بقلم : محمد الروحلي
اكتشف الجمهور الرياضي الجزائري ومعه مختلف الأوساط الكروية بالشقيقة الجزائر، فريقا مغربيا جديدا ينافس على الساحة الإفريقية.
فبعدما تعود لسنوات على متابعة فريقي الرجاء والوداد البيضاويين، وأيضا فريق الجيش الملكي سنوات التألق، لم يكن يعتقد أن يشاهد فريقا مغربيا آخر يحمل كل مواصفات البطولة، قويا مشاكسا منظما منضبطا إلى أبعد الحدود، عاد بتعادل مستحقا، وكان بإمكانه تحقيق الفوز من قلب العاصمة الجزائرية.
فمنذ حلوله بالجزائر، إلى أن عاد إلى أرض الوطن، والفريق الجديدي ينال كل عبارات الإعجاب انطلاقا من زيه الموحد والرسمي الجميل والأنيق، وبدلاته الرياضية المتناسقة، وألوان أقمصته التي تضاهي أقمصة الأندية الأوروبية الكبيرة.
رحل الدفاع الجديدي بكل أطقمه التقنية والإدارية والطبية واللوجستيكية، وحتى تلك الخاصة بالتغذية الخاصة، كان مختصا يسهر على كل صغيرة وكبيرة، وغيرها من الواجبات تفاديا لحدوث مفاجآت أو حالات طارئة، فكل شيء كان متوفرا وبزيادة.
هذه الصورة الحضارية، تعززت بانضباط كل أفراد البعثة، ولم يسجل أي سلوك أو حادث عرضي، أو حالة طائشة أو تأخير خدش هذه الصورة الجميلة التي قدمها فريق الدفاع الحسني الجديدي طيلة مقامه بالجزائر، حيث أثنى الجميع على هذه القيمة العالية والسلوك الحضاري.
تكونت البعثة من 50 فردا، بالإضافة إلى اللاعبين وأفراد الطاقم التقني والإداري والطبي، كما حضر لاعبون سابقون كبابا والدزاز وعصمان، ورئيسان سابقان هما نور الدين قيصوب وسعيد قابيل، وأربعة صحفيين، وغيرهم من المحبين والداعمين لفريق دكالي تحول في السنوات الأخيرة إلى قيمة كبيرة بخريطة كرة القدم الوطنية.
خلال المقابلة ضد مولودية الجزائر التي جرت مساء الجمعة أمام جمهور كبير قارب الأربعين ألف متفرج، قدمت عناصر المغربية عرضا قويا نال كل عبارات التقدير والإعجاب، إلى درجة تحول معها لاعبوه بسرعة إلى نجوم تطاردهم كل العيون، ورغم الضغط الذي مورس منذ البداية، استطاع الفريق الوقوف الند للند، ليزكى بذلك الحضور اللافت لكرة القدم الوطنية على الصعيد الإفريقي خلال السنوات الأخيرة.
فالكل كان يسأل عن أحداد ومسوفا ونناح وأكردوم وهدهودي بصفتهم لاعبين مميزين، يقودهم مدرب محنك اسمه عبد الرحيم طاليب، وهذه مسألة طبيعية نظرا للعروض القوية التي قدمها الفريق هذا الموسم سواء خلال الدور التمهيدي بعصبة الأبطال، إذ سجل أربعة عشرة هدفا في مقابلتين، أما بالبطولة الوطنية الاحترافية فوقع 47 إصابة كأقوى خط هجوم إلى حدود السابعة والعشرين.
تعادل إيجابي في أول مباراة بدور المجموعات بعصبة الأبطال الإفريقية، يمنح "فرسان دكالة" بداية موفقة في إطار مسار طويل يمتد طيلة فصل الصيف وقد يصل إلى نهاية السنة، في حالة ما إذا تمكن الفريق الجديدي من الوصول إلى المباراة النهائية، وهو قادر على تحقيق ذلك شريطة التفكير في معالجة بعض الثغرات داخل التشكيلة الأساسية وتعزيز دكة الاحتياط بلاعبين قادرين على التحول إلى قطع غيار صالحة كلما دعت الضرورة إلى ذلك.
برافو دكالة .. ديما رجالة …
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع