توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بطولة الخريف

  مصر اليوم -

بطولة الخريف

بقلم : حسن البصري

تتغير الفصول، لكن لكل فصل بطله، قبل أن يمضي فصل الخريف وتتساقط أوراقه، تعلن هيئة الكرة عن اسم البطل الفخري، فيسعد أنصاره بلقب رمزي لا لون ولا رائحة ولا طعم له. يقول الراسخون في علم الكرة إنها بدعة وكل بدعة ضلالة، ويقسم المحللون بأغلظ إيمانهم أن اللقب الفخري نصف لقب ونصف سعادة، وربع حلم.

وحدها كرة القدم التي تمنحنا لقبًا في منتصف المشوار، وحين نصل إلى نهاية المطاف لا تعترف به وتعتبره مجرد أضغاث أحلام.. لكن العرب اتفقوا على ألا يتفقوا في تسمية بطل منتصف الموسم الكروي، فهناك من يسميه بطل الخريف وهناك من يصر على تسميته ببطل الشتاء، وهناك من يلغي التسمية ويصدر بيانا يجعل فيه اللقب اختياريا كالنوافل.

أصبح "لقب" بطل الخريف موضع جدل ونزاع بين الجماهير المغربية، يقول الوداديون نحن المتوجون ويعلن الدكاليون أحقيتهم باللقب، وتتحول مواقع التواصل الاجتماعي إلى ميدان للتظاهر ضد لقب ممنوع من الصرف. قال رئيس فريق غير معني بالألقاب الخريفية والصيفية، موجها كلامه لمسيرين يتقاسمونه الانتماء لحزب بمرجعية دينية "لقب الخريف يا سادة يا كرام مجرد غثاء وهو الزبد الذي لا ينتفع به"، فردد خلفه أتباعه "آمين".

هناك إجماع على أن بطولة الشتاء لا تسمن ولا تغني من جوع، لكن ما الجدوى منها إذا كانت عديمة النفع، ألا يستحق فريق راكم عددا منها منحة الجد والنشاط؟، أليس للمجتهد الذي لا يصيب أجر الاجتهاد؟.

أحد المدربين امتلك الجرأة الكافية ليضمن سيرته الذاتية عدد ألقاب الخريف التي فاز بها، حين شعر بفقر الألقاب، وكاد أن يحصي ضربات الجزاء التي أهدرها لاعبوه ويعد النقط التي حرمته من لقب افتراضي، بل إن فريق الرجاء البيضاوي سرح مدربه مولودوفان فور فوزه بلقب الخريف بداعي غياب الأداء الفرجوي، وحين عاد إلى بلاده قرر عدم التعاقد مع الفرق إلا بعد فصل الربيع كي يجني غلة السابقين.

ينام المدرب على وسادة بطولة الخريف فيصدق حكاية اللقب الفخري، فيمشي واثق الخطوة ملكا،، “ظالم الحسن شهي الكبرياء”، لكنه يستيقظ على صراخ الجماهير وشماتة الخصوم، فيطمئن رئيسه وهو يردد: يا حبيبي كل شيء بقضاء ..ما بأيدينا خلقنا تعساء.

في الموسم الماضي اضطرت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى إصدار بيان للفصل في جدل بطولة الخريف، حين اشتد الصراع بين الوداديين والفتحين كل يدعي امتلاكه للقب كتب بماء سريع التبخر. لم تدم سعادة الرباطيين بالبطولة الرمزية سوى عشر دقائق قبل أن تحسم الجامعة في الأمر، ومع نهاية الموسم اكتشف الجميع زيف ألقاب منتصف العام.

لا يقتصر لقب الخريف على الكرة، فكثير من القطاعات تتوج أبطالها المزيفين خريفا وتكيل لهم الشتائم والسخرية صيفا، حصد عدد من السياسيين أصوات الناخبين في عز الخريف، وتزاحموا ليتراحموا تحت قبة البرلمان في الدورة الخريفية بجلاليبهم الموحدة، ولكن لا أحد يضمن لهم الظفر بلقب البطولة عند انتهاء الولاية البرلمانية، لأنهم آمنوا بأن مجلس النواب مجرد باحة استراحة لقيلولة على الهواء مباشرة. حقق الأمن أعلى نسبة إشادة في نهاية العام، وتمكن من حصد المجرمين وأشباه المجرمين في ليلة رأس السنة الميلادية، ولكن هذا الإنجاز لا يتيح له الظفر باللقب في نهاية الموسم.

وفي قطاع التعليم يتكدس التلاميذ في الحجرات فلا يخلفون الوعد مع لذة الخريف، قبل أن يضرب المعلمون ويتغيب الحوامل ويتنافس ما تبقى من نقابيين على الرخص الاستثنائية، في ما تتكفل العطل الدينية والوطنية والفصلية بوأد ما تبقى من موسم دراسي.

نحمد الله على نعمة قلم الرصاص، الذي يمنحنا دوما فرصا متجددة للتراجع والاستدراك، فالبطولات لا تكتب إلا بقلم على رأسه ممحاة.

GMT 04:24 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

"الفار المكار"..

GMT 15:17 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

إختيارات المنتخب بين الواقعية والمجاملة

GMT 00:27 2019 السبت ,11 أيار / مايو

تدخل الاتحاد التونسي في قرارات الكاف

GMT 01:56 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

كأس المدربين وليس كأس الأبطال..

GMT 15:27 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تذاكر كأس الأمم !!

GMT 16:10 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

لماذا يكذب الزيات؟

GMT 16:17 2019 الخميس ,18 إبريل / نيسان

عشق مصر ...في عيون السعدي وأبوظبي الرياضية

GMT 15:12 2019 الأحد ,07 إبريل / نيسان

الوداد والأهلي و"دونور"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بطولة الخريف بطولة الخريف



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2025 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon