أسامة دعبس
لكل مسرح بطل ولكل مسرحية ممثلون ولكل فرقة كومبارس تلك هي سنة الحياة وبما إن "وما الدنيا إلا مسرح كبير" فإن هذه المقولة تنطبق على المسرح الرياضي المصري الذي يتكون من فرق تتمثل في الاتحادات الرياضية التي يقوم بالتمثيل فيها – في معظم الأحيان يكون التمثيل علينا - أعضاؤها ويخرج الممثلون عادة عن النص مثلما يحدث في اتحاد كرة اليد ويتنازل البعض بإرادتهم أو لمصالح شخصية عن نجوميتهم ويكتفون بدور الكومبارس.
واتحاد كرة اليد يضم أحد نجوم اللعبة وهو هشام نصر نجم مصر والزمالك السابق الذي تنازل راضيًا عن هذه النجومية واكتفى بدور ليس له طعم او لون أو رائحة ووافق بذلك طمعًا في الحصول على دور البطولة في الاتحاد المقبل، نصر الذي أكن له كل الاحترام وأعتز بصداقته تغاضى عن ثوابت اللعبة ووافق على قرارات كانت السبب الرئيسي في النتائج المخيبة خلال الفترة الماضية ولا أعلم كيف يقبل رجل باسم وتاريخ هشام نصر أن يكون مجرد كومبارس في فرقة خالد حمودة المسرحية الذي ينفرد بدور البطولة ويؤكد بسياسته في ادارة اللعبة بأنه " One Man Show " وأحاول ألا أصدق أن نصر يقبل أن يكون على الهامش مقابل أن يسانده حمودة في الانتخابات المقبلة وهو الأمر الذي يستغله رئيس الاتحاد لتمرير أي قرار منها بالطبع الموافقة على تعيين مروان رجب مديرا فنيا للمنتخب الأول ثم الموافقة على استمرار رجب في منصبه رغم الفشل في الأوليمبياد وتعامل حمودة مع هذا الامر بطريقة مسيئة لكل أعضاء المجلس وعلى رأسهم نصر عندما أكد من البرازيل استمرار رجب في منصبه ولم يعترض أعضاء المجلس على قراره سوى خالد ديوان نائب رئيس الاتحاد المغضوب عليه والذي يحاول حمودة إيقافه وإسقاط عضويته .
العضو الثاني الذي صُدمت فيه هو مصطفى شوقي صاحب التاريخ الجيد مع التحكيم فالرجل قبل أيضًا على نفسه أن يكون مجرد ممثل صغير، رغم تاريخه الكبير ووافق على كل قرارات حمودة الكارثية منها أمور تخص ملف الحكام وهو ملف المفروض أن يكون شوقي هو الأعلم به ولا أستطيع أن أصدق أن شوقي وافق على ذلك حتى يحظى بدعم حمودة في الانتخابات ويرفض عقلي التسليم بما يردده حمودة عن شوقي بأن كل ما يهمه هو السفريات فقط لذلك يلاعب حمودة شوقي بهذا "الكارت"، وأعلم أنني قد أخسر صداقة نصر وشوقي بعد هذا المقال لكني وحرصًا عليهما وعلى البقية الباقية من تاريخهما أريد أن يستيقظا قبل فوات الأوان لذلك لم أذكر سواهما لأنهما ليس على رأسيهما "بطحة التعيين " كباقي أعضاء المجلس وهو ما يؤكده حمودة بأنه هو صاحب الفضل عليهم بقرار تعينيهم عكس شوقي ونصر اللذين جاءا بالانتخاب وبقرار من الجمعية العمومية .
نصر وشوقي يتحملان الجزء الأكبر من فشل اللعبة مؤخرًا بمواقفهما المائعة وكان آخرها الخسارة المخزية لبطولتي افريقيا للشباب والناشئين لحساب المنتخب التونسي الذي سيعود مجددًا للساحة بعد فوزه بالبطولتين وستدفع كرة اليد المصرية الثمن في القريب العاجل، أما البطل الأوحد والمخرج والمنتج وكل "الفرقة" فهو الدكتور خالد حمودة الرجل الأكاديمي الذي يدير الاتحاد بأسلوب علمي – راجع كل قراراته منذ توليه رئاسة الاتحاد وأحكم بنفسك – والذي أكد بعد خسارة منتخب مصر لبطولة الناشئين أنه سيتقدم باستقالته في حالة خسارة بطولة الشباب – تراجع كالعادة – ويشترط على وزير الرياضة أن يمد له عامًا في رئاسة الاتحاد وليس 4 شهور فقط وسأكتفي هنا بتوجيه سؤال واحد له، ماهي الأسباب العلمية والأكاديمية التي أدت إلى خسارة بطولتين أفريقيتين في أسبوع واحد وهما البطولتان التي تفرض مصر سيطرتها عليهما ؟
وأخيرًا أنتظر أن يخرج حمودة علينا بعد خسارة بطولتين في غاية السهولة بقوله إن الحصول على المركز الثاني في أفريقيا والتأهل لكأس العالم إنجاز كبير كالإنجاز العظيم الذي حققه مروان رجب بالحصول على المركز الثالث في بطولة أفريقيا في الجزائر 2014 والتأهل إلى كأس العالم والذي أكد وقتها حمودة بأنه إنجاز كبير .