيطات والتحالفات التاريخية بين المغرب وإسبانيا في المجالات السياسية والإقتصادية والثقافية.


لذلك فإن موافقة الجامعة الإسبانية لكرة القدم على ترحيل السوبر الإسباني لأول مرة خارج إسبانيا، هو تجاوب فعلي مع عولمة كرة القدم ومع كسر الحدود الجغرافية، كلما تعلق الأمر بالمتعة التي تصدرها المباريات وأيضا بقدرة كرة القدم على توحيد الشعوب وفتح الأسواق، وهو نسج على منوال فرنسا وإيطاليا اللتين كانتا سباقتين لنقل مباراة السوبر خارج حدودهما، ولكن الرمزية في أن يكون المغرب هو أول بلد يستضيف السوبر الإسباني، تكمن في أن رئيسي الجامعتين المغربية والإسبانية لكرة القدم أدركا فعلا أن ما يفصل المغرب وإسبانيا رياضيا وكرويا على وجه التحديد، أكبر عشرات المرات من المسافة العينية والكيلوميترية التي تفصل البلدين، لذلك هناك حاجة لاختصار المسافات ولعقد أول ميثاق من نوعه، لربط كرة القدم المغربية ونظيرتها الإسبانية بشراكة تلامس كل الجوانب المتصلة بالتدبير الإداري والتقني والتسويقي.


وقد كانت مباراة المغرب وإسبانيا يوم 25 يونيو الأخير بمدينة كالينينغراد الروسية، في إطار ثالث جولات الدور الأول لكأس العالم 2018، مناسبة لنقف مغاربة وإسبانا، على ضحالة التعاون المغربي والإسباني في كرة القدم تحديدا، والذي تفضحه عدد المباريات التي إلتقى من خلالها أسود الأطلس بلاروخا الإسبانية، والتي لا تزيد عن ثلاثة. لقد كان ضروريا أن ننتظر مرور 57 سنة كاملة لنشهد مواجهة بين المنتخبين المغربي والإسباني، فبعد أن حكمت لوائح الفيفا بأن يواجه الفريق الوطني نظيره الإسباني سنة 1961 في لقاء سد عن تصفيات كاس العالم (شيلي 1962)، ستمضي قرابة ستة عقود ليعاود الفريق الوطني مواجهة نظيره الإسباني، والمحير في الأمر أن هذه المباريات الثلاث لها طابع رسمي، بمعنى أن ما أملاها قرعة جرت من قبل الفيفا، أي لا يوجد في تاريخ المنتخبين أي مباريات ودية خضعت لفعل إرادي أو حتى لتخطيط مسبق.


لا نريد أن نخوض في مسببات هذه القطيعة الكروية التي ليس لها ما يبررها على الإطلاق، إلا أننا في المقابل نتشبث باستضافة بلادنا للسوبر الإسباني، لنؤسس لصرح تعاون كروي جديد بيننا وبين دولة تقف على خط حدودنا الشمالية، بيننا وبين دولة يتنفس كل المغاربة أوكسجينها الكروي، بيننا وبين دولة ينشطر المغاربة شطرين في حب نادييها الأسطوريين ريال مدريد وبرشلونة.


إن إسبانيا التي تعتبر اليوم من المدارس الرائدة في مجال كرة القدم، تستطيع بما تملك من خبرات في مجالات شتى وبخاصة في مجالات التكوين والتأطير، أن تقدم لنا الخصوبة التي نحتاجها في طريق بناء هوية مغربية في مجالات التأهيل لتكون منهلا للقارة الإفريقية ولكل الأشقاء العرب.


ولعلمي المسبق ببراغماتية السيد فوزي لقجع، فإنني أعي جيدا البعد الإستراتيجي لإقامة مباراة السوبر الإسباني بمدينة طنجة، فهناك بلا أدنى شك خطوات ستأتي في ما بعد، غايتها إدخال كرة القدم المغربية في البيئة الإحترافية العالية للكرة الإسبانية لتحقيق أكبر قدر من الإستفادة ومن المنفعة أيضا.

 

نقلا عن جريدة المنتخب

 

 

GMT 09:52 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

صدق الحضري

GMT 11:09 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

جيل لن يخذلنا

GMT 11:21 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياضة للمتعة والترويح .. فلا للتعصب

GMT 10:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

هل يعود المعلم ؟ نتمنى أن يكون صالحاً وصادقاً

GMT 11:20 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

صور روسيا 2018

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السوبر الإسباني وسيلة لا غاية السوبر الإسباني وسيلة لا غاية



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon