عادل عطية
ليس ثمة شك في أن نادى الزمالك تاريخ كبير وعريق برموزه وإنجازاته وبطولاته على كافة الأصعدة ألا أن هناك تسرع واندفاع وفردية بشأن القرارات الأخيرة بإقالة الجهاز الفني بقيادة المدير الفني الاسكتلندي ماكليش الذي قاد المهمة الفنية للفريق قرابة الـ67 يومًا فقط، مما أصاب جماهير القلعة البيضاء كثيرًا من القلق لشعورهم بانعكاس هذا التغيير المفاجئ على أداء ونتائج الفريق أمام منافسيه في المسابقة المحلية خلال الفترة المقبلة، كما أنتابهم تخوف من ضعف فرصته في الاحتفاظ بلقب الدوري العام خاصة أن أصحاب الرداء الأبيض يحتلون مركز الوصيف ويفصلهم عن صاحب الصدارة نقاط عديدة تحتاج للجهد والإصرار والعزيمة والتركيز والاستقرار الفني والإداري للنجاح في تقليص الفارق الكبير من النقاط.
وبلغ القلق بالجماهير مبلغة من الأعداد القياسية للمدربين الذين يضمهم الجهاز الفني حاليًا وكذلك العدد القياسي للمديرين الفنيين الذين تم الاستغناء عنهم خلال هذا الموسم حتى الأن فمنهم تولى المهمة لمدة شهر وثانِ 28 يومًا وثالث 50 يومًا سواء حصلوا على شروطهم الجزائية مثل باتشيكو البرتغالي وباكيتا البرازيلي أو لم يحصلوا عليها مثل أحمد حسام ميدو وربما غيره، الأمر المزعج أن إقصاء المدربين بشكل متتالي وخلال مدد زمنية قصيرة لا تستطيع ولا تمكن من الحكم عليهم أو التأكد من قلة حيلتهم وعدم أهليتهم، يدل دلاله واضحة على أن التعاقد معهم جاء بقرارات متعجلة ومتسرعة وغير ناضجة أو سليمة. وأن الطريقة التي تعامل بها أصحاب القرارات العرجاء مع المدير الفني الاسكتلندي ومن سبقوه لا تليق مطلقًا باسم وتاريخ هذا النادي الكبير والعريق مما جعل الكثير من الجماهير البيضاء تتساءل ماذا فعل المدير الفني هل أخفق مع فريقه؟ ولماذا تعاقد معه أصلًا لتولى المهمة؟ كلها أسئلة حائرة يجب أن يرد عليها. وليس صحيحًا ما قام البعض به من تجميل وتزيين الصورة أمام أصحاب القرارات العشوائية والارتجالية التي تغيب عنها كثير من الحكمة والحنكة والموضوعية ، بأن الاستقرار الفني أحيانًا لا يكون مكرمة ولا تحتاجه الفرق لتحصد ثمار النجاح في الملعب وحصد البطولات والألقاب.
الاستقرار يا ساده أساس التقدم والنجاح فهو مطلوب ومرغوب بل ووجوبي حتى تحصل الأجهزة الفنية على فرصتها كاملة في التعرف على لاعبيها وحسن توظيفهم وإخراج ما في جعبتهم من طاقات وإمكانات وتحقيق الانتصارات ومن ثم البطولات والإنجازات، ومش كل مره تسلم الجرة.