بقلم حسن المستكاوي
** الظاهرة الجديدة والقديمة، هى الشكوى من الحكام ومن التحكيم إليكم عناوين نشرت فى الصحف الصادرة أخيرا، وكلها مؤشر خطير:
** المصرى اليوم: «الدراويش يستعين بالسيديهات ضد حكم مباراة المصرى».
** اليوم السابع: «الأهلى يرفض الاستسلام فى أزمة انحياز التحكيم للزمالك».
** الأخبار: «رئيس الأهلى يتوعد لجنة الحكام»
** الشروق: «الإسماعيلى يتقدم بشكوى رسمية لاتحاد الكرة ضد الحكام»
** هذا النقد أو الهجوم الموجه إلى الحكام وإلى لجنتهم، ليس جديدا، وهو بالفعل قديم. ويمضى بجورا كرة القدم عبر مسيرتها منذ عقود سواء خارج مصر أو داخل مصر.. وهناك أندية مثل المصرى البورسعيدى ترى من خلال الإدارة أن الحكام يتربصون بحسام حسن، ويعلنون ذلك.. وإذا كانت معظم الشكاوى تنصب اليوم من جانب إدارة الأهلى ضد الحكام باعتبار أنهم يجاملون الزمالك فقد حدث من قبل أن وجه رئيس نادى الزمالك المستشار مرتضى منصور انتقادات عنيفة للحكام وللجنة احتجاجا على قرارات فى مباريات. وتعالت الآن الانتقادات من جميع الأندية تقريبا. وهذا مؤشر غير صحى على الإطلاق..
** الخطورة هنا أن هذه التصريحات والاتهامات تثير التعصب وتنفخ فى كرة النار، وذلك فى وقت تبحث فيه كرة القدم فى مصر عن وسائل عودة الجمهور، وبث ونشر السلام فى الملاعب، كما فعل الأهلى فى مؤتمره الصحفى أمس، بدعوته لبعض جماهيره للحضور. إلا أن هذا سوف يذهب بالتصريحات، التى تعلق شماعات الأخطاء الفنية لأجهزة تدريب أو للاعبين على التحكيم؟
** أوضحنا من قبل كثيرا أن أخطاء التحكيم جزء من لعبة كرة القدم. وأن الحكم هو الإنسان الوحيد إلى لايستطيع أن يقول: «لا أعرف» لحظة اتخاذ القرار فى أقل من ربع ثانية. بينما تعكف استوديوهات التحليل على قراءة اللعبة محل الخلاف على مهل ومن جميع الزوايا. وأحيانا يختلف المحللون، وتختلف الرؤى، بشأن قرار الحكم. وتعاد اللعبة من جميع الزوايا وبالسريع وبالبطىء. بينما الحكم لا يملك هذا كله.
** لا أدافع ولا أبرر أخطاء بعض الحكام، من باب المجاملة لأندية كبيرة، أو لضعف الشخصية، أو لسوء التقدير، ولكن تلك الأخطاء موجودة فى كل بلد وفى كل بطولة. وهناك بطولات كبرى، مثل كأس العالم، شهدت قرارات تاريخية غيرت من نتائج ومنحت ألقاب لفرق لا تستحقها، بسبب خطأ حكم. وفى تاريخ كرة القدم أمثلة لا تعد ولا تحصى.. فكيف لا يرى القائمون على إدارة الرياضة المصرية هذه الحقيقة؟
** إن ترك تلك التصريحات بلاحساب يخالف قواعد اللعبة. وعندما يتحدث مدرب كبير جدا مثل جوزيه مورينيو عن التحكيم فإنه يعاقب بآلاف الجنيهات وبالإيقاف أيضا. أقول عندما يتحدث وينتقد. فما بالنا بمن يسب حكم أو يعتدى عليه قولا ولفظيا..
** نرجو الحذر، فهؤلاء الحكام هم الرجال الذين تحب أن تكرههم.. وهو تعبير قديم جدا.. لكن فى سنوات سابقة بعيدة كانت هناك كرة ثلج تهبط من أعلى التل وتكبر، وتكبر، وتدمر فى طريقها الكثير.. واليوم لم تعد هناك كرة ثلج.. ولكنها كرة نار؟