توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هنا أكرا

  مصر اليوم -

هنا أكرا

طارق طلعت

الحياة قد لا تعطيك أموال رونالدو أو موهبة ميسي أو ذكاء غوارديولا او نجومية ممثلي هوليوود لكن تحدث بعض الأشياء في حياتك ربما تكون بسيطة لكنها تضعك أنت وحدك في خريطة الأحداث الأكثر أهمية من وجهك نظرك أنت وربما من وجهة نظر الباقين، الأمر اختياري للآخرين هنا.
 
المشهد الأول:
أجواء حارة جدا ورطوبة خانقة وهواء ثقيل يكاد يخطف روحك، هل هذه هي الأجواء في أفريقيا التي طالما قرأت عنها أم ان حدثا كبيرا سيحدث قريبا، زحام كبير وباعة جائلين ومشادات وحرب من جمهور غانا من أجل حضور مباراة مصر المهمة، أطفال يبيعون أكياس ماء مثلجة من أجل تخفيف حرارة الأجسام وقطع قماش (فوّط) من أجل مسح العرق، ثم بعد ذلك ملعب بابا يارا المهيب وجمهور يبدو أنه تم حبسه ومنعه من الأكل والشرب حتى يشجع بشكل مسعور.
 
السماء ترحب بالجميع على طريقتها الخاصة بنصف ساعة من الأمطاء الاستوائية 30 دقيقة من الأمطار القوية استحالت معها المدرجات إلى حمامات سباحة مصغرة، ثم توقفت الأمطار وعادت الحرارة والرطوبة ومعها رجل ضخم الجثة أمسك بميكرفون وأخذ يلف في أنحاء الملعب يقول بعض الكلمات باللهجة المحلية لم أفهم منها شيئًا لكن مافهمته أن كل كلمه يقولها يتحوّل معها الملعب إلى جحيم.
 
نزل المنتخب وسجّلت غانا الأول والثاني والثالث والجمهور الغاني فهم أن هذا المكان يجلس فيه الصحافيين المصريين وبدأت سماع صيحات مثل تلك التي يطلقها الأسد عندما يريد أن يهجم على فريسته بعد أن تأكد أن قواها قد ذهبت في 90 دقيقة كئيبة مثل تلك البلاد التي لعبنا فيها.
 
محمد أبو تريكة ترك الجميع واتجه إلى محمد صلاح وكأن المنتخب ليس فيه سوى صلاح، وقام بمواساة اللاعب الشاب وتمتم ببعض الكلمات لم تخفيها زئير الجماهير الفرحة، كلمات بلغة العيون يفهمها صاحب العلم والجهول.
 
المشهد الثاني:
 
ليل حالك السواد، حافلة قديمة، مجموعة من الأصدقاء الغاضبين وشيخ أزهري طلب توصيلة وبعض الود مع أبناء بلده التي لم يزرها طوال فترة طويلة وطريق وعر إلى فندق ردئ وليلة حزينة بعد ضياع الحلم بنسبة كبيرة.
 
ثم صباح باكر ورحلة من كوماسي إلى أكرا دامت لساعات والإذاعات الغانية والجماهير مازالت تعيش في حالة سكر ونشوى من السداسية التاريخية والنار تشتعل في القلوب المصرية وصمت رهيب هبط على الحافلة التي تقل المصريين عائدين إلى القاهرة بالخيبة.
 
المشهد الثالث :
وقت الضحى والشمس لا ترحم وكأنها لا تعرف أن هؤلاء الناس القادمين من الشمال الأفريقي قد تلقوا درسا قاسيا. وداخل مطار اكرا الذي يشبه بنزينة متوسطة في مصر جلس 80 % من لاعبي المنتخب منتظرين الإجراءات وكأنهم أسرى حرب، حتى حانت لحظة الرحيل من هذه البلد ونهاية الكابوس.
 
طابور طويل من الجماهير والصحافيين لإنهاء الإجراءات من أجل الرحيل، سبّ ولعن ومزاح وضحك وفتاة تفقد كاميراتها الباهظة وموظفة غانية سمينة تحاول المساعدة وموظف يوزّع أوراق بيانات ثم الدخول إلى الصالة من أجل الرحيل، والصحف الغانية نشرت جميعها إعلان واحد لأحد منتجات الخمور عبارة علم غانا يغطي الهرم الأكبر وعبارة دعونا نحتل القاهرة .. مااااااذا احتلال القاهرة ؟!!! ألا يكفي ما حدث في كوماسي.
 
ما هذا الإعلان الذي أثار خوفي، أريد دخول إلى دورة المياه ياااارب انقذنا من هذا الكابوس، أين دورة المياه في هذا المطار اللعين ؟؟ أسير ببطئ وفي الطريق اسمع حديث هامس بالعربية في مكان تحت لافتة ممنوع التدخين وعلى طاولة في حالة سيئة يجلس محمد أبو تريكة والشاب محمد صلاح حديث هامس لكنه مفهوم من نظرات تريكة ومن نظرات صلاح الذي كاد أن يغشى عليه من وقع ما حدث عصر الأمس.
 
ثم تنادي الإذاعة الداخلية على المسافرين على رحلة القاهرة، وأبو تريكة يُسرع في الممر الأخير، والصحافي يلهث من أجل اللحاق بالساحر الذي يظن نفسه متوجها بهجمة على مرمى الخصم.
 -كابتن هل فقدنا الأمل في الصعود لكأس العالم.
 -لسة فيه ماتش في القاهرة وأنا لم أفقد الأمل.
 
المشهد الرابع
الطائرة وضجيج والمراسل المشهور يوزّع عصائر وأطعمة وابتسامات ومزاح أثقل من هواء كوماسي، ولاعب آخر يتباهى بجهاز "آي فون" الصادر حديثا من "آبل" وآخر نائم وآخر يحاول نسيان ما حدث وأبو تريكة لم يترك صلاح وكأنه آخر لقاء.
 
لم تكن هذه النهاية
حيث أن القرعة أوقعت مصر مع غانا في مجموعة واحدة في تصفيات كأس العالم، ذهب محمد أبو تريكة لكن تعليماته حاضرة  مع صلاح والموعد الأسبوع المقبل في برج العرب من أجل الثأر.
نداء إلى الجمهور .. لن تنسوا الحضور للمباراة

 

GMT 04:24 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

"الفار المكار"..

GMT 15:17 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

إختيارات المنتخب بين الواقعية والمجاملة

GMT 00:27 2019 السبت ,11 أيار / مايو

تدخل الاتحاد التونسي في قرارات الكاف

GMT 01:56 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

كأس المدربين وليس كأس الأبطال..

GMT 15:27 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تذاكر كأس الأمم !!

GMT 16:10 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

لماذا يكذب الزيات؟

GMT 16:17 2019 الخميس ,18 إبريل / نيسان

عشق مصر ...في عيون السعدي وأبوظبي الرياضية

GMT 15:12 2019 الأحد ,07 إبريل / نيسان

الوداد والأهلي و"دونور"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هنا أكرا هنا أكرا



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon