بقلم - المهدي شبو
ولا يمكن للباحث في أزمة الرياضة الوطنية أن يغفل دور الرياضة المدرسية، باعتبارها الخلية الأولى في البناء الرياضي والرافد الرئيسي للأندية الرياضية والمنتخبات الوطنية؛ ففي زمن مضى أيضا كانت الرياضة المدرسية بحق رافعة للرياضة الوطنية، والأدلة أكبر من أن تعد. ويكفينا تدليلا على هذا الواقع أن سعيد عويطة، الذي اختير رياضي القرن العشرين بالمغرب، هو نتاج الرياضة المدرسية. أما اليوم، فإن هذه الرياضة التربوية لم تعد تقوم بدورها كخزان للمواهب الرياضية لعدة أسباب؛ منها: ضعف التجهيزات المدرسية وتقادمها وعدم مسايرتها للتقدم التقني المهول في مجال الرياضة، هذا إن لم تتآكل وتفقد أية فائدة للاستعمال في غياب الصيانة الضرورية، دون إغفال التراجع المضطرد لفضاءات الرياضة المدرسية في المؤسسات التعليمية المستحدثة نتيجة ضعف الرصيد العقاري ومحدوديته، أما التعليم الخاص الذي أصبح يستأتر بحصة هامة في التأطير التربوي بالمغرب، فحدث ولا حرج، فبنايات كثير من مؤسساته لا تستوعب حتى حجرات الدرس فأنى لها أن تحلم بفضاءات الرياضة، ولا ندري ما إذا كانت وزارة التربية الوطنية تتشدد في إلزام هذه المؤسسات في دفاتر التحملات بتخصيص فضاءات للرياضة بمواصفات معينة.