بقلم - محمد الدوي
ينتظر عشاق الدائرة المستديرة "كرة القدم" مباراة مهمة بين فريقي الأهلى والترجى التونسي في إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا، وخلال الأيام القليلة الماضية كانت مباراة الذهاب التى انتهت بفوز النادي الأهلى بـ3 أهداف مقابل هدف للترجي، وما حدث خلال المباراة وبعدها من مناوشات على طريقة التحكيم وسلوك بعض اللاعبين جعل هناك مشاحنات في نفوس المحبين لكلا الفريقين، مما أدى إلى التربص والتوعد خلال مباراة الجمعة 9 نوفمبر الجاري التى ستقام في ملعب "رادس" بدولة تونس الشقيقة.
كما أعلن الدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، عن وجود اتصالات على أعلى مستوى بين مصر وتونس، لخروج المباراة بما يليق بتاريخ الدولتين والعلاقات السياسية، وهذا يؤكد وجود توتر من الجماهير في الجانبين.
ودعا أمين عام الفتوى في دار الإفتاء الدكتور خالد عمران، محبي الرياضة، وخاصة كرة القدم إلى أن يكون سلوكهم محكوما بالأخلاق الرياضية ومقاصدها، وأن يتمسكوا جميعا بحفظ ما أمرتنا الشرائع والأديان جميعها من النفوس والأموال والأخلاق، فنحن نسعى للبناء لا الهدم، وأن يرتقوا بالقيم والأخلاق للاستفادة من الرياضة.
ولكن أحب أن ألفت نظر الجميع من اللاعبين والجماهير في كل أنحاء العالم أن لعبة كرة القدم للاستمتاع والخروج من الروتين للمشاهد، كما أن التعصب يؤدى إلى كوارث الجميع فى غنى عنها لابد أن نعلم جميعًا، أنها لعبة أولاً وأخيرًا، الأخلاق فيها قبل كل شيء، قبل المتعة الكروية، فهي منارة كل لاعب نحو الصواب، من دونها تكون اللعبة والإنسان ناقصين.
كما أن الرياضة سلوك إنساني يسهم في سعادة وتنمية المهارات الإنسانية، وليس هدم القيم، وهو أمر مهم في الأديان السماوية.
فهناك واجبات لابد أن يراعيها الجميع من اللاعبين والجمهور على السواء، منها احترام حقوق وإنسانية الآخرين، والتعامل باحترام ومحبة قبل وأثناء وبعد النشاط الرياضي، وأن يكون الرياضي عادلا، وأن يكون الرياضي محترما للقوانين ويتحمل المسئولية عند مخالفتها، والابتعاد عن إيذاء الآخرين قولا أو فعلا، والحفاظ على الهدوء حتى وإن استفزك الخصم، وتجنب حل النزاعات واختلاف الرأي بالقوة والعنف، وتقبل قرارات الحكام وإن لم تكن لصالحك، وتجنب إهانة الآخرين والاعتداء عليهم، وتهنئة الفائز بانتصاره بكل روح رياضية.
أتمنى أن تختفي كل هذه الظواهر السلبية التي يعج بها المجتمع الكروي في الوقت الحالي والتي أراها تتفاقم يوما بعد يوم على أمل أن تكون كرة القدم التي لطالما عشقناها مدرسة تخرج جيلا من الشباب المهذبين المشبعين بالروح الرياضية والصبر وروح التحدي والمثابرة والمنافسة الشريفة.