بقلم: خالد عبد العزيز
فرحة كبيرة غمرت الشعب المصري كله في داخل البلاد وخارجها مساء يوم الأحد 8 أكتوبر الجاري بعد انتهاء مباراة المنتخب الوطني لكرة القدم مع نظيره الكونغولي بفوز المنتخب المصري بهدفين مقابل هدف واحد وتأهله إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم روسيا 2018 بعد غياب استمر 28 عاماً منذ التأهل إلى كأس العالم إيطاليا 1990 وبعد سيناريو ربما يكون هو الأغرب في تاريخ مباريات المنتخب الوطني وبعد أصعب 7 دقائق مرت على أي مواطن مصري يتابع أحداث الرياضة المصرية عموماً وكرة القدم بصفة خاصة منذ تعادل الفريق الكونغولي في الدقيقة 88 من عمر المباراة وحتى انتهائها بفوز مصر بعد 5 دقائق من الوقت بدل الضائع .
هذه الفرحة الكبيرة للشعب المصري التي حققها مجموعة من شباب مصر أعضاء المنتخب تحت إشراف مجلس إدارة اتحاد الكرة والذي اختار بنجاح الجهاز الفني والإداري والطبي وجماهير الكرة المصرية التي ساندت المنتخب على مدار عامين متصلين أقيمت خلالهما التصفيات المؤهلة للمونديال حتى تحقق هذا الحلم الكبير، استحقت هذه الفرحة كلمات السيد رئيس الجمهورية والتي نقل خلالها للجميع احترام وتقدير الشعب المصري واصفاً سيادته الحالة التي عاشها الشعب كله خلال زمن المباراة من القلق والتوتر انتهاءً بفرحة النصر والتأهل، وقد كان لقاء الرئيس في اليوم التالي مباشرةً للمباراة وخلال الندوة التثقيفية التي تنظمها القوات المسلحة تحت إشراف إدارة الشئون المعنوية والتي ظهر خلالها نموذج آخر عظيم من شباب مصر الأبطال من أبناء القوات المسلحة ومنهم عريف مقاتل محمد أحمد وجندي مقاتل محمد رمضان الذين دهسوا بدبابتهم سيارة مفخخة يستقلها مجموعة من الإرهابيين في سيناء وقضوا عليهم في حالة فريدة من حالات الإقدام والإبداع والتفاني في أداء الواجب. بينما عبرت السيدة الفاضلة زوجة الشهيد العقيد البطل أحمد المنسي ووالدة أبنائه حمزة وعلي عن الروح القتالية والشجاعة وحب الوطن التي تمتع بها زوجها البطل ويتمتع بها كل شباب مصر المقاتلين من أبناء قواتنا المسلحة والشرطة المصرية والذين يقدمون أرواحهم فداءً لمصر وشعبها ودفاعاً عنها ضد أهل الشر والظلام.
واستيقظت مصر صباح يوم الأربعاء 11 أكتوبر على تدشين العاصمة الإدارية الجديدة وحجم الإنجاز المذهل الذي تحقق في مدة زمنية قصيرة وتأكد الجميع أن ما يتم في هذه الملحمة يعتبر نقلة حضارية غير مسبوقة في غزو الصحراء والخروج من الوادي الضيق ويتم بسواعد فريق عمل آخر من عشرات الآلاف يومياً يقوده شباب مصر من المهندسين والعمال الذين يعملون في ظروف مناخية صعبة ويسابقون الزمن ويصلون الليل بالنهار لإنجاز هذا التوسع العمراني المبهر والذي سيسعد به شعب مصر كله أيضاً.
وفي مجال آخر شاهدنا نموذجاً فريداً عجيباً من شباب مصر النابه في الاحتفال الذي أقامته وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يوم الخميس 12 أكتوبر بالتعاون مع وزارة الدفاع لتكريم خريجي "مبادرة رواد تكنولوجيا المستقبل" تحت رعاية وبتشريف السيد رئيس الجمهورية. شاهدنا وتابعنا مجموعة متميزة من شباب مصري مخترع مبتكر واعد استحق ثناء وتقدير سيادة الرئيس وكل من تابعوا الاحتفال سواءً من الحاضرين بقاعة المؤتمرات والمعارض الكبرى بجوار مسجد المشير طنطاوي أو أمام شاشات التليفزيون، وسعد الشعب المصري بأبنائه النوابغ واطمأنوا على مستقبل هذا البلد العريق الذي يزخر بهؤلاء الشباب.
شهر أكتوبر بالفعل هو شهر يرتبط في أذهان المصريين جميعاً بالنصر والفخر والعمل المعجز وإنجازات شهر أكتوبر2017 رسخت هذا الارتباط. "وصورة الشعب الفرحان تحت الراية المنصورة" ذكرتنا بأيام مصر الخالدة العظيمة وبالمبدع متعدد المواهب صلاح چاهين صاحب كلمات أغنية " صورة " التي لحنها كمال الطويل وغناها عبد الحليم حافظ ... تحيا مصر.