خالد الإتربي
إلى متى ستسند المسؤوليات لمعدوميها ، والإدارة لمهمليها ، والأموال للسفهاء والقرارات المهمة للجهلاء ، ويتصدر المشهد أصحاب الوجوه العابثة البليدة والمتبلدة ، حتى وصل منحنى انحدارنا إلى أوج ازدهاره ، ومن المنتظر انحداره إلى أسوء المناطق التي لم يسبقنا اليها احد ، إذا استمررنا بهذه العقول الخربة التي عفى عليها الزمن و لايحكمها الا العنجهية والعنترية واللامبالاة .
مايحدث من تهديد دوري بالإنسحاب من الدوري ، مثلما يحدث من رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور ، ومن قبله رئيس الاهلي محمود طاهر قبل بداية الموسم ، وما يحدث من مهاترات مسؤولي الاسماعيلي المتكررة بالتهديد بعدم لعب مباراتهم امام الاهلي على ملعب برج العرب ايا كانت العواقب ، يؤكد وجود خطايا في تفكير إدارات اكبر 3 أندية مصرية .
ومع علمي أنكم لاتفهمون الواقع ولا تقبلون المنطق ، وأن اقناعكم بتخيل امر وارد الحدوث هي مسألة صعبة في حد ذاتها ، لكن الواجب يقتضي توضيح الأمور أمامكم لعلكم تقدرون مسؤولياتكم اذا كنتم تستحقونها من الأساس .
تخيلوا معي " السيناريو الأسود" بالاستجابة لجميع المطالب التافهة وغير المنطقية ، مثلا تأجيل مباراة ونقلها من ملعب إلى ملعب ، او تاجيل مباراة القمة بسبب رغبة الأهلي في لعب رمضان صبحي امام الزمالك، او إقالة رئيس لجنة الحكام ، حتى يستمر نادي الزمالك في الدوري ، والعديد من المطالب الخفية والظاهرة ، بالطبع سيكون الأسهل هو الغاء هذه المسابقة ، فماذا لو حدث ، ماذا لو انسحب الزمالك او الأهلي او الاسماعيلي على وجه التحديد من الدوري .
الجميع يستطيع تخيل ذلك ، لكننا الأكثر دراية بما سيحدث ،لاننا الذين لم تكف هواتفهم عن مطالبة مسؤولين الأندية بمساعدتهم في عودة الدوري في أعقاب إلغائه بعد مجزرة بورسعيد ، نحن من خصصنا صفحات وآلاف الكلمات لشرح خسائر الأندية من إلغاء الدوري ، نحن من فتحنا لهم المجال في الفضائيات ، وفي الاذاعات المختلفة لصراخهم وعويلهم للمطالبة بعودة الدوري ، وبأي شكل مجموعتين او مجموعة واحدة ، بجماهير او بدونها ، الأهم هو العودة ، ثم تجد الآن من يلوح بالإنسحاب ، او يطالب بإلغاء المسابقة.
نحن من كتبنا أن خسائر الاهلي في موسم واحد تخطت الـ90 مليون جنيه والزمالك ما يقرب من 60 مليون ، والاسماعيلي كان على وشك الإفلاس ، وكان كل لاعب في مصر يفكر في الهروب منها ، حتى صار الدوري الليبي ملجأ وملاذًا للعديد منهم .
حقيقة قد تكون خافية على الكثيرين ، أن من ينسحب من البطولة المحلية ، ينسحب بدوره من البطولة الأفريقية ، فهل يقدر الأهلي والزمالك على ذلك ، فمن يهدد بالإنسحاب من الدوري دون علم أنه سينسحب من البطولة الأفريقية فهي مصيبة ، ومن لا يعلم ان هذا مصيره فهو كارثة .
حقيقة لا اريد ان تخصص البرامج الرياضية من جديد لرؤساء الاندية لاستجداء الدولة باعادة الحياة للدوري في حالة إلغائه ، لا اريد أن نعود للمربع صفر من جديد ، أريد أن نكرس اسلحتنا جميعا لعودة الجماهير إلى المدرجات ، اريد من المدعين من ادارات الاندية بأنهم من رجال الدولة العالمين ببواطن الامور التكاتف لإنجاح الدوري ورفع قيمته التسويقية.